|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
التواصل دون بريق
تم ق ن
جريدة الرياض | التواصل دون بريق التواصل دون بريق نجوى هاشم لا تخلو الحياة من كل تلك الأشياء التي تغلق أبوابها أحياناً، وتبعث على الشعور بالنكد والألم، ورفض التعايش مع ما يجري! حتماً ليست هذه هي الحياة الحقيقية! وليست هذه ملامحها الاجمالية! وليست هذه جغرافيتها التي ينبغي التحرك داخل إطارها! هي الحياة بعواصفها التي تكاد تلامس وجداننا، ومع ذلك ينبغي أن نواصل المسيرة داخلها برغم كل العنف والقسوة التي تشعر بها. ولا بد أن نتوقف عن طرح الأسئلة المستفيضة في رحلة الحياة اليومية، لأن الأسئلة قد تتحول إلى بوح مضاد تتوقف أمامه، ونعجز عن العبور إلى العوالم الأخرى التي تفتح أبو،ابها. إنغلاق مسارات الحياة فجأة ليس هو النقطة الأبعد داخل كينونتها الأزلية! وليس هو ذلك الواقع الكثيب الذي عجز عن الاحتفاء بأحلامه، والتعايش معها! كما أنه قد لا يكون تلك الرؤى التي لا يمكن اصطيادها!! كثيرون هم من يقعون ضحايا غرام النكد، بل قد يزرعون أرواحهم داخله ويتنفسون أسئلته بإحساس شمولي يدفعهم إلى البقاء المستمر يعتقدون أن وجه الحياة الواحد هو الثبات النكدي، وأن مواصلتها تعني البقاء في نفس هذا الطريق. غاب البريق الذي يجمّل وجه الحياة، وفقدوا هم الرغبة في البحث عنه، أو حتى انتظار حدوثه. فقدوا معرفة أنفسهم تلك التي كانت تدفعهم إلى الإصرار والبحث عن المجهول! فقدوا الرغبة في الحياة، وبالتالي لن يبحث لهم أحد عن هذه الرغبة ولن يسلمهم مفاتيحها على الإطلاق! الإحساس بطوفان النهاية يفقد حب الحياة، ويحرم المتعايش معها الاستمتاع بغرامها مهما كانت مفارقاتها! البعض يغادر الحياة راكضاً عندما يعتقد أنها انتهت من النقطة التي لم يعد يستطيع أن يُعطي بها، أو يصبح له بريق فيها! يقول نجم كرة التنس المعتزل أجاسي (لم يكن بوسعي تحمل ألا أكون الأفضل فأنا لا أتحمل الهزيمة). ولذلك عندما فقد مركزه الأول اعتزل اللعبة، لأن من اعتاد أن يبقى في المقدمة، ويتأخر بعدها بفضل الانسحاب تماماً من المضمار! لكن هل انسحب تماماً كما يفعل غيره! انسحب من الفوز والخسارة الرياضية لكن تقدم في الأعمال الخيرية التي وجد فيها نفسه، وابتكر طريقه داخلها من خلال مدارس متكاملة ونموذجية للفقراء والمحتاجين، وهي ققمة النجاح في الحياة. وكأنه كغيره من النجوم الذين عادوا إلى الأرض مرة أخرى التي غادروها أثناء تفوقهم واستقروا بها متكأين على مقولة (من نام على الأرض لا يسقط). هذا النوم والاسترخاء يمارسه المتقاعدون الأجانب الذين تبدأ معهم الحياة مرة أخرى عندما يتجاوزون الخامسة والستون وتحتويهم جميع المؤسسات هناك، وتفتح أبوابها لهم من خلال التخفيضات، و،البرامج الممتعة والخطط التي تساعد على الاستمتاع بالحياة بعد التقاعد مع الرواتب المضاعفة المجزية كالدول الاسكندنافية التي تمنح المتقاعد ٣ رواتب مثل راتبه شهرياً بعد التقاعد كتكريم على خدمته، وبداية لحياة جديدة يعرف هو ما سيفعل بها مستقبلاً! وليس كما يحدث لدينا، عندما ينتهي مصير موظف أو موظفة تقاعد عند الستين لأنه يعرف أن الحياة انتهت بالنسبة له عملياً وإنسانياً ومادياً، ولذلك ليس غريباً أن تجد موظفة أو موظف يبكي ولا يعرف ماذا سيفعل غداً عندما لا يكون لديه دوام! إنها المعرفة بالحياة، والقدرة على التواصل معها والخروج عن دائرة كل ما هو ثابت!
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|