|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
حكاية وراء كل باب
تم ق ن
جريدة الرياض | حكاية وراء كل باب حكاية وراء كل باب نجوى هاشم تتعطش بعض النساء للحياة التي يعتقدن أن مصادرها الحقيقية لا تنبع إلا من خلال رجل يحتويها، أو يكون بجانبها، مهما كانت إمكانات هذا الرجل وقدراته، وحتى تمكّنه من إغداق هذا الاحتواء عليها! إحدى النساء ظلت تنتظر رجلاً عشر سنوات، وهو الغائب الحاضر، المتزوج، وأبوالعيال، والذي لا تعرف عنه شيئاً على الاطلاق، سوى اسمه فقط، وحضوره ذات مرة لخطبتها، ثم اختفائه. ولأن بعض الأسر تفرح بمن يطرق أبوابها، لتتخلص من بناتها وبالذات إن كانت يتيمة، وقوية الشخصية، فقد تقبلت الأم على مضض هذا القادم، الذي لم تره أو تسمع عنه لعشر سنوات، أو تزيد، وظلت الابنة تنتظر حضوره، والذي كان يظهر أحياناً، ويختفي أحياناً بحجة أعماله التي لا تعرفها. تزوجت من رجل، وغادرت معه، وهي التي تعمل في القطاع الخاص وفي وظيفة محترمة منذ ما يزيد على عشر سنوات أيضاً، تزوجته، ولم تعرف عنه سوى من هو واسمه، وهويته، لم تعرف له عائلة أو أسرة، ومع ذلك احتفت بالبقاء بجانبه، ومعه، وهي التي ظلت جزءاً كبيراً من عمرها تنتظر هطول مثل هذه اللحظات. راتبها فقط هو من منحها الحياة، والأمل، والاكتفاء، وورّث لها شعور الأمان، وعدم الاحتياج، أو طرق أبواب الآخرين. كان هو الأهم في حياتها، وكان هو الخط الأحمر الذي لا يمكن تجاوزه، عملت بجد، واستطاعت تحقيق معطيات تؤهلها لأن تعيش عيشة كريمة بمعزل عن أي طارئ من الممكن أن يفتح أبواب الوجع عليها! حضر العريس، وتزوجت بعد طول انتظار، لم يدفع شيئاً كما يبدو لكنها أصرت أنه دفع، لإحساسها المتكامل بأنها تريد أن يكون بجانبها رجل، وهذا الرجل بالذات، بعد أن طرق بابها غيره كثيرون، تزوجت بعد أن ساعدت كثيراً في أن يكتمل هذا الزواج المنتظر منذ سنوات! أخذت منه القليل، أو أقل القليل، وأخذ منها كل شيء، شخصيتها التي سلبها مبكراً، قوتها التي مارستها على من حولها هدّها بمعول غموضه، وعدم تركها تعرف عنه شيئاً! هو الضعف الأنثوي دون شك، وهي تلك الحاجة الماسة لرجل والتي تربطها كثير من النساء بالحياة نفسها، فبدونه لا توجد حياة، أو أمل أو قدرة على التنفس! هو لا يمتلك المال، أو يمتلكه ولا تعرف بوجود، أسرة، أو أسر أخرى لديه في أماكن تجهل وجودها، ورفضت أن يتدخل مَن حولها للبحث، أو التفتيش عنه، حتى لا يعرف ويتركها، وهي المتعلقة بأطراف أطرافه! بعد فترة وجيزة من الزواج طلب منها ترك العمل والجلوس في المنزل، لأنه لا يحب أن تعمل زوجته في مكان لا يريدها أن تعمل به، ولا يريدها أن تذهب إلى العمل من أصله، وإلا فهي مخيّرة بينه وبين عملها، الذي هو الحياة الحقيقية لها! ثار كل من حولها على قرارها المعروف مسبقاً، والذي لن يختلف عن مواقفها السابقة، لا ميراث لديها، ولا سند مالي، ولا أسرة تحتويها، أو راتب لوالدها المتوفى، فقط لديها وظيفتها التي تشكل الحماية لها. أخذت القرار اختارت الزوج الذي لا يملك، والذي لا يزال يغيب عنها بالأيام ولا تعرف أين هو، وقد لا تجد في بعض الأيام حتى قطعة الخبز، على الوظيفة التي خلقت لها كيانها! اختارته بقسوته، وجبروته، وعدم حبه لها كما تعرف وتكتفي بحبها له على نافذة الأمان الوظيفي التي فتحت لها حياة كريمة، ولم يمنحها هو ذات يوم ريالاً واحداً! اختارته وهي تعرف انه سيغادر ذات يوم ولن تجده، وتعرف أنه يمارس عليها كل أمراضه النفسية، ويستهين بها، ومع ذلك تصر أنه الزوج الذي انتظرته، وأنه لو تركها ستموت بعده، وتترك ما ستأتي به الأيام للأيام نفسها! هي المرأة،بكل غموضها، وضعفها، وركضها خلف إحساس يؤدي بها إلى الهلاك!!! تريده هو فقط دون غيره، تكتفي بانتظاره والنظر إليه!
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حكاية وراء كل باب | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 22 / 06 / 2020 48 : 08 AM |
حكاية وراء كلّ باب | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 21 / 06 / 2020 08 : 05 PM |
حكاية وراء كل باب | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 21 / 06 / 2020 05 : 05 PM |