|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ثقافة غير قابلة للتفكيك // مميز
ثقافة غير قابلة للتفكيك
نجوى هاشم يحتفي برنارد شو بالأخلاق عندما يرى أن أهم مظاهرها (أن تُخفي تقديرك لنفسك واحتقارك لقدرة الآخرين). وهي نفسها تلك المدينة بروحها الحية التي تحاصر الخلوق من نبض الآخرين. والأخلاق أيضاً تخلق للآخرين في كثير من الأحيان عوالم افتراضية قد لا يتوقعون حصولها إلا أنها في ذهن الخلوق ستظل عالمه الخاص. ولكن هل تنفصل الأخلاق عن الضمير؟ هل تنفصل الأخلاق عن المعرفة؟ إن المعرفة والأخلاق، والضمير، والوعي عندما يجتمعون في مكان مطلق، يشكلون دائماً إحساساً واحداً هو الإنساني.. والمغلّف بإحساس الإنسان بحقيقته وقدرته على معرفة نفسه. في الملمح الإنساني المشترك بيننا وبين الآخرين يفرح القليل لنجاح قريب، أو صديق ولكن يتجاهل الكثير هذا النجاح، ويبغض الكثير هذا النجاح، ويهمش البعض بل يحاول بقدر الإمكان التقليل منه، وشن حملة مضادة عليه. والبعض الآخر وهو القريب جداً، والصديق، يعاني من نجاح صديقه ويؤلمه هذا النجاح، ليس حسداً، ولكنه إحساس إنساني لا يمكنه السيطرة عليه أو التعامل معه بمنطقية. ولذلك علينا الاحتفاظ بأصدقائنا، وعدم خسارتهم، أو محاسبتهم على مثل هذه الأحاسيس الخارجة عن الإرادة، حتى وإن لم تكن مطروحة، ولكن محسوسة من قبلنا، يقول أوسكار وايلد (في مقدور أي شخص أن يتعاطف مع معاناة صديق، ولكن الأمر يحتاج إلى جوهر رفيع للغاية للتعاطف مع نجاح صديق). النجاح لدى الآخر، والتفاعل مع هذا النجاح بمصداقية إحساس مرتبط بتكويناته، وتمازجه العفوي، ولا يمكن تفكيكه لمصلحة الصديق، أو النفس لأنه وليد الداخل، وبالتالي هو مكشوف، حتى لو حاول هذا الصديق تغطيته. هذا في الصداقة والمعرفة، وضرورة التعايش مع تفاعلات من حولك. لكن هل بإمكانك أن تسعد لنجاح من لا تعرفه إلا من خلال المعرفة العامة؟ هل بإمكانك أن تتفاعل مع هذا النجاح حتى وإن كان لا يخصك، ولا يعنيك، لكنه يفرحك؟ هل بإمكانك أن تتفاعل مع نجاح أحد وتمدحه حتى وإن كان قد أساء إليك؟ أشك كثيراً في فعل المؤثرات على الداخل لدينا.. أمام أن نفتح صفحة ونخط فيه ما هو مستحق ومعقول في حق هذا الشخص. لكن البعض لديهم القدرة على فعل هذا الإحساس والتجرد مما وقع عليهم أو من الخاص بصفه عامة. فمثلاً الكاتب الكبير الأستاذ (سمير عطاالله) في مقاله في جريدة الشرق الأوسط ليوم الجمعة استوقفني كثيراً وهو يتجاوز بسمو رفيع عاطفته في تكثيف الموقف الذي تعرض له من المهندسة العراقية الشهيرة زها حديد عندما قابلها في أحد المؤتمرات في دبي وحاول أن يحادثها وهو الكاتب الخلوق، والمحترم والمبدع دوماً، بأن يقول لها إنه كلما مر ذكر اسمها في العالم شعر بمزيد من الاعتزاز، لكن يبدو أنها لم تُرد أن تسمع ذلك، وهي التي سمعت عنه الكثير، وبالتالي تصرفت معه بكثير من العجرفة والفظاظة، ولم تعطه الكثير أو القليل من الوقت كما يقول. الرائع في الأمر أنه كما قال لم ينس لها ذلك الموقف غير الحضاري من وجهة نظري، لكنه كتب بجزالة أسلوب، وعبارات مضيئة عن تفوقها وعبقريتها كمهندسة عربية تعتبر الآن أغنى مهندسة في العالم، واعتبرت في العدد السنوي من (نيويوركر) ضمن خمسة أشياء غيرت ملامح العالم الصين الأول والعراقية زها محمد حديد الخامس. إنها الثقافة الحقيقية التي عكسها مقال الأستاذ سمير عطاالله، والتي كما يقول أحدهم (الثقافة تعريف أنفسنا بأفضل ما عرف وقيل، أي تعريفها بتاريخ النفس البشرية) كما أن ثقافة المرء هي التي تحدد سلوكه. ولكن لو كنت أنت في نفس المكان، وحاولت أن تحدّث مشهوراً فناناً، أو كاتباً، أو لاعباً، وتصرف معك بعدم لباقة رغم أنك تعرفه، أو كنت كاتباً أو صحفياً، أو حتى معجباً هل بإمكانك الكتابة عنه، أو التحدث مستقبلاً بتجرد وواقعية؟ هل بإمكانك أن تفصل ذلك الموقف عن حقيقته؟ هل ستتحدث عنه بموضوعية وما يستحق مهمشاً، أومتعالياً على إحساسك وصدقك وتعامله الفظ؟ أم أن هذا الموقف سيكون المؤثر الفعلي على صورته التي سترسمها من خلال التأثر، وليس الحقيقة العلمية ، المجردة من سلوكه الفظ!! جريدة الرياض | ثقافة غير قابلة للتفكيك تم ق ن
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فوضى التسكيت // مميز تربوي | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 22 / 06 / 2020 40 : 08 AM |
ثقافة التبرير | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 21 / 06 / 2020 11 : 05 PM |
ثقافة الفشل // مميز | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 18 / 06 / 2020 10 : 10 AM |
ثقافة السرعة | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 15 / 06 / 2020 50 : 04 PM |