|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
من داخل الهامش
من داخل الهامش
تم ق ن جريدة الرياض | من داخل الهامش من داخل الهامش نجوى هاشم دائماً يلازمني شعور بأن الوقوف على الهامش .. والتعود على العتمة .. يفقدان الإنسان الإحساس مهما كانت مشاعره مغرقة في عراقتها .. وذائبة في مدن الضوء والاخضرار . وأن الإنسان الذي يفقد ذاته ، ولا يحترمها .. ويغيب عن معرفتها يظل عاجزاً عن إتخاذ أي خطوة إيجابية بإمكانها تغيير الكثير في حياته . أحدهم دائماً يردد عندما يغرق في فشله جراء عجزه عن اتخاذ القرار أنه ( لو علم الغيب لاستكثر من الخير ) . والواقع أنه في كل الحالات يعرف أن الخطوة القادمة سيترتب عليها ردة فعل ، أو تغيير ولذلك عليه أن يتقدم إن أراد ، لأن الخطوة أحياناً لا تكون إجبارية ، ومع ذلك يمتنع تماماً عن التقدم .. ويداهمه الخوف المعتاد الذي يقبض على داخله ويمنعه من اتخاذ أي قرار . الانطلاق هو أصل الحياة .. حتى لو كانت الطريق رديئة ووعرة لأنه عليك أن تحاول أن تجتاز .. وألا تتنصل من المحاولة ، ولأن المحاولة هي أصل الحياة ، وأي إحساس بالرغبة في الهروب يعني تدمير قدرتك على البقاء ، ورغبتك في التواصل مع الآخر . وإذا توقف الانطلاق أو أغلقت أبوابه مهما كانت الخطوة بطيئة تكرست أمامك آفاق من الأبجديات التي لا تعترف بافتراض أن يكون هناك توقف . قد تضل الطريق وأنت تخطو خطواتك الحقيقية الأولى ، وقد تنحاز إلى الخوف الطبيعي لكينونتك كإنسان ، وإذا لم تنحز لها فأنت لا تتعايش مع حقيقة صعوبة أن تفكر ، وأن تحاول أن تكسر حدود الهامش . لا تتخيل أنك قد تتفوق ، وقد تصل من الوهلة الأولى ، فالمحاولة في حد ذاتها موقف ، وثقافة متراكمة ، ومعرفة في المحصلة ، ولا يمكن أن تعبر إلى كل هؤلاء إذا استكنت إلى العتمة المريرة .. واستأنست بهطول الهدوء المميت .. واعتقدت أن خيوط السكون الممل حولك هي الحياة التي ينبغي أن تحياها .. وأن الزمن الصامت والذي اعتاد أن يغزل خيوط العنكبوت حولك هو الزمن الأجمل . وأن الشمس الباردة هي مفهوم أن تتواءم مع ما لديك بعيداً عن حث الخطى نحو غيرك . وأن أحلامك المؤمّنة كما تعتقد رغم ضمانها ، هي الظل الظليل الذي عليك أن تحتمي به . وأن احتياجاتك على بساطتها وتفاهتها أحياناً ، وانغلاق أبوابها ، وضياع مفاتيح الإفراج عنها هي قمة الإحساس بالشبع ، وأن الرغبة في تحسن أوضاعك تظل في دائرة الرضا بالقليل . ذات مرة قالت لك إحدى نساء العائلة هل تعرف المثل القائل ( الكسل أحلى مذاقاً من العسل ) كان ذلك في طفولتك ، لا تعرف لماذا تتذكره الآن وتقف قريباً منه . تستشعر أنك لست كسولاً ولكنك خائف وإن اعتقد البعض أنك غير ذلك ، كثيراً ما تبطئ تفكيرك وليس حركتك ، تعرف نفسك جيداً أنك متردد يقتلك التردد وداخله الخوف ، وإنك قادر على إصلاح هذا الخوف ، وتجاوزه . تتفهم جيداً أنه عليك أن تلتقي مع لحظة شفافة جداً داخلك ، تتلمسها عليك أن تبحث عنها ، تحاول أن تقيس أبعادها .. تقترب منها لعلك تصل من خلالها إلى عاصمة الانطلاق إلى الخطوة الأولى ، والانفصال التام عن ما تشعر أنه بهجة الحياة ، وشعاع السكون ، وضوء التعايش . أمامك الشعاع ولا أعتقد أن أحداً لا يراه ، وعليك أن تتجه إليه وتجتازه ، وتستأصل حدود خوفك ، وتنتصر على تلك المرارة التي اتحدت معها زمناً طويلاً ، لأنك لا تستحقها .
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الاستغراق داخل الحواجز //مميز | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 18 / 06 / 2020 41 : 09 AM |
الحياة داخل الحياة | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 09 / 06 / 2020 13 : 12 PM |