|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
متى نجلي غياهب هذا التسلط؟ 1 - 2
تم ق ن
جريدة الرياض | متى نجلي غياهب هذا التسلط؟ متى نجلي غياهب هذا التسلط؟ نجوى هاشم منذ يومين كنت اتسوق في احدى السوبر ماركتات الكبيرة في مدينة جدة، ولم تكن ممرات السوبر مزدحمة، بل كانت موائمة للتسوق المريح، وكان بعض الاطفال كعادتهم يدفعون العربات أمام أهاليهم بهدوء وأدب، أو شيطنة كما يرى البعض وركض، وهو المشهد الاعتيادي، والمحبب لأطفال يمارسون التسوق واللعب مع اسرهم وبعضهم كان يجلس داخل العربة مدللاً من أمه بالذات ليقترب من الرفوف ويقف ليسحب مايريد بمساندة منها. تمر تلك المشاهد اعتيادية وانت تشاهدها وتبادل احياناً طفلاً الابتسامة إن ابتسم في وجهك، وهو يركض ممارساً اشغالاً شاقة بتلك العربة التي يسحبها، أو يجلس عليها. في احدى الممرات الفارغة وقفت اسرة تبدو من هيئتها انها عربية أم وأب شابان، الأم تحمل طفلة صغيرة لم تتجاوز العام، والأب يمسك بقوة غير عادية بيد طفل لم يتجاوز الثلاث سنوات، وكلما حاول الافلات سحبه من يده وكأنه ريشة معلقة في الهواء، وتحتاج لمن يمسك بها قبل أن تطير، اقتربت بحكم انني امارس طبيعة تسوقي وأريد شيئاً ما من ذلك الممر بالتحديد، كان المشهد ملفتاًً والطفل يحاول التمرد، والهروب، لا أعرف إلى أين؟ أو لماذا؟ لكن قدّرت أنه يريد أن يلعب وهو يشاهد من حوله يركضون، ويتحركون، ويحظون بكل هذا الدلع من أسرهم وتحقق طلباتهم، بل إعطاؤهم شيكات حب مدفوعة من قبل الأب أو الأم لتحقيق مايريدون من ألعاب أو حلوى. ارتفع صوت الأب فجأة وهو الذي لم يبتعد عني أكثر من مترين وهو يصرخ (سوف أكسر عظامه، انتي فاهمه - هذا ما تأدب يحتاج من يؤدبه) لم اسمع صوت الأم أو ردها، فقط شدتني وهي تنتبه لوجودي بملامحها المنكسرة وضعفها وعجزها حتى عن التعبير وانشغالها بطفلتها التي في يدها، حاول الطفل وهو يبكي بصوت مكتوم التملص من يد الأب والهروب، واستطاع الافلات لكن لمسافة لم تتجاوز حدود المتر، عندها امتدت يد الأب بكل القسوة والجبروت المرافقين لانعدام الاحساس بمن حوله أو الاهتمام بمراقبتهم، وسحبه بقوة، ونزلت يده بضربات متتالية على وجهه، التي كانت فيها كف الأب أكبر من مساحة ذلك الوجه الطفولي الصغير الذي لم اتبين ملامحه، ارتفع صوت الطفل بالصراخ، والبكاء العالي، فما كان من الأب إلا أن كتم انفاسه بقوه وقال له (لو طلع صوتك، أو سمعتك تبكي سوف اكتم انفاسك). كل هذا الفيلم كان يعرض والأم تشاهد بصمت وتبلد، والمتسوقون بدأوا يعبرون الممر إما للشراء أو للفضول بعد أن سمعوا صوت الطفل وهو يصرخ، لم يتدخل أحد منهم، ولم يعنه ما يجري، حتى والأب يجرجر الطفل بمهنية عالية في الضرب والسيطرة على الموقف في الممر فقط كانت انفاسه المكتومة تغمر المكان، لم أعرف لماذا ضربه، لكن ماذا سيكون طفل الثالثة قد ارتكب من جريمة، وما المبرر القوي الذي يدفع لضربه. لم يتدخل احد، حتى والاب يعاود ضربه على كتفه التي اوشكت على الانخلاع واكتفى اطفال الأسر الآخرين بالتلفت بخوف وهلع نحو هذا الصغير البريء. ولم أحاول انا ان اتدخل رغم انني كنت مندفعة من داخلي، لكن بشاعة الصورة، وملامح الأم السلبية، وخوفها الملاحظ من الأب المدمر، والذي لا استبعد ان تنال نصيبها منه في المنزل هو الذي دفعها لهذا الصمت، وعدم الدفاع عن طفلها المضروب. يضاف إلى ذلك عدم توقعي لردود فعل ذلك الأب الثائر الذي كان يحتاج إلى شرطة لضبطه. وانا أقف امام طابور الكاشير لمحت الاسرة في الطابور الآخر يقف الأب بشراسة وبجانبه طفل مهزوم الاحساس، منكسر الملامح، خافت المشاعر، وزوجة سلبية اعتادت الوقوف بضعف امام زوج جبار ومنحته هذه القوة. وأنا اتابع ذلك عادت بي الذاكرة إلى ما قبل أربعة أشهر عندما كنت ادلف إلى خارج الطائرة القادمة إلى جدة، وتوقفت قبل السلم للازدحام وفي المساحة التي تفصل بين عدة مقاعد خلف اسرة سعودية مكونة من أب وأم وأطفال ثلاثة صغار، لم أتوقف بعد حتى نزلت يد الأب على الطفل الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره بعنف ومن ثم هوى عليه محذراً من سماع صوت بكاء أو نحيب، فزعت الأم ولكن بهدوء، وقالت له ستقتل الولد حرام عليك قال لها (طفشنا طوال الرحلة صبرت عليه بس لم اعد اتحمل لازم يتأدب، شوحت بوجهها وامسكت بيده وضمته إلى صدرها وتبادلت الصمت مع الزوج ولكن كل منهما اختار صمته، صمتها احتجاجاً، وصمته ما يأتي بعد الغضب. ما أريد أن اقوله ان في الحادثتين ظل الجميع متفرجين وكأننا نتمازج مع ثقافة تكرس عدم التدخل في شؤون الآخرين وبالذات تربيتهم لأبنائهم، خصوصاً وان هذه الثقافة ترى أن على الأب ان يربي ابنه أو ابنته بالطريقة التي تناسبه وليس للآخرين دخل في ذلك؟ (يتبع بعد غد) تم ق ن جريدة الرياض | متى نجلي غياهب هذا التسلط 2/2 متى نجلي غياهب هذا التسلط 2/2 نجوى هاشم ماذا تتوقع من طفل أو طفلة يمارس عليه العنف منذ أن كان في اللفة بتهمة التأديب؟ من المؤكد أن يكبر إما مريضاً أو متسلطاً عنيفاً مبادراً بالعنف ضد الآخرين، ومنفذاً لما كان ينفذ عليه بل ربما أقسى؟ وماذا تتوقع من مجتمع يرى أفراده أن على كل أب أو ولي أمر حرية اختيار طريقة تربية ابنه أو من يتولى رعايته؟ من مجتمع لايزال لا يؤمن بحقوق المرأة، والطفل، مع مجتمع يرفض التعاطي مع الثقافة الحقوقية، بل ويعتبرها كلاماً غير متزن وإنها من هلوسات الغرب؟ في دراسة أجريت على شريحة من سكان المملكة من مختلف المناطق في فرع جمعية حقوق الإنسان على شريحة من سكان المملكة من مختلف المناطق في فرع جمعية حقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة أشارت إلى رفض عدد من أولياء الأمور مشاركة بناتهم في الدراسة بحكم الحرمة وعدم جواز الحديث في حقوق الإنسان والبعض بسبب العادات والتقاليد. وسوف أركز على المرأة وحقوقها المسلوبة، التي يفضل الرجل ان تبقى كذلك وان تنعدم السلطة الحقيقية التي تحميها عندما ينتهك حقوقها الشرعية التي كفلها لها الإسلام، حتى وإن كان هذا الرجل هو السلطة، أو من ضمن أفرادها والدليل على ذلك فتاة بيشة (غلبه، الشابة البالغة من العمر 19 عاماً والتي تعرضت للعنف الشديد والضرب من عمها وفي قسم الشرطة التي يعمل بها، ولم يتحرك الضابط المناوب، أو حتى أفراد الشرطة المتواجدون لحمايتها وهي تضرب في الممر علناً وبقوة، وكأن قسم الشرطة قد تحول إلى مركز تأديبي للنساء. حتى تدخل رجل شاهد الحادثة وناصرها. المشكلة الكبرى انها فتاة عرفت حقوقها رغم تعرضها للعنف وأصرت على هذا الحق بجرأة ينبغي أن تكون نموذجاً للفتيات المعنفات، ذهبت إلى الشرطة لتشتكي عمها الذي يعمل فيها متوقعة الإنصاف، فضربها عمها في المكان الذي جاءت تطلب منه الحق، ولم ينصفها من طلبت منهم حقاً، وإذا كان عمها قد ضربها بهذا العنف في الشرطة، فما المتوقع منه أن يفعل بها في منزله. وهي التي أشارت أنها هربت من ضربه لها في منزله، وتعدي أفراد أسرته عليها بعد أن تخلت عنها أمها وأبوها وتركت لجدتها العجوز التي كانت تعيش معها عيشة جيدة، ثم أخذها والدها إلى عمها لتعيش معه، والذي مارس عليها العنف الجسدي كما تقول فهربت إلى الشرطة وهي تستعد لأداء امتحاناتها في الثانوية، وفي الشرطة جرى ما جرى ونقلت الفتاة إلى مستشفى الصحة النفسية تعاني من آثار الضرب المبرح، ومن انهيار نفسي ناتج من هذا التشتت الأسري، والعنف الموجه لها، وإحساسها بضياع حقوقها، وإهدار كرامتها في قسم شرطة. المؤلم في الأمر ان عنف العم وصل إلى الجدة والتي هي أمه بعد أن هددها إن استضافت الفتاة والتي هي ابنة أخيه بقتلها كما صرحت الجدة لجريدة «الرياض» عدد يوم السبت 12 صفر، فاضطرت إلى نقلها إلى الشرطة لتستلمها بعد أن رفضت الرجوع إلى عمها، وخوف الجدة من بطشه، فما كان منه وهو الذي يحمي الأمن إلا أن يتجاوز ويسقط كل حواجزه ليضربها علناً في الشرطة وأمام متفرجين من زملائه الذين ينبغي أن يحاسبوا قبلاً منه على هذا التسيب وعلى هذه الحماية الوهمية لزميل لهم ضد مواطنة استنجدت بهم ولم يوفروا لها الحماية. القضية لا تقف هنا على حدود عم يضرب ابنة أخيه وهو ليس المخوّل بذلك، ولكن تتداخل مع ما يبدو أنه عدم توعية كافية لرجال الشرطة في مختلف المدن والقرى بمبادئ حقوق الإنسان وبالذات المرأة، وكيفية حمايتها في الشارع، والمنزل، ومن الزوج المعتدي إن هي استنجدت بهم والتي يطلب منها إن ضربها في نصف الليل وطلبت الحماية أن تحضره بصفته ولي أمرها وهو الضارب وولي الأمر وهو الضامن لها هل هناك أعجب من ذلك؟ لكن لا يبدو ذلك واضحاً في ظل ايمان بعض رجال الشرطة بحق الرجل في تأديب المرأة حتى وإن كان على أعينهم داخل الشرطة. رجال الشرطة يحتاجون إلى تثقيف وندوات خاصة وبرامج متعددة، وجهود منظمة من جمعيات حقوق الإنسان للتوعية بدورها، ولتوضيح الحقوق لكل أفراد المجتمع بعيداً عن رداء التقاليد والعادات والثقافة المكرّسة لحق الرجل في ممارسة العنف إن هو ارتأى ذلك. على رجل الشرطة ان يؤمن بالعنف الأسري وممارسته لكن داخل حدوده، وليس على حساب المتضرر والملتجئ والباحث عن الحماية لديه. حقوق الأب، أو العم، أو الأخ محفوظة، مقابل ان يعترف بحقوق الابنة، أو الأخت، أو الزوجة، فالحقوق تقابلها الواجبات. من الرائع بأن أحد المواطنين هو الذي شاهد الحادثة وأبلغ عنها جمعية حقوق الإنسان وانه مستعد للشهادة أمام الجهات المعنية، في ظل غياب ليس التبليغ ولا الحماية للشابة من قبل رجال الشرطة، ولكن التجاهل، بل ربما قال أحدهم (عمها يربيها) أكيد سوّت شيئا وهو ما يردد دائماً في حق المرأة المعنَّفة أو الشابة الصغيرة. نحن أمام ملفات متعددة، وطريق طويل يحتاج إلى جهد وعمل من جمعيات حقوق الإنسان ومن الدولة ممثلة في عدة وزارات للتوعية لمن يتلقون البلاغات أولاً في أقسام الشرطة، للمواطنين، للآباء، لتغيير ثقافة سائدة تمنح الجاني وساماً والمجني عليه سقوطاً في غياهب الشك واستحقاق ما حصل له.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|