|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
فتنة التفاصيل الصغيرة
فتنة التفاصيل الصغيرة
نجوى هاشم تم ق ن جريدة الرياض | فتنة التفاصيل الصغيرة هل صحيح أن المرأة وحدها فقط من يعتني بالتفاصيل الصغيرة؟ وهل صحيح أن هذه التفاصيل هي حصادها اليومي؟ ولماذا يعتقد البعض أن نهارات البعض تفيض بالتفاصيل المملة والقاتلة؟ وأن ركام حياتهم لو انفجر سيكون غباره تفاصيل لا يمكن بأي حال من الأحوال متابعتها أو التوقف أمامها. ولكن هل تخضع هذه التفاصيل الصغيرة للأهمية، أو عدم الأهمية؟ وهل لانشغال الإنسان علاقة برفضها، أو التعامل معها؟ يرى البعض أن من يتقن صناعة التفاصيل، وطرحها، ويسعى دائماً إلى تحديث صياغتها، هو فنان بإمكانه استيعاب من حوله، والاستماع إليهم واستنفاد طاقته لمساعدتهم. يمتلك قدرات خاصة لتحليل الأمور، والتوقف أمامها، وتفتيت أصغر الأشياء، وإعلان نتائج من الصعب أن يصل إليها من لا يهتم بالتفاصيل. من يعتني بالتفاصيل، يتوقف أمام كل كلمة، يجذبه أي موقف، مهما كان عادياً، وغير ملفت للآخر.. يعيد صياغته، وتركيبه.. ويخلق له مسارات جديدة، وإن تصادف وناقش الآخر المتحدث بتلك الكلمة، فقد يصدم أحياناً لأنه توقع أن لا يستوعب أحد رسالته بين السطور، وأحياناً قد يفاجأ بأنه لم يكن يقصد ذلك. في التفاصيل الصغيرة وتفنيدها، تتجمل بعض الأشياء، وتتغير أشياء أخرى، ولا يتم بعد ذلك العودة بالزمن إلى الخلف. صديقة لي تقول إن زوجها يغضب أحياناً من اهتمامها بالتفاصيل الصغيرة في حياتهما، ويستغرب تركيزها على كل شي، حيث إنه لا يهتم إلا بالمجمل ولا يعتني إلا بالشامل. فهي تقول إنها تنتظر أن يتذكر ليلة رأس السنة ليقول لها عام سعيد وتنتظر تاريخ زواجهما ليقول لها أعوام مديدة من الزواج، وتنتظر بعض المناسبات السعيدة في حياتهما المشتركة ليهنئها، ولكن تعبر الساعات ولا يقوم بذلك. والسبب كما يقول عندما تغضب، أنه لا وقت لديه لهذه الأشياء، وانها في المحصلة تواريخ هلامية، لا تشكل أي قيمة، فمثلاً تاريخ الزواج من الممكن الاحتفال به بعد يومين أو قبل يوم فليست هناك مشكلة. أما التوقف أمام هذه التفاصيل فيعني ان هذه المرأة فارغة، ولا يوجد ما يشغلها أو يدفعها لعدم الاهتمام بهذه التفاصيل. المضحك كما تقول صديقتي أن زوجي قال لي (أشعر يا حبيبتي انك تعانين من الفراغ القاتل) رغم انني موظفة، ولدي أطفال، ووقتي محدود، لكن اتهمني بالفراغ، وأشار علي بإشغال نفسي بأي شيء، بدلاً من مطاردته وتذكيره بالتواريخ. ومع ذلك وهي تحدثني شعرت أنها رغم فشلها، لن تتخلى عن اعتيادها في الحياة، واهتمامها بهذه التفاصيل الفاتنة للبعض، حتى وإن قننت إسقاطها على الآخر، والسبب أن من يعتني بالتفاصيل الصغيرة، ويتركها يشعر أنه في مهب الريح، وأنه غير متجانس مع نفسه، حتى وإن تعايش معها وحيداً بعيداً عن الآخر، وشهيته في تحويل الوجوه إلى ملامح وجهه.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الصغيرة أولاً..// مميز ( حل المشاكل)) | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 18 / 06 / 2020 09 : 10 AM |