
30 / 06 / 2020, 41 : 09 AM
|
 |
مؤسس الموقع
|
المنتدى :
مقالات صحفية 2011-2019 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
الدولة |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
14 / 03 / 2005 |
1 |
المكتبة |
7,623 |
1.05 يوميا |
|
|
395 |
10 |
|
|
|
|
عندما تسفر المبادئ لخدمة المال!!
عندما تسفر المبادئ لخدمة المال!!
المبادئ والقيم والمثل موضوع كبير وواسع، والحديث عنه لا يتم في أسطر قلائل، ولكن قد يتراءى للإنسان بعض الصور التي يستطيع من خلالها تبين قيمة هذه المبادئ ومكانتها لدى أي إنسان، بخاصة علاقة المال بالمبادئ والقيم، والتنازع الأزلي بينهما، وما أود الهمس به يختلف تماماً عن الانكسار والضعف الحادث لدى المرء في لحظة من لحظات العمر، فمثل هذه اللحظة لا تمثل قيمة متسقة لمن تمر به، ولا تمثل نكوصاً عن المبادئ التي يعتنقها، فغالباً يستفيق الإنسان من الغفوة التي وقع فيها، ويرجع لسابق عهده الزاهر، هذا إذا كان الشخص ممن يعتنق مبادئ سليمة، كذلك لا أشير للحب الغريزي للمال، فمهما بذل الإنسان من أجله، وقدم التضحيات الكبيرة في سبيل الحصول عليه من الوجوه المباحة فلا يعد خرقاً للمبادئ ما دام أنه يبحث عنه في الاتجاه الصحيح، وأيضاً لا أشير للاعتناق التام للمبادئ والتضحية في سبيلها، ولا إلى التقوقع في بؤرة السعار المحموم للحصول على المال من أي طريق، وإنما أقصد من يسخر المبادئ والقيم الرفيعة من أجل الحصول على المال أي: (صورة مشوهة) للمبادئ، فمثلاً في الجانب المشرق قد يحمل الإنسان مبادئ وقيم لا يسمح لأي شخص بالدنو منها، فضلاً على أن ينال منها، وقد يقدم حياته ثمناً لما يؤمن من مثل ومبادئ، وفي الطرف المقابل من ينجرف نحو تحصيل المال من أي جهة وبأي طريقة ولو على كرامات الآخرين وإذلال ذاته، ولا يهمه في هذا السبيل أي مبدأ رفيع أو أي قيمة أخلاقية، فهدفه الأساس هو الحصول على الحاصل فقط، ومثل هذا الشخص ليس هناك إشكال في تبين سبيله وتصور أمره، وما أقصد هو: من يجعل المبادئ دابة ليركبها للحصول على المال، فمتى وجد المال ترجل عن المبادئ وتركها جانباً، وأخذ يلهث وراء المال، لأنه وجد بغيته، وانتهى مقصوده من مبادئه المزيفة، فمثل هذه الشخصية تثير البلبلة في الوسط الإنساني بعامة، لأن شعارها الظاهر للعيان هو: خدمة المبادئ والقيم، ولكن الحقيقة غير ذلك، ومثل هذه المخادعة توفر لصاحبها العيش المؤقت فقط، فما يلبث ذلك الشخص أن يقوم بإدخال المبادئ في كيس المال كسقط المتاع، وبطبيعة الحال تتعرض هذه الشخصية للموت المعنوي، وينكشف الغبار عن رجل كان يسعى في الحقيقة لجمع المال وليس لخدمة المبادئ، وما المبادئ التي كان ينادي بها إلا خطة تكتيكية ودعم (لوجستي) من أجل الحصول على المال، وغالباً يتم لمثل هؤلاء الأشخاص ما يريدون لأن المناداة بالمبادئ لا يعارضها أحد بعامة، وكشف حقيقة مثل هذه الشخصيات يحتاج إلى وقت طويل، وعليه فإن من كان بهذه المثابة، فهو مثل السراب، أو كمن يختال في ثوب جميل سرقه من رجل وفي لحظة من لحظات الزمن جاء آخر (الحقيقة) وانتزعه منه وتركه يمشي بين الناس عرياناً، أيضاً فإن من كان على مثل هذه الصورة المزدوجة فإنه أقرب للشكوك والظنون، مهما حشد من المبادئ والقيم ونسقها وبهرجها لضمان تواجده في عالم المخدوعين، ففي النهاية يبقى للمبادئ والقيم السامية رجالها الصادقون، الذين يعيشون من أجلها، ويموتون في سبيلها دون أن تشوبهم شائبة، هذه خاطرة من مدرسة الحياة، فنسأل الله أن يرحم ضعفنا، ويقينا شر أنفسنا.
عبدالرحمن علي حمياني
توقيع : SALMAN |
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر
الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد
حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@ |
|