وسعي صدري أوسع صدرك
عبدالله بن سليمان المنيع
الواقع أن من يتصدى لتلقي مشاكل الناس واستفتآتهم وصور من حياتهم ويتأمل في أسباب ذلك يخرج بانطباع صحيح في ان لكل حادثة سبباً ولكل مشكلة إثارة ولكل متصرف بواعث لتصرفه وكاتب هذه الأسطر أحد من يتصدى لذلك بحكم ما يقال عنه بأنه أحد كبار العلماء والحال انه من طلبة العلم مستواه مع طلاب العلم لدى أئمتنا السابقين متوسط ولكن الأمر كما يقول الشاعر إن البغاث بأرضنا يستنسر.
على أي حال فبحكم ما أتلقاه من اخواني واخواتي عبر وسائل الإعلام ومنها الهاتف الخاص فقد اتصل بي مجموعة منهم من أزواج وزوجات يشتكي بعضهم من بعض من سوء المعاملة وسوء العشرة وفقد السكينة والمودة والرحمة يجتمع الزوجان في مكان اجتماعهما فيخيم السكون عليهما وما يمضي وقت قصير حتى يتضايق أحدهما من الآخر بتشاغل الزوج بما يقضي به وقته معها من زين أو شين وتدخل الزوجة معه في تشاغله بما يزيد تضايقه من الاجتماع تسأل لماذا فإذا حال كل واحد منهما لا تتناسب مع اجتماع ممتع ، الزوجة استقبلته في ملابس مطبخها وفي روائح طهي طعامها وبطرح حوائج بيتها وبمشاكل أولادها في بيتها عليه.. وإن كانا في الفراش فهي معه في حال من برودة المشاعر السريرية إما ببرودها معه في المداعبة أو بتضايقها معه في ذلك أو بنفرتها منه. ومع ذلك تشتكي وتقول بأن زوجها لا يعاملها معاملة تسعد بها وترتاح بها معه.
والزوج ينظر إليها نظره إلى خادمة في البيت مربية لأولاده يبخل عليها بمشاعر الحب والمودة والتعبير عنها بعبارات تؤصل السكينة الزوجية وتمنع المسكنة عنها ويبخل عليها بماله على سبيل التقصير في النفقة ومستلزماتها ،جلساته معها جلسات همز ولمز وجرح مشاعر وقد يكون الأمر أكثر من ذلك مما يؤثر علی الجوانب الأخلاقية داخل البيت وخارجه والغالب ان هذه الأحوال السلبية من الزوجين طرأت على حياتهما بعد ان كانا في حال ممتعة من المودة والرحمة والسكينة وهذا يعني ان تعامل بعضهما مع بعض قد تغير بمثل ما ذكرت من حال كل واحد منهما مع الآخر.
فيا أخي العزيز غيّر معاملتك مع زوجتك وحقق لها ما ترتاح له من المشاعر الودية ومن العبارات الدالة على ذلك وحقق لها ما تطلبه منك بما تستطيعه من متطلبات بيتها وأشعرها بقيمتها في نفسك وفي بيتك وعند أولادك وعاملها في فراشها بما تريد أن تعاملك به.
ويا أختي العزيزة أغني زوجك وأعفيه بما يحصنه من تجاوز نظره عنك إلى غيرك حلالاً أو حراماً.
قابليه بملابس تغريه وتفتنه فيك وبروائح تجذبه إليك وبمداعبة تنسيه همومه ومشاكله وبعبارات تقوي أواصر المحبة والمودة والسكينة وثبات الارتباط.
قابليه في فراشه بما يعتبرك جنته تفاعلي معه في أحواله، كوني الركن الثاني من أركان بيته في حفظه ورعايته وإدارته والحرص على تأمين السعادة البيتية فيه. إن لسان حال كل زوج يقول: وسعي صدري أوسّع صدرك، ولسان حال كل زوجة يقول: وسع صدري أوسع صدرك.
وأختم هذه الإطلالة بصورتين متعاكستين من حيث التعامل الزوجي والآثار الإيجابية والسلبية عليهما.
أما إحدى الصورتين فقد ذكر لي أحد الاخوان ان له زوجة كانت إذا نامت مع زوجها في فراشه تحرص على ألا يأخذها النوم لتكون متهيئة له في أي وقت في فراشه وذكر من صفات حبها ومودتها ووفائها وأنوثتها وان من ذلك ما ذكره في فراشه معها. فمثل هذه المرأة ما ذكره الشاعر حميدان الشويعر في وصفه النساء بقوله:
فهن جنات تداعج نهورها.
أما الصورة الثانية فهي ان أحد الاخوان طلق زوجته فسألته السبب فقال مجموعة أسباب منها أنه إذا نام معها في فراشها وأراد مداعبتها لإثارة وتقوية غريزته الجنسية نفرت منه وقالت: لا تلمسني يطير عني النوم.
أقول قولي هذا وأنصح اخواني واخواتي الأزواج والزوجات بمحاسبة أنفسهم فيما يتعلق بتعاملهم مع بعضهم وان يدرك كل واحد منهم ان الغالب في تقصير أحدهم مع الآخر راجع إلى تقصيره أو عدم قيامه بحق الآخر فكل واحد من الزوجين له حقوق وعليه واجبات فكما أنه يريد حقوقه عليه أن يؤدي ما يجب عليه.
والله المستعان،،،