|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
من حكايات النساء
من حكايات النساء
نجوى هاشم عندما وقفتْ أمام مفتشة المطار الداخلي، طلبت منها أن تعود، وتضع جوالها الذي تخبئه في صدرها على سير الحقائب، لكنها رفضت بقوة، وأصرت على الرفض، وعندما سألتها لماذا؟ قالت إن أخي بالخارج وهو لا يعرف أنني أمتلك جوالاً. وسوف يقصف عمري إذا تم فتح الشنطة ورأى الجوال؟ لايهم ماذا تم بعدها، المهم انها امرأة تقارب الخامسة والثلاثين من عمرها، خريجة، وعاطلة عن العمل، وليس بإمكانها أن تستحوذ على ثقة أخيها لتمتلك جوالاً، وليس لتتخذ قراراً! ما المشكلة أن تمتلك امرأة في كامل قوامها العقلية جوالاً!؟ ولماذا يُفترض أنها سوف تسيء استخدامه؟ ولماذا لاتدافع هذه المرأة عن حقها المفترض ليس في امتلاك جوال، وهو صورة رمزية، ولكن في امتلاك حياة كريمة تستطيع من خلالها اتخاذ قرارها، وعدم الخوف، ممن يفترض أنهم أولياء أمرها! امرأة أخرى، تعتقد أن بإمكان زوجها، أو أخيها أو والدها السحب من حسابها الشخصي وقتما شاءوا، والتحويل لحساباتهم، حتى دون معرفة أرقامها السرية، وبالتالي طالما هم يستطيعون ذلك فهي تمنح زوجها أرقامها السرية كلما غيّرتها، لأنه كما تقول قال لها بإمكاني ان اسحب حسابك كله إلى حسابي حتى دون أرقامك السرية، وعبر الإنترنت! أهمية الأمر تكمن هنا في إحساس المرأة بالضعف أمام قوة الرجل وقدرته الطاغية، في أن يفعل كل شيء بدءاً من تعطيل المرأة، ومنعها من الخروج، ومن العمل إذا أراد واستكانت هي لذلك، خاصة إن لم تساعده براتبها، أو تمنحه إياه كاملاً! ومن ثم تصدره لها كوكيل شرعي، ورسمي، لإنهاء معاملاتها المالية وتجنيبها الاختلاط، والخروج، دون أن يكون لها الحق في تكرار الأسئلة، أو البحث لأنه سوف يهب عليها كعاصفة، على اعتبار ان عنده أعماله، وكثّر الله خيره أنه يركض من أجلها، ويجاهد في الشوارع، ومع الآخرين لإراحتها وعدم إزعاجها! العادي دائماً أن بعض النساء يأخذن ما يقوله الرجل أياً كان على أنه الأصح، والحقيقة، وأن مخالفته تعني نزول الكوارث، ومواجهة المصاعب، والدخول في متاهات لايعلم سوى الله كيف بإمكانها أن تخرج منها! ولذلك فإن حسن النوايا لا يصنع دائماً حياة مشتركة سليمة وصحيحة وصادقة! وحُسن النوايا لا يعني أن على المرأة أن تبقى في رداء الغفلة، وعدم اتخاذ الاحتياطات التي تقيها من الغدر، وتمنحها الاطمئنان بدلاً من الخوف! وأن لاتكون ضحية ضعفها الذي تصر أن تتعامل به مع كثير من القضايا الحيوية. حسن النوايا والخوف لا ينبغي أن يلغيا لها حقوقها الفطرية، أو يكونا عامليْ هدم لمكتسباتها المادية والتعليمية التي حصلت عليها! بتكرار صور القمع والاضطهاد اليومي لبعض النساء من خلال الاستيلاء على رواتبهن، أو المعاملة السيئة، مقابل عدم الدفع كالحرمان من رؤية الأطفال، أو المنع من العمل، أو الإهانة، أو التواصل مع الأسرة، وكل صور الامتهان الأخرى التي تتعرض لها بالذات المرأة غير العاملة، أو المطلقة، كل هذه الصور يقف أمامها المشاهد أو المتفرج صامتاً وكأنها انتهاكات لا تحتمل سوى ردود فعل عادية، وصامتة، وتقليدية، ولن أقول الرجال فقط أو بعضهم، ولكن حتى بعض النساء اللاتي اعتدن الذوبان في عباءة الرجل، رغم أن هذه العباءة قد تكون أصغر كثيراً من حجم هذه المرأة الإنساني، والمادي! أما إذا قامت امرأة في المقابل بما يقوم به الرجل، فهو الخروج عن المألوف، فمثلاً تلك المرأة التي نشرت الصحف قصتها منذ أيام، وقبلها امرأة أخرى منذ سنوات، عندما طلبت الثانية من زوجها، أن يكتب لها المنزل باسمها، وهي التي شاركته البناء بعد زواجه من امرأة أخرى وأمام ضغطها مع أبنائها، وخوفاً من خسارتها، كتب لها المنزل مناصفة بينهما، بعد أن طلقها قبلها وعندما أراد أن يعيدها ليستمتع بما خطط له بوجود زوجتين في منزل واحد، ودورين في السكن، ماطلته حتى انتهت العدة، ومن ثم كانت مفاجأتها القاسية والعنيفة له، بالزواج من رجل آخر، وإسكانه في دورها، وتطفيش ابنائها لزوجته الأخرى، مما أصابه بحالة عدم توازن! المرأة الأولى منذ أيام كتب زوجها المنزل باسمها، ثم طردته منه وطلبت الطلاق، فطلقها، وتزوجت غيره! قد تكون المرأة الثانية قد استعادت حقها المادي، ولها الحق في اتخاذ ما تراه في حقها من زواجه من امرأة أخرى! أما الثانية فهي كالرجل المغتصب لحق زوجته، ومع ذلك كانت ردود الفعل للمرأتين كثيرة، فالنساء اعتبرن ذلك نصراً لهن، والرجال اعتبروه تحديا من نوع جديد من النساء! وفي كل الردود هناك عاطفة غير مقبولة، لأن الأمر ينبغي أن ينظر إليه من زاوية أخرى، ولأن العلاقة الإنسانية بين الرجل والمرأة علاقة متشابكة، وما يجري داخل هذا التشابك هو تراكم طويل شكّل الصورة التي نراها من الاضطهاد، وضياع الحقوق وعجز المرأة عن تحصيل حقها الطبيعي، أو حتى الدفاع عنه، أو السعي من أجله، وانتظار المنتصرين في معارك أخرى لتكوين إحساس داخلي بالانتصار!
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من حكايات النساء // مميز | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 22 / 06 / 2020 50 : 08 AM |
النكد بالفطرة | SALMAN | مقالات صحفية 2011-2019 | 0 | 18 / 05 / 2020 02 : 11 AM |