http://www.alhayat.com/Articles/25508869
التقزّم (قصر القامة) لدى الطفل من المسائل البالغة الأهمية لأنه إذا واكبه في الكبر فإنه يترك مشكلات نفسية واجتماعية ومهنية.
وينتج التقزم عن عدد من الأسباب، أبرزها العامل الوراثي بنسبة تفوق 80 في المئة، أما نسبة 20 في المئة الباقية فتقع على عاتق عوامل أخرى، مثل الهرمونات، والبيئة، ونقص التغذية المزمن.
المؤسف في الأمر أن التقزّم بسبب نقص التغذية المزمن ما زال شائعاً في البلدان الفقيرة، خصوصاً في المناطق النائية، اذ يؤدي نقص الواردات الغذائية المناسبة، مثل البروتينات والسكريات والمعادن، كالحديد والزنك والفوسفور وغيرها، إلى تبعات سلبية، ليس على وزن الطفل بل على طوله أيضاً.
إن النمو الطولي للطفل يحتاج إلى التغذية المناسبة التي تضم جميع العناصر الأساسية التي تشمل البروتينات والسكريات والدهنيات، إضافة إلى الفيتامينات والمعادن، وهي عناصر يجب أن تتوافر كلها لأنها تكمل بعضها بعضاً. وتلعب البروتينات دوراً أساسياً في تكوين خلايا الجسم والعضلات ومختلف أعضاء الجسم، كما أن لها أهمية كبيرة في تصنيع إنتاج هرمون النمو الذي تفرز الغدة النخامية.
إن التقزّم عند الطفل يجب تشخيصه قبل فوات الأوان من أجل اتخاذ الخطوات المناسبة لتدبيره. وفي حالات كثيرة يعود التقزم إلى عوامل هرمونية مع أن هذه لا تشكل سوى نسبة ضئيلة من الحالات. وتكمن الطامة الكبرى هنا في أن إلقاء اللوم خطأً على العوامل الهرمونية يقود إلى الدخول في متاهات علاجية خاطئة تكلف الأهل كثيراً من الجهد والمال من دون جدوى، فضلاً عن التأثيرات الجانبية لهذه المعالجات على الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة.