خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء

العودة   ملتقى النخبة > ((((((بـــــــــــــــــــــــــــوابـــــــــــــــــــــــــة الملتقى))))) > سواليف كتاب الصحافة
.::||[ آخر المشاركات ]||::.
 

سواليف كتاب الصحافة مختارات مما ينشر في الصحف لبعض الكتاب من مواضيع مهمة ((مواضيع وليست اخبار صحفية))

إضافة رد
 
 
LinkBack أدوات الموضوع
  المشاركة رقم: 1  
قديم 24 / 08 / 2020, 50 : 11 PM
الصورة الرمزية SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : سواليف كتاب الصحافة
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,623 1.05 يوميا 395 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

حبسة الكاتب

كان الفرزدق الشاعر المعروف إذا صعب عليه الشعر ركب ناقته وطاف منفرداً بين الشعاب والجبال حتى ينقاد له الشعر، وقال الرافعي في رسائله عن كتابه الأحزان «.. وسأعود هذا الأسبوع إن شاء الله إلى كتاب الأحزان، وقد ظهر لي أن هذه المدة التي تركت الكتابة فيها كانت بركة عظيمة على هذا الكتاب، فكأن الأقدار هي تملي..».

كل كاتب مقالة أو مؤلف أو شاعر تمر به حالة ذهنية نفسية تسمى «حبسة الكاتب»، وتتمثل في عشرات الأفكار وربما الكتب والأوراق التي لم تكتمل، ولا يوجد كاتب في العالم قديماً أو حديثاً إلا ومر بهذه الحالة، والمتمرسون فقط يمكنهم تجاوزها إلى ما بعدها، وكثير من المؤلفين والكتاب توقف وربما انصرف إلى غير رجعة عن التأليف بسبب هذه الحالة التي جعلته مكتوف الفكر والأيدي.

وبما أن هذه الحالة «حبسة الكاتب» من الأمور الطبعية التي يمر بها معظم الكتاب، إلا أن ثمة أسباب عملية لهذه الحالة، ومنها أن بعض الكتاب (وخصوصاً المبتدئين) يستعجل النهاية في مؤلفه أو في مقالته، وربما تشكلت له فكرة النهاية، ولم يعط موضوعه حقه الطبيعي من النمو عبر تسلسل الفكرة وتراكمها حتى النهاية، وهذا ما يجعل الأفكار شحيحة والعبارات عصية لا تطاوعه في التدفق المنطقي. وقد يقوم الناقد الداخلي للمؤلف بأدوار تبدو سلبية في أكثر الأحيان وذلك من خلال عدم الرضا عن المسودة الأولى وإعادة النظر فيها بطريقة لا يرتضي عنها في النهاية مما يصرفه عن الاستمرار في الكتابة نتيجة عدم قناعته بما سطر، وإحساسه الدائم أنه لا يزال ناقصاً، ولو أصمت الكاتب هذا الصوت النشاز في داخله لاستمر في الإنتاج ولم يتوقف قط، وتشير النظريات الحديثة أن المؤلفين من أصحاب الشق الأيمن في المخ غالباً يتنقلون من فكرة إلى أخرى في ذات الوقت، وربما اتجهوا إلى مشروع آخر وهم لم ينتهوا من المشروع الأول، ويداهمهم الوقت في كل مرة دون أن يكون عائقاً في نظرهم رغم أنه يعوق كل أنظارهم عن إكمال مشروعاتهم الكتابية مما يجعل حبسة الكاتب لديهم تأخذ شكلاً آخر في التوقف عن الكتابة في المشروع الأول وعدم إكمال المشروع الثاني. وكما يقال فالقراءة هي الوقود الأساسي للكتابة فمن أسباب هذه الظاهرة أيضاً نقص معدلات القراءة بشكل عام، مما يضعف قدرة الكاتب على توليد الأفكار وبلورتها وضعف استدرار مخزون الكلمات والجمل، وضعف خياراته اللغوية والفكرية، والقراءة بالطبع لا تصنع كاتباً جيداً خالياً من أدواته، ولكنه بكل تأكيد وقود معرفي لا غنى عنه.

ومن أسباب حبس الكاتب النمطية والتقليدية في التفكير، وتأطير الكتابة في قوالب عقيمة لا تحرّض على الإبداع والانعتاق من المثالية التي تكبل الكاتب بشعور عدم الرضا عن ما كتبه بحثاً عن مزيد من التجويد والتجديد، ولعل الاستغراق في البحث عن موضوع الكتاب وقراءة الكثير من المراجع والمعلومات عن موضوع كتابه يساعد كثيراً في تجاوز الأطروحات التقليدية والتعثر في استرسال الأفكار وانسيابيتها.

وإذا تجاوزنا ما يعتري الإنسان عادةً من ظروف حياتية تمنعه من مواصلة نزف أفكاره وتحررها من قيود محبسه، فإن هناك حلولاً مجربة تساعد على الخروج من حبسة الكاتب، ومن أهمها الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى في جميع أحوالنا، فهو المعين وهو القاهر فوق عباده، ومنها الانصراف عن المؤلف مدة قصيرة ثم العودة إليه أكثر ألقاً وقدرة على المواصلة، أيضاً التنقل داخل الكتاب مثلاً إلى موضوعات لم تكتمل، والعودة إلى أبواب مؤجلة وهكذا فربما استمطرت أفكاراً هنا حال الجدب الفكري في وقوعها هناك، ولا ننسى قيمة القراءة كدافع لمزيد من الكتابة، وللمكان والزمان قيمتهما في استمرار الكتابة فتغيير وقت الكتابة وزمنها من الأساليب الناجحة في التغلب على حبسة الكاتب، وكذلك تغيير طريقة الكتابة مابين الحاسوب والقلم والجوال؛ فالتنويع يبعث على الترويح ومغالبة الملل، ومن الأساليب الناجعة أيضاً القراءة بصوت مسموع، أو اجعل أحداً يقرأ لك ما كتبت، ومع مجاهدة النفس والإصرار ووضع الهدف نصب عينيك ستنجح في تجاوز حبسة الكاتب فالنجاح في يدك في نهاية الأمر.

فهذا (أنتوني بير جيس) أخبره الأطباء بوفاته بعد عام نتيجة إصابته بمرض السرطان، فقرر أن يترك مالاً لزوجته وأولاده من بعده، فبدأ في كتابة قصة لا يدري هل ستنشر أم لا، إصراره فقط هو ما يدفعه للمضي قدماً في هذا الأمر ولم يكن كاتباً من قبل، وبعد مضي العام كان (بير جيس) قد أنجز خمس روايات ونصف نتيجة هذا الشغف والرغبة الشديدة في الكتابة والمداومة عليها، والغريب أنه لم يمت كما قال الأطباء بل شفي تماماً من مرضه، واستمر في التأليف حتى كتب أكثر من سبعين كتاباً، إنه الإصرار الذي يتجاوز المعجزات. ولولا رغبته الشديدة في الإنجاز لما أنجز، أليس كذلك ؟!

** **

- منيف الضوي

https://www.al-jazirah.com/2020/20200821/cm11.htm







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
Digg this Post!Add Post to del.icio.usBookmark Post in TechnoratiTweet this Post!
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
 
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اعتزال الكاتب بين المنطق والتحايل SALMAN سواليف كتاب الصحافة 0 21 / 06 / 2020 10 : 12 PM


الساعة الآن 04 : 10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir
ملتقى النخبة 2005