د. شروق الفواز
من الأسئلة التي كثيراً ما ترد على خاطر الإنسان حول أناس لهم أهمية في حياته كُمثل عليا أو رمز، أو بحكم الارتباط والود أو حتى التعود، هي لماذا يتغيرون أو ينقلبون للضد؟
فينتقلون من البياض إلى السواد فجأة أو العكس أو هكذا نحسبهم لنتساءل عن انتكاستهم،
في مواقفهم العامة أو الخاصة، في آرائهم ورؤاهم في تفاؤلهم أو تشاؤمهم. مواقفهم الحادة كيف تغيرت وأصواتهم كيف اختلفت؟ ولماذا؟
هذه الأسئلة المتتابعة تزايدت في وقتنا الحالي وتضاعفت بعد أن انفتحت المجتمعات المغلقة وصارت أكثر اطلاعاً وقدرة على التواصل، لتجد حرية أكثر في ضبط موجات التقاطها بعد أن كانت محاصرة بعدد محدود جداً من الموجات المحيطة فلا تسمع ولا تنصت لترددات غيرها.
هكذا كان الوضع في السابق خيارات قليلة وأتباع كثر ضمن الإطار نفسه ولا خيار للاختلاف.
هذا التشبع أجبر الناس على الاقتناع أو الاستسلام والمهادنة في تلك المرحلة إلا من حسب نفسه شجاعاً فاستعجل الخروج من القطيع فوصم.
لهذا تغيروا بعد أن اتسعت الرؤية والتقت الآراء ومع ذلك لا يزال الأمر صعباً وربما غير مستساغ. فبعد كل هذه السنين يتغيرون أو يفيقون !
هل تصدق بأن فلان كان في سابق عهده كذا؟
سبحان مقلب القلوب والعقول! هذا ما يدور في المجتمعات غير المتسامحة والتي لا تنسى الماضي أبداً وتتسلى على النبش فيه فيحلو لها السؤال، كيف تغيروا وتغيرت مواقفهم وأشكالهم، هل نضجوا مع الزمن أم تبدلت مصالحهم أم انهم أخطأوا فندموا ؟ كلها أسباب ممكنة لكنها مع ذلك لا تشفع لصاحبها فتبعد التساؤل حوله و(التحسف) أو الانتقاص والرفض.
الناس تتساءل لأنها تصدم أو تتفاجأ فحتى لو كانت الأجوبة مقنعة فهي تحب أن تستنكر وتستمتع بذلك.
وبعد أن كانت أشرطة الكاسيت منبراً للتسيد محلياً اختلف الحال وأصبحت مواقع الكترونية عالمية( مثل اليوتيوب) وسيلة فعالة أكثر تأثيراً وتسيداً محليًا منها عالمياً.
إما لتسجيل المواقف أو السخرية منها، وعاد زمان حمادة سلطان في (الستاند أب كوميدي) لأن المجتمعات مثل الناس بطبعها ملولة ودوام الحال من المحال!!
جريدة الرياض | لماذا يتغيرون؟