خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء

العودة   ملتقى النخبة > ((((((بـــــــــــــــــــــــــــوابـــــــــــــــــــــــــة الملتقى))))) > سواليف كتاب الصحافة
.::||[ آخر المشاركات ]||::.
 

سواليف كتاب الصحافة مختارات مما ينشر في الصحف لبعض الكتاب من مواضيع مهمة ((مواضيع وليست اخبار صحفية))

إضافة رد
 
 
LinkBack أدوات الموضوع
  المشاركة رقم: 1  
قديم 05 / 11 / 2020, 37 : 03 PM
الصورة الرمزية SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : سواليف كتاب الصحافة
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,621 1.05 يوميا 394 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

السندباد يعود غريباً قراءة في التحولات الرقمية لثقافة الأطفال

السندباد يعود غريباً قراءة في التحولات الرقمية لثقافة الأطفال

شُيِّد عصر التنوير على أسس معرفية وثقافية تتصل بالقراءة والكتاب بوصفه مركزاً للثقافة، كما أسس على جملة المقولات الفلسفية التي أطرت فكر ذلك العصر، ليتحدد وجود الكائن انطلاقاً من فعل التفكير كما يبينه الكوجيتو الديكارتي، وكانت المطبعة قد عززت وجود الكتاب وانتشاره على نحو واسع مع جهود الألماني غوتينبرغ، فيما تكرس هذا التطور مع ظهور المحرك البخاري مع الإنجليزي جيمس واط في ذروة الخيار الفكري الذي هيأ لظهور الصناعة الحديثة، ونهوض الوعي بالتاريخ وبروز عدد من الأفكار التي تناتجت موازاة مع الكشوف والاختراعات الجديدة، فيما تنامت الرغبة في التمدن لإعادة تجسيد الخيرية الأولية للمجتمع البدائي طبقاً لأسطورة (الهمجي النبيل) وبعث الأخلاق التي انسحبت من المجتمع في وقت سابق، عبر نشر التعليم تزامناً مع الثورة العلمية والدعوة إلى المعرفة والقيم بديلاً عن الأسطرة التي حكمت مجتمع ما قبل الصناعة.
عصر التنوير وثقافة الكتاب
رسمت أفكار التنوير أيديولوجيا القراءة والتلقي العلمي عبر المكتبات العامة والمدارس التي تم إنشاؤها لهذا الغرض، على الرغم من صعوبة الوصول إلى اقتناء المصنفات الضخمة كالموسوعات ونحوها بالنسبة للفئات المعسورة، إلا أن المكتبات العمومية حرصت على توفيرها للقراء تعميماً للقراءة بما هي خبز يومي للمشتغلين بالتحصيل العلمي والشغف الثقافي، ثم ظهرت الشهادات العلمية بما هي معادل للقيمة العلمية التي يتوافر عليها الشخص المتعلم. وعلى هذا النحو انتشرت البعثات العلمية هنا وهناك على غرار ما كانت عليه الثقافة في عصور الحضارة العربية الإسلامية الأولى.
اتسمت مناهج التعليم في العصر الحديث بالرؤية العقلانية التي فرضت الجرعات الثقافية المحسوبة، التي تقدم للأطفال تناغماً مع المرحلة العمرية التي تتطلب الاتصال المباشر مع النوع، بعيداً عن الآلة التكنولوجية التي يبقى الطفل ينتظرها لأربع سنوات كيما يواجه شاشة التلفاز، انطلاقاً من التوصيات التي حث عليها طب الأطفال في تلك الأثناء، حتى ينمو الأطفال بعيداً عن الأبوة التكنولوجية التي تحول دون انسياب التوجيهات الأبوية، أو على الأقل تعوق تلقيها بشكل جيد.
وكانت القراءة هي الوسيلة المحبذة لتنمية المهارات ومراكمة الخبرات والمعارف إلى جانب المدارس التي تمثل المؤسسات الوحيدة المخولة بممارسة التعليم، فيما ارتبطت الثقافة في هذه الأثناء بكونها مجموعة المعارف المكتسبة بشكل منهجي من خلال التعليم، وهيمنت الرؤية السائدة في ذلك الوقت والمتمثلة في نظرية (الصفحة البيضاء) التي تعود إلى القرن السابع عشر، والتي أوردها جون لوك في كتابه (مقالة في التفاهم الإنساني) عندما رأى أن الإنسان يولد صفحة بيضاء خالياً من أي معلومة، ثم يجري تعليمه بطريقة حسية. وتأسيساً على ما سبق كان الاتصال الحسي بالكتاب يمثل عنصر تشويق بعد ظهور قصص الأطفال التي تم تداولها بصورة واسعة، مثلما لم يتخلف الكتاب العربي الموجه للأطفال عن الظهور ويشد إليه جمهوراً غير قليل من القرّاء الأطفال، وتم الاستئناس بالتراث العربي لإعادة بعض قصص السندباد البحري في رحلاته السبع أو علاء الدين والمصباح السحري، أو قصص جحا المتناتجة في كل عصر، ما يسهم في تنمية الخيال وتطوير المواهب وإنشاء جيل متصل بتراثه الثقافي والأدبي. غير أن النقلة النوعية التي حدثت مع ثورة المعلومات قد أفضت إلى تحولات عميقة أثرت على الجماعة البشرية وأعادت هندسة العلاقات الإنسانية انطلاقاً من السرعة التي تحكم عالم التكنولوجيا الحديثة ولم يكن الأطفال بمعزل عن هذا التحول التقني الكبير.
القراءة من النقوش الحجرية إلى شبكات الويب العالمية
يؤشر التحول الرقمي للثقافة على إعادة تحديد المفهوم الذي نحتته النظريات الأنثربولوجية ابتداء من كتابات الكهوف والجدران والنقوش الأثرية إلى نظريات المركز والإشعاع الثقافي، حيث أحدثت الثقافة في بعدها الرقمي نقلة نوعية قادت إلى تغير جذري في السلوكيات التي هندستها التكنولوجيا وأعادت تشكيلها من جديد، في عالم يطغى عليه استخدام البصريات والأجهزة بالغة الدقة، وأشكال الصناعات الثقافية المغرية، حيث هيمنت المهارات الرقمية والذكاء الصناعي والتقت مع الرغبة المحمومة في الوصول إلى الجديد في ظل التقادم الذي يفتأ يصيب الأجهزة التكنولوجية التي تخلفها أجهزة أخرى، ما يجعل التربية والتوجيه الثقافي مهمة شاقة في ظل تغيرات غير متناهية تصاحبها قيم جديدة أقرب إلى السوق منها إلى المجتمع، الذي تشكلت هوية أفراده الجدد على أنماط الاستهلاك والإثارة والتلقي اليومي للأشكال الجديدة من التقنية، ما جعل الثقافة تكتسب بعداً جديداً تطوى معه الأشكال التقليدية للتلقي الثقافي ويحل محلها هذا الفائض الرهيب من المعلومات التي تنتشر بكمية كبيرة وتعرض بتنسيقات مختلفة. فهل يستطيع الآباء أن يواكبوا أبناءهم في ظل هذه الثورة المعلوماتية الصاخبة والاستخدام المفرط للتقنية؟
يبدي الأطفال معرفة واسعة وسرعة تكيف مع الأجهزة الذكية دون امتلاكهم القدرة على النقد والتحليل، وفي الوقت الذي وسم فيه هذا الجيل بأنه جيل غوغل، حيث المعلومات متاحة على نحو غير محدود، يلاحظ أن هذا الجيل لا يصل ذهنياً إلى مستوى الثقافة الرقمية التي ينتسب إليها، وبات واضحاً أن مقولة التقنية تعيد هيكلة أدمغتنا لا أساس لها من الصحة، إذ إن الاستخدام المكثف لها تكتنفه المخاطر، بل إن سلبيات الاستعمال اليومي بشكل كبير للتقنيات يسهم في إحداث اضطراب في الوظائف التنفيذية كما تشير بعض الدراسات، مثل التأثير على مدى الانتباه والقدرة على التركيز والذاكرة، ما حمل المختصين على الدعوة إلى الاستخدام المسؤول لهذه الأجهزة المربوطة بشبكة الويب خصوصاً للأطفال الذين هم في سني الطفولة المبكرة، إذ تنصح عدد من الدراسات بضرورة تجنيب الأطفال الشاشات الرقمية، لأنها تشكل خطورة عليهم في هذه السن، فيما توصي بالأنشطة الحسية الأخرى، التي تسهم بشكل أفضل في تطوره الجيد. بل إن هذه الخطورة استدعت تحييد هذه الأجهزة الإلكترونية عن الأطفال بل وتطور الأمر إلى إلزام المربيات بتوقيع عقود تقضي بعدم استخدام الهاتف أثناء رعاية الأطفال، والتشديد على رفاهية التعاملات الإنسانية عوضاً عن الآلة.
بديلاً عن المحفزات البصرية المتكررة التي تعمل على تشتيت الأطفال ينصح المختصون بإنشاء منصات للوسائط المتعددة تناسب مستويات الأطفال تنشأ في فضاءات معينة. وبعيداً عن حالات الإبهار والإثارة التي تحدثها الألعاب الإلكترونية ترى بعض الدراسات بضرورة التركيز على الكتابة باليد لأنها مفتاح تعلم القراءة مكان التعلم من خلال ملاحظة الحروف على شاشة الجهاز، إذ إن الحركات التي تقوم بها اليد تسهم في التعرف البصري على الحروف أفضل من القيام بذلك على لوحة المفاتيح. وقد أثبتت التجارب أن التعامل الحسي مع الورق يقود إلى نتائج أكثر إيجابية.
أسهم التحول التقني في إحداث تغيير جذري على المستوى التربوي والثقافي بشكل عام، مثلما قاد إلى إعادة تشكيل الرؤية العامة، وتكييف المحتوى المقدم للأطفال بعيداً عن مؤثرات الاستهلاكية الطاغية والانبهار والإثارة في العالم الرقمي.
سليم بوعجاجة: الجزائر

المجلة العربية :: ثقافات وتقارير







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
Digg this Post!Add Post to del.icio.usBookmark Post in TechnoratiTweet this Post!
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
 
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 50 : 02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir
ملتقى النخبة 2005