|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الواقع الذي أكل حداثة السعودية
الواقع الذي أكل حداثة السعودية
الحداثة كانت فزاعة في السعودية قبل ثلاثة عقود وانتهت بالوفاة الدماغية. كانت لعبة بين الخصوم فيها، كان هناك شخوص أكاديمية وصحافية وأدبية في طرف، وأكاديميون ودعاة في الجانب الآخر. آنذاك أول مطلع الثمانينات ببدء نشوء ما سمي بالصحوة. كان صقورها في تفكيك طموح الحداثة الأدبية د. عوض القرني وسعيد بن ناصر القحطاني ومحمد مليباري، ينشرون ترهيب المجتمع ويدعون فهماً في الحداثة الأدبية يخشون منها أن تتطور بأدبياتها نواة لحداثة اجتماعية تغير التركيبة الدينية للمجتمع! في ذلك الوقت عاد من الجامعات الأمريكية والفرنسية شباب سعوديون بدرجة الدكتوراه كالدكتور عبدالله الغذامي، وفهد العرابي الحارثي، وحرم من الدكتوراه سعيد السريحي من جامعة أم القرى في قصة شهيرة. الثلاثة قاموا برمي صخور في البرك الراكدة. والدكتور الإشكالي تركي الحمد الروائي السياسي والمفكر الصارخ دوماً القومجي المتحرر كما يرى نفسه! الغذامي جاء للتدريس ونشر كتابه الأول النقدي الخطيئة والتكفير، الذي لم يكن سوى إسقاط نقدي معقد على تجربة الشاعر الراحل حمزة شحاتة. والعرابي اتجه لرئاسة تحرير مجلة اليمامة ليجعلها منبر من يريد أن يمارس السحر الجديد (الحداثة). والسريحي ذهب للعمل صحافياً في عكاظ يتبنى في الصحيفة الشعراء الجدد. كانت الحداثة التي يدافع عنها هؤلاء آنذاك تفتح مسارات أدبية جديدة في الشعر والأدب ليكون على أثر الأدب الغربي وأنماطه في قصيدة النثر الجديدة، وفتح منافذ الأعمال السردية الأخرى! وكانت منابر تدعمهم كالأندية الأدبية وغيرها، والصحف والمجلات! كان هناك وقتها جيل شعري جديد أراد الاستفادة من هذه الهوجة لتكريس تجاربهم ووجود حركة نقدية وصحافية موازية تدعم طموحاتهم ووجودهم، كالشاعر الراحل الكبير محمد الثبيتي -يرحمه الله-، ومحمد جبر الحربي، وعبدالله الصيخان، وأصوات روائية كعبدالعزيز المشري -يرحمه الله-، وعلي الدميني وعبده خال. حصلت آنذاك معارك طاحنة بلا طحين، تبنتها الصحافة الأدبية بقيادة اليمامة وعكاظ ومنابر أخرى، ورئيس نادي جدة الأدبي عبدالفتاح بومدين -يرحمه الله- حين أراد تكريم الثبيتي محمد وقصة تهريبه ليلة التكريم خوف الاعتداء عليه! بالمقابل كان الصوت الأصولي بوهج الصحوة في سياق المجتمع عالياً بلا معنى. أصدر د.عوض القرني كتيباً أسماه الحداثة في ميزان الإسلام ونال شهرة واسعة كون من كتب مقدمته مفتي السعودية الأشهر الشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله. واستغل القرني تقديم الشيخ ليرهب خصومه ويوثق صدقية محتوى كتابه المضحك. نعم مضحك فهو مجرد محاكمة جمل شعرية وأدبية انتزعها من سياقات نصوص ليكفر أصحابها. المضحك ادعاء القرني أنه مستهدف من الموساد الإسرائيلي لحربه على الحداثة وأن الشاعر الفلسطيني محمود درويش والناقد حسين مروة اتفقا على اغتياله! كل هذا الكلام مفرغ من محتواه هدفه بروباغندا تضخم الوهم فقط! وأصدر سعيد بن ناصر تلميذ القرني شريطين يهاجم فيهما الشعراء والكتاب عن السم الزعاف الذي ينفثونه ببطن المجتمع وهو الحداثة كمشروع غربي متصهين! كان هؤلاء المتدينون يشتكون بمظلومية أن الصحف والمجلات لا تنشر ردودهم على خصومهم بصفحاتها كون القائمين عليها يتوافقون مع أطروحاتهم. وربما في ذلك صحة.. وبالمقابل الصحافيون يقولون إن الإصوليين لديهم منابر أقوى من الصحافة كالنشر ومنابر المساجد والكاسيت الإسلامي. المجتمع كان يهوج صحوياً آنذاك والاهتمام الحداثي الأدبي أنتج حركة شعرية وقصصية وغيرها قدمت بعض الأدب الرفيع، وبدأت الملاحق الإسلامية تنتشر بالصحف. ظلت الأمور تراوح ذاتها حتى ترك الأصوليون المهتمون بالحداثة الحداثة لاهتمامات أخرى كالثورجية الإسلاموية والاهتمام بالأمة وغيرها، فجهلهم بكل صدق فيما اتخذوه خصومة أدبية يعري جهلاً عظيماً لديهم لم يتجاوز ضحالة اطلاعهم، بتمجيدهم وقتها لشاعر عمودي اسمه عبدالرحمن العشماوي يكتب لتحرير القدس وغيرها مما يوافق نضال الدسم والشاي الأخضر! الحداثة كانت واهجة متوهجة وتفرق سدنتها النقاد والأدباء إلى خصومات فيما بينهم حينما انفض الإسلامويون عن سامرهم وسامر حداثتهم! بعد أن انحسرت الحكاية من السطح ترك اليمامة العرابي واتجه لمشاريع إعلامية أخرى. وأصدر الغذامي كتابه حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية الذي قال عنه أغلب من قرأه أنه ادعى فيه ملكيته للحداثة، ولم يقل إنه واحد ممن خاضوا معاركها فقط. والسريحي جلس في ظل لقمة العيش حتى تقاعد. ماتت حركة النقد وشاب أبطال الحداثة الشعراء والكتاب التكرار، حتى الشاعر رمز الحداثة السعودية محمد الثبيتي انتهى للنص العمودي آخر عمره. لم يعد يكتب تركي الحمد الرواية، وفورة الحركة الروائية بالألفية ما بعد حداثة الثمانينات ماتت. جاءت التقنية بحداثة فرضت ذاتها في واقع التهم حداثة الجرائد والكاسيت الإسلامي بالثمانينات، وانتهت حتى الصحف والكاسيت الآن للإنترنت واليوتيوب وغيرها التي اتجه الناس معها دون فرض رموز أبداً، للترفيه وكبسلة المعلومات..! الحداثة الغربية الأدبية كانت تتحرك بلا خصوم واختصام وكراهية وتحريض وقطع أرزاق وادعاء، حتى أنتجت حراكاً صنع حرية الفرد والديموقراطية والمؤسساتية في كل شيء وأنماط حياة! وهذه الحداثة المتسعودة التي حاربها الإسلامويون ويتمنونها اليوم وهي ما جهل عنه ممن يتبنى الحداثة، لينتهي الصراع بين أبطالها بتبني التفعيلة بالشعر بلا أي فعل ينفع الناس! والناس خلف ما تعتاش وتراه دون تحقيق البطولة لأحد من الطرفين! عبدالله القرني : المجلة العربية :: آراء
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
السيرة الذاتية في المملكة العربية السعودية | SALMAN | سواليف أدبــاء | 0 | 06 / 11 / 2020 22 : 10 AM |