خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء

العودة   ملتقى النخبة > ((((((بـــــــــــــــــــــــــــوابـــــــــــــــــــــــــة الملتقى))))) > سواليف كتاب الصحافة
.::||[ آخر المشاركات ]||::.
 

سواليف كتاب الصحافة مختارات مما ينشر في الصحف لبعض الكتاب من مواضيع مهمة ((مواضيع وليست اخبار صحفية))

إضافة رد
 
 
LinkBack أدوات الموضوع
  المشاركة رقم: 1  
قديم 24 / 11 / 2020, 40 : 02 PM
الصورة الرمزية SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : سواليف كتاب الصحافة
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,621 1.05 يوميا 394 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

وصفة حب للتحولات

وصفة حب للتحولات

عادة أتجنب استهلال مقالاتي بكلمات مستهلكة مثل (لابد) و(يجب) ومثل (الحقيقة) أو (الواقع) وذلك لإيماني أن محاولة تقديم محتوى جديد تتطلب محاولة موازية في البحث عن كلمات لم تذبل من كثرة التداول أو لم تفقد مصداقيتها من شدة التمسح بها، كما أتجنب الوقوع في كلمات تخالف الطبيعة البشرية كما يخال لي مثل: قطعاً/ حتماً/ دون شك. وفي هذا يبدو أنني أتلمس طريقي إلى مقالي لـ(المجلة العربية) بهذه المقدمة المركبة في محاولة لأقول كلمة صغيرة تتحرى الصدق والموضوعية ما وسعني في حق التحولات السريعة والمفاجئة ببعضها الجذري وببعضها الظاهري التي بدأ المجتمع السعودي يعيشها وكأنه في حلم يشبه أشرطة الفيديو المبرمجة على أقصى سرعة الآلة فيما كان سابقاً وإلى وقت قريب يخيل له أنه يسير وهو شبه واقف.
وفي هذا يمكن القول إن العديد من الدراسات الاجتماعية النقدية اليوم قامت عبر عمليات من التراكم المعرفي بالتشكيك، إن لم يكن بهدم تلك التنظيرات التقليدية المحافظة والمبسطة تبسيطاً مخلاً لحركة المجتمع في الانتقال من مرحلة إلى مرحلة، وفي الانتقال من البداوة إلى التحضر، ومن الجهل للعلم. وعلى الرغم من أن بعض تلك التنظيرات التقليدية تعد من النظريات الأولى المؤسسة لعلم الاجتماع نفسه كنظرية التطور عند المفكرين الأوائل مثل أوجست كومت وأميل دور كايم ولاحقاً ماكس وابر، فإن ذلك لم يمنع الاعتراف بأنه لم يعد تحليل التحولات الاجتماعية ممكناً بتلك القراءة الأولية التي ترى حتمية انتقال المجتمعات من البسيط للمركب، ومن اللاهوتي للعقلاني، ومن الريفي للمدني، ومن العرفي للقانوني بطريقة آلية وبالربط الميكانيكي بين الأحداث الاجتماعية والقرارات العليا وفي التعويل عليها وحدها لتحقيق نقلة في القيم والثقافة وبنى العلاقات الرأسية والأفقية في المجتمع.
إلا أن ما حداني لمثل هذا الاستشهاد النظري هو ملاحظتي بالمعايشة لإيقاع التحولات مقابل ما يظهر من (استخفاف تنظيري) لدى الكثير من النخب في قراءة التحولات الكبيرة التي يشهدها مجتمعنا اليوم. فنرى منها ما ينحو إلى تمجيد، وإن كان مستحقاً لهذا المنجز أو ذاك، إلا أن المبالغة فيه تكشف عن توظيفاته كعملية استجداء شخصي صريحة لحظوة ما، إن لم تتحول لعملية تفريط في الصدق يؤدي إلى ذم بقصد المدح، كما نرى منها ما يكتفي برؤية أحادية عاطفية ترى في (التحولات) إما انتصاراً لها أو هزيمة لغيرها. هذا بالإضافة إلى ربط بعض تلك الأطروحات ربطاً ميكانيكياً بين التحولات وبين قرارات إدارية أو سياسية بما يجرد تلك القرارات نفسها من طموحها في إحداث نقلة عميقة في الواقع الاجتماعي وفي العلاقات والقيم وبما ينتج عنه تمييع الحاجة المعرفية للبحث في التراكم الجدلي للتحولات والتفريط في ضرورة تقييم المجهود الاجتماعي المبذول قبلها تمهيداً لها والجهد الاجتماعي المطلوب بعدها لتجذير تلك التحولات وتحويلها من قرار سياسي مهم إلى عملية نوعية من التغير الاجتماعي الاستنهاضي على مستوى قيمي وثقافي.
وأرى قد حان الوقت الذي نحتاج فيه، كما لم نحتج في عهد سابق، إلى طرح الأسئلة وإعمال البحث وتحميل مؤسسات العلم كالجامعات مسؤوليتها التحليلية والاستشرافية بدل تحييدها أو قصر عملها البحثي على مجالات انتهت صلاحيتها. كما أن هذا هو الوقت لرفع سقف الكلمة وللتفكير جدياً في فتح المجال لتأسيس بيوتات الفكر والخبرات المتخصصة المستقلة ومراكز البحوث القادرة حقاً على قراءة الواقع وفهم بوصلة التحولات والمساهمة في رسم السياسات، وعلى قول كلمة مدروسة وشفافة في حق الوطن وفي حق القيادة والمجتمع بجميع أطيافه ليس من السهل أن نترك أمر إدارة هذه التحولات غير المعهودة وأمر إخراجها إلى شركات وبيوتات خبرة وإعلام أجنبية وإن أتى بعضها بأسماء سعودية عاطفية فإنه لا يعمل إلا بمحركات غربية جشعة. ونفس الشيء يمكن أن يقال بأنه ليس معقولاً أن تُؤخذ عجلة التحولات المرتجاة لدى أجيال في اتجاهات تسطيحية أو استهلاكية محضة. ولا أظن أن المفترض اليوم، وبخاصة من أصحاب الرأي الوطني الصادق، هو مجرد اللهاث خلف تلك التحولات لأخذ صورة بجانب مشهدها العام، بل المطلوب البحث المعرفي المخلص في طبيعتها وفي ما يجعلها مصدراً قوياً وأميناً نحو نهضة حقيقية بالدولة والمجتمع.
إن مثل هذه المواقف (المستسهلة لمسؤولية اللحظة التاريخية) أو(المنتفعة منها)، خصوصاً لو جاءت من بعض أصحاب الأقلام الذين لا يملكون -بحسب المفكر الاجتماعي الفرنسي بوردوا- من الرأسمال الاجتماعي إلا شرف الكلمة وقلق المعرفة، تكون مواقف موجعة لمجتمعهم ولقيادتهم وليس لهم شخصياً وحسب. وهذا مما يذكرنا بكتاب المفكر والروائي الفرنسي جوليان بندا (خيانة المثقفين) التي من المفارقة أنها تتخفى في خطاب عذب أو مائع وتخفي أحلاماً شخصية ضيقة في كلام فضفاض مضلل عن الوطن وحب الوطن، بينما حب الوطن كلمة مخلصة. ومثلما نحتاج لعصف ذهني للأفكار الجديدة نحتاج لكلمة حب شفيفة في عصف التحولات.

د. فوزية أبوخالد: الرياض
المجلة العربية :: آراء







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
Digg this Post!Add Post to del.icio.usBookmark Post in TechnoratiTweet this Post!
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
 
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09 : 03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir
ملتقى النخبة 2005