نهاية معلم كيمياء
- في زمن الطيبين تحصل سعيد على الشهادة الجامعية بتقدير ممتاز في الكيمياء، وبعد سنة من الإعادة بالكلية تم ابتعاثه من قبل الجامعة لدراسة الماجستير والدكتوراه في الخارج، حصل على الماجستير بتفوق وعاد بسبب ظروف عائلية صعبة ولم يكمل الدكتوراه، قدم شهادته للتدريس بالجامعة قالوا له: ابتعثناك للدكتوراه أين هي الشهادة ؟ اضطر تقديم شهادته الماجستير للتعليم العام، في فترة الانتظار للوظيفة استدان بعضاً من المال من أحد أصدقائه المنعومين عليهم لتلبية احتياج أسرته، وبعد مدة ليست بقصيرة جاءته الموافقة على تعيينه معلماً، قال له الموظف المختص بالتعليم (ترى ما لقينا لك وظيفة مدرس هنا، لقينا لك هناك في أحد الأماكن البعيدة، وإذا موافق انتظر أسبوعين حتى نرسل أوراقك وراجعهم هناك) وافق دون تردد وفي الموعد المحدد وصلت أوراق تعيينه، طلب منه الموظف الثاني المختص بالتعليم بالمكان الذي تم تعيينه فيه، الحضور بعد أسبوعين حتى يتمكن من البحث عن مدرسة ثانوية فيها احتياج معلم كيمياء، بعد انقضاء المدة قال له الموظف الثاني (للأسف لم نجد ثانوية فيها احتياج لك فأنت جئت بعد بداية العام الدراسي وجميع جداول الحصص مغطاة، لكن تعال بعد أسبوع وسأجد لك مكاناً بالمرحلة المتوسطة لتدرس مادة العلوم) جاء بعد أسبوع وقال له نفس الموظف نفس الكلام السابق (تعال بعد أسبوع أنا متأكد من وجود مكان لك في المرحلة الابتدائية) بعد أسبوع وجد المدرسة الابتدائية التي تم تعيينه فيها عبارة عن مبنى مستأجر، وفي أول يوم باشر فيه عمله، رحب به مدير المدرسة معتذراً بأن حصص مواد العلوم مغطاة بالكامل ولا يوجد عجز في المدرسين، واقترح سعادة المدير على سعيد أن يخفف عن زملائه، بأخذ قليل من الحصص لمادتي التربية الرياضية والتربية الفنية، والإشراف على النشاط المدرسي ومراقبة الطلاب في الفسحة، ووعده إن أجاد المهام الموكلة إليه يعطيه العام الدراسي القادم حصص مادة العلوم من الصف الأول إلى الصف السادس، ولأن سعيد كان أيام دراسته الجامعية أحد أعضاء فريق المسرح الجامعي وأحد أبرز ممثليه، فكر في تكوين فريق من الطلاب هواة المسرح وكتابة مسرحية للمسرح ضمن النشاط المدرسي، وبعد موافقة وتشجيع مدير المدرسة، كتب سعيد مسرحية لم يكتب لها أن تظهر للوجود، لعدم وجود مكان ملائم للعرض كون المدرسة مستأجرة، وثانياً شعر أن أولياء الأمور غير مرحبين بالمسرح في بلدتهم ولا يشجعون أناءهم على المسرح، لهذا ماتت مسرحيته وعنوانها: نهاية معلم كيمياء.
تدوينه: بألم وحسرة سعيد محدثاً نفسه (الله يرحم جدتي مزنه ماتت وما خذت تخصصها) !
** **
نهاية معلم كيمياء - مشعل الرَشيد
https://www.al-jazirah.com/2021/20210521/cm12.htm