|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
قصة القصيدة التي غيرت نظرة الحسن البصري للفرزدق
قصة القصيدة التي غيرت نظرة الحسن البصري للفرزدق
ياسر الأطرش لما ماتت النوار بنت أعين بن ضبيعة المجاشعي، امرأة الفرزدق، أوصت أن يصلي عليها الحسن البصري، وحضر جنازتها أكابر أهل البصرة، وفي التشييع كان الحسن البصري على بغلته، والفرزدق على بعيره، جنباً إلى جنب، فقال الحسن: يا أبا فراس، ما يقول الناس؟ قال الفرزدق: يقول الناس: حضر الجنازة خير الناس، يعنونك، وشر الناس، ويعنونني أنا، فقال البصري: ما أنا بخيرهم، ولا أنت بشرهم، يا أبا فراس ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ ثمانين سنة.. فقال الحسن: نِعم العدة. فلما صلى عليها الحسن مالوا إلى قبرها لدفنها، فأنشأ الفرزدق يقول: أخاف وراء القبر إن لم يعافني أشدَّ من القبر التهاباً وأضيقا إذا جاءني يوم القيامة قائدٌ عنيف وسوَّاقٌ يسوق الفرزدقا لقد خاب من أولاد آدم من مشى إلى النار مغلول القلادة أزرقا يساق إلى ذل الجحيم مسربلاً سرابيل قطران لباساً محرقا إذا شربوا فيها الصديد رأيتهم يذوبون من حر الصديد تمزقا فبكى الحسن ثم ضم الفرزدق، وقال: لقد كنتَ من أبغض الناس إلي، وإنك اليوم من أحب الناس إلي. جاءت هذه القصة في كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر، وأثبتها ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق، وهي دعوة لمراجعة الصورة السلبية النمطية التي ألصقها المؤرخون بالفرزدق ورفقائه من المتهمين بالفسق والمجون. وكان للفرزدق قصة حب شهيرة جمعته بالنوار، وذات يوم طلقها ثلاثاً، في لحظة غضب، ثم جاء فأشهد على ذلك الحسن البصري، ثم ندم على طلاقها وإشهاده الحسن على ذلك فأنشأ يقول: فلو أني ملكتُ يدي وقلبي لكان عليَّ للقدر الخيارُ ندمت ندامة الكسعيِّ لما غدت مني مطلقةً نوارُ وكانت جنتي فخرجت منها كآدم حين أخرجه الضرارُ أما قصة زواجه بها، فضرب من الخيال وجنون الشعراء، تقول القصة: لما جاء رجل من بني دارم يخطب النوار، ورضيت به، وكان وليّها غائباً، جعلت الفرزدق وليّها ليزوجها. واجتمع القوم في المسجد للخطبة، فجاء الفرزدق، فحمِد الله وأثنى عليه، ثم قال: قد علمتم أنَّ النَّوار قد ولَّتني أمرها، أليْس كذلك؟ قالوا: بلى، قال: أُشْهِدكم أنِّي قد زوَّجْتُها نفسي على مائة ناقة حمراء سوداء الحدقة! وليس ذلك بمستغرب عن الفرزدق المضطرب الذي سلخ عمره في التهاجي، وأغار على شعر من دونه من المستضعفين، والذي لولاه لضاع ثلث لغة العرب أيضاً! ** ** - ياسر الأطرش https://www.al-jazirah.com/2021/20211231/cm21.htm
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|