خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء

العودة   ملتقى النخبة > النخبة 2011 > سواليف أدبــاء
.::||[ آخر المشاركات ]||::.
 

إضافة رد
 
 
LinkBack أدوات الموضوع
  المشاركة رقم: 1  
قديم 16 / 01 / 2022, 17 : 10 AM
الصورة الرمزية SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : سواليف أدبــاء
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,618 1.05 يوميا 393 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN متصل الآن

أدب الخوف

أدب الخوف - د. إبراهيم بن محمد الشتوي :
https://www.al-jazirah.com/2022/20220114/cm28.htm

(1)

حين بدأت أدرس اللغة الإنجليزية في موطنها، مما لفت انتباهي وهو كثير، أن بعض الذين يزاملونني في الفصل الدراسي يختارون في خانة الأفلام التي يحبونها «أفلام الخوف» «Horror Movies»، وقد كنت أتعجب عن سبب اختيار هذا النوع من الأفلام، وأتساءل عما يدعو الشخص إلى أن يحب ما يخيفه، أو أن يعيش في خوف، إذ الأصل أن الإنسان يبحث عن الأمن، ويرغب في الطمأنينة، أو يمكن القول: ما الذي يجعل الشخص يرغب في أن يعيش تجربة الخوف؟ حتى ولو كانت هذه التجربة «صناعية» -إن صح التعبير-. هل هناك لذة ما في أن يقعد الإنسان القرفصاء، ويحتبي بيديه -كما يقول القدماء- ثم ينحشر في كرسيه يشاهد المعروض أمامه، وهل في هذه التجربة ما يجذب الانتباه حتى يحب بعض الناس أن يعيشها، فضلاً عن أن يفضلها على سائر أنواع المشاهدات؟

بالنسبة لي لا أجد في هذه المشاهد ما يستحق المشاهدة؛ فأنا لا أحب الخوف أو الفزع، أو الرهبة، وليس شيء أكره إلي من هذه المشاعر، سواء كانت تلك المشاعر ساعة أو سنة وسواء كانت صناعية أم طبيعية ما دامت تنتمي إلى المشاعر السابقة.

لكن الذي يدعو إلى التأمل هو أن هذه الأفلام تلقى رواجاً كبيراً عند صناع السينما، كما تلقى رواجاً لدى الكتاب والناشرين الذين يجدون فيها ما يستحق النشر بالرغم أن بعض الدارسين يؤكدون على حقيقة أن هذه الأفلام لا تعد في النوع الراقي من الأفلام، وإنما من المستوى المتدني الذي يقصد إلى الإثارة دون أن يكون هناك شيء آخر، ولذلك يطرحون مصطلحاً جديدأً وهو (ترقية أفلام الخوف) ويقصدون به محاولة إخراجها من الصورة الذهنية العالقة بها، لتقديمها بشكل أكثر قبولاً وإقناعاً، ومع معارضة آخرين لهذا المصطلح بحجة أن أفلام الخوف أو وفق التسمية الشهيرة (أفلام الرعب) لا تعدو أن تكون أفلام رعب في أي صورة من الصور سواء تمت ترقيتها أم لم تتم ولذا فإنه من العبث القول بترقية أفلام الخوف.

والذين يجادلون في قيمة أفلام الخوف أو الرعب، يقولون: إنها لا تقنع المتلقي، ولا تقدم مادة متماسكة منطقية، بقدر ما تلامس إحساس المتلقي السطحي من خلال الإثارة العابرة، فهي لا تقدم فكرة، ولا تثير معنى حقيقياً في نفس المشاهد، وهذا ما يجعلها في مرتبة أدنى من الأفلام الأخرى، في منزلة متساوية مع الكوميديا، ولذا يرونها لا ترقى إلى الأفلام والآداب الجادة.

وإذا كان القراء والمشاهدون هم السبب الداعي إلى اهتمام الناشرين والمنتجين، فإن الكتاب هم الذين بدءوا هذه العملية، ما يعني أن الفكرة في الأساس جاءت منهم، أي فكرة محاكاة تجربة خوف، أو يمكن القول إن هؤلاء الكتاب لهم العذر في ذلك، فهم يسعون لتقييد تجربة شخص مر بهذه التجربة المريعة، وقد يكون الشخص صاحب التجربة يريد أن يقيدها لحاجة في نفسه؛ إما رغبة في حل عقدة أصابته بعدها، أو لإخبار الآخرين عنها، وبيان مقدار ما مر به من قسوة وعنت، فقد يكون في من يقرأ تلك الحكايات من يحب أن يعيش التجربة أو أن يعرف عنها شيئاً، فيكون مثل أدب الرحلات أو السيرة الذاتية التي يقيد فيها المرء ما عاينه ولاقاه في حياته.

?ومع هذا، فإن السؤال عما يدعو المرء إلى تجريب هذا النوع من التجارب، أو أن يكون أفضل ما يمكن أن يقضي وقته فيه مستمتعاً محل سؤال، أيكون بسبب الاستمتاع بمشاهد تعذيب الآخرين، وتخويفهم، وإرهابهم، فهو نوع مما يسمى ب»السادية»، وهي الاستمتاع بإيقاع القسوة والعنف على الآخرين؟، فالمتعة هنا هي في رؤية الخوف والفزع في عيون الآخرين، وفي رؤيتهم يعانون المشاهد القاسية المروعة ، ويفرون منها فزعين، أم هي -كما سبق القول- رغبة في اختبار هذا الشعور، والاستمتاع بالمعاناة التي تخلفها في نفسه بوصفها معاناة من نوع مختلف يكون الألم فيها نفسياً في المقام الأول، دون أن يتصل بألم حسي جسدي، فهي تقترب من الموقف الآخر «للسادية»، ولكنها بالجهة المقابلة، وتسمى ب»المازوخية»، والتي تعني أن بعض الناس يستمتعون بإيقاع الأذى والتعذيب والقسوة بهم، وذلك من خلال ما يشاهده من مشاهد تحدث في نفسه الألم والمشقة.

أم أن المتعة تكمن في مشاركة أصاحب المآسي مآسيهم، والإحساس بإحساسهم، لإدراك مدى ما يجدونه من مشقة وعنت في حياتهم ليسهم في التخفيف عنهم، أو على الإقل، لإدراك ما مروا بهم من وحشية وقسوة من قبل الآخرين، فلا يلومهم إن بدر منهم ما لا يقبل أو لا يتفق مع الذوق العام بناء على المعاناة الشديدة التي مروا بها من التجارب التي عاشوها وتصورها آداب الخوف وأفلامه، فهو إذاً من المشاركة المجتمعية إن صح التعبير.

في بعض الدراسات يذكر الكاتب أن هناك أهدافاً من الكتابة تختلف عن سواها من الأهداف، فقد تكون من الرغبة في التنفيس عن تجربة معينة قاسية مربها الكاتب، وقد يكون في محاولة تجريب أقصى ما يمكن أن يصل إليه خيال الإنسان في إنشاء وسائل التخويف والإرهاب والقسوة وطرقها كذلك، خا صة وأننا نعرف من تاريخ الفن أن هناك عدداً من الرسامين كدافنشي مثلاً تفنن في رسم وسائل الحرب والضرب والطعان، ما يعني أن الفن قادر -للأسف- على تجاوز المألوف والعادي من أدوات التعذيب والوحشية إلى ارتياد عوالم أخرى، وعلى هذا تصبح الكتابة قريبة من كتابة الخيال العلمي وإن كانت ليست منها بوصفها -كما يقال- نوعاً أدبياً مستقلاً







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
Digg this Post!Add Post to del.icio.usBookmark Post in TechnoratiTweet this Post!
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
  المشاركة رقم: 2  
قديم 23 / 01 / 2022, 28 : 10 AM
الصورة الرمزية SALMAN
مؤسس الموقع
كاتب الموضوع : SALMAN المنتدى : سواليف أدبــاء
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,618 1.05 يوميا 393 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN متصل الآن

رد: أدب الخوف

أدب الخوف (2)-د. إبراهيم بن محمد الشتوي
https://www.al-jazirah.com/2022/20220121/cm30.htm
هذا السؤال الذي طرحته من قبل عن الدافع وراء الذين يشاهدون هذه الأفلام، كان هو الدافع الرئيس لكثير من الدراسات التي تناولت أدب الخوف وأفلامه. وعلى الرغم من كثرة هذه المشاهدات، فإن الدراسات الأدبية أو الفنية لا تكاد تذكر، وإنما تتجه غالب هذه الدراسات نحو الدراسة النفسية، وقام بها أطباء أو أخصائيون نفسانيون.

وعلى الرغم أن هذه الدراسات تنحو نحواً مختلفاً عن الدراسات الأدبية والفنية، فإن الإجابات عنها يمكن أن تفيد فيما نحن بصدده، ففي المقالة السابقة ذكرت أن ذلك قد يكون لأثر في الشخصية المشاهدة، وفي الدراسات النفسية تطرح أجوبة على هذا السؤال مختلفة، فتذكر مثلاً أن المشاهدين يحبون مثلاً أن يتعرفوا على التجارب المخيفة حتى يزيدوا من معرفتهم، فيحسنون التصرف لو مروا بهذه التجارب، وآخرون يحبون ذلك لأنه يجعلهم يجربون نوعاً من الشعور الجديد، وهو الخوف بالرغم من معرفتهم أنه خوف اصطناعي بناء على النهاية السعيدة التي سينتهي إليها الفلم، فهو نوع من الخطورة المحسوبة التي تعطيهم إحساساً غريباً. هذا الإحساس هو نوع من المتعة الجميلة، وهذا يعني أنهم لا يرون في هذه الأفلام خوفاً حقيقياً.

في حين يرى آخرون أن هذه الأفلام تمنحهم الارتفاع النفسي، أو ما يمكن أن يوصف ب»الازدهار»، ولأنهم لم يفصلوا بهذا الازدهار أو الارتفاع النفسي، (والذي يمكن أن أفسره بأنه تضخم الذات) ولكن بعيداً عن هذا التفسير فإن هذه الدراسات أيضاً لا تذكر سبب هذا الازدهار، ومن الممكن أن أفسره بأنه صورة من التفاعل الشديد مع أحداث الفلم، والتي تجعل المشاهد في موقف المدافع عن نفسه أمام ما يراه من أحداث، وهو ما يجعله يرتفع أو يتضخم متخذاً موضع الدفاع.

وهو الصورة الأخرى من التفاعل مع الأحداث فقد ذكر بعض المشاهدين أنهم يتعاطفون مع الأحداث، فيشعرون بالألم تجاه ما تجده الشخصية من آلام، وهو ما يمكن أن نصفه بأنه نوع من التقمص للشخصية الموجودة في الفلم والإحساس بإحساسها سواء كان من خلال الشعور بالتعاطف، أو من خلال الشعور بالخطر المؤدي إلى «الازدهار»، لكنهم لا يذكرون الاتحاد مع الشخصية الأخرى وهي القائمة بفعل التخويف، أو القتل والتعذيب، وواضح أن حديثهم يدور حول التماهي مع الضحية أو من خلال التفاعل مع الأحداث الدائرة في الفلم مستقلة عن الشخصيات الموجودة فيه.

وقد يكون السبب في ذلك عدم رغبة الجمهور في التعبير عن مشاعر القسوة داخل أنفسهم بالرغم مما أشرت إليه من قبل عن الشخصية السادية، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى أن بعض المراهقين من الذكور يجدون في مشاهدة القسوة والعنف نوعاً من السلوكيات المثيرة للاهتمام، والجاذبة للمتعة التي تغذي الجانب لوحشي لديهم.

وهناك من يرى أن المتعة في تجريب مشاعر مكثفة وشديدة مثل الخوف، وأن الإحساس بالدماغ وهو يهدئ نفسه بعد هذه الأحاسيس القاسية والمروعة يمثل متعة لا يعدلها متعة، بينما يرى آخرون أن المتعة تكمن في أنه يعيش مشاعر الخوف ثم يخرج منها سالماً معافى، في الوقت الذي يرى آخرون أنهم يتحدون معارفهم تجاه الخطر، ويكتشفون مشاعرهم حيال هذه المواقف التي ربما لا توجد في الحياة، أو يزيدون استعدادهم حيال ما يمكن أن يقع لهم من مشاكل في حالة تحولت هذه الأفلام المخيفة إلى حقيقة. وقد يكون وسيلة للتدرب على القدرة على وضع خطط للنجاة في مواجهة الأخطار المحدقة بالفرد في ظروف غير طبيعية.

وأياً ما يكن، فإن هذا الأثر الإيجابي على الذين يشاهدون أفلام الخوف، يبدو في شهادات الأخصائيين النفسيين عن طريق نصهم على تعرض محبي أفلام الخوف للضغوط النفسية أقل من سواهم ممن يزور العيادات النفسية، وكأن هذه الأفلام تقدم وصفة ناجعة للتعامل مع الخوف والقلق والضغوط النفسية والاجتماعية العامة.

على أن هناك من الباحثين من يطرح محاولة تعريف «أفلام الخوف» أو «أدب الخوف»، وتحديد مفهوم له، فيرى أنه يتصل اتصالاً وثيقاً بما رواء الطبيعية «super natural»كالوحوش أو الجان أو ما يسمونه بالإنجليزية «المونستر»، أو أنه يتصل بالخوف بناء على أن مادته تدفعنا إلى التفكير في النجاة، وتعيد أسئلة البقاء، كما أنه يرتبط بما يثيره من دوافع نفسية في خيال المتلقي كالرغبة في الفرار أو القتال.

وبعيداً عن حوافز المشاهدة هذه، فإن الباحثين أشاروا إلى أنه لا صلة بين المشاعر التي يجدها المشاهد لأفلام الخوف، والمتعة، فقد يجدون المشاعر التي ذكرناها من قبل دون أن يكون هناك متعة بينة محددة من مشاهدة الأفلام، وقد يكون، وهذا يدل على أن المتعة ليست الهدف الوحيد الذي يبحث عنه المشاهد، وإنما هناك أهداف أخرى.

وقد يدفع هذا إلى السؤال عن مفهوم المتعة، وإذا ما كان متصلاً بشعور معين، يتصل بالسرور ونشاط النفس، أو الخفة ونحوها، أم هو متصل بالرغبة بمواصلة المشاهدة، وقضاء وقت معين فيه، ما يعني أن مفهوم «المتعة» مفهوم واسع يشمل مشاعر متنوعة تتصل بحالة النفس واستقرارها بعيداً عن السرور أو ما يماثلها من سلوك.







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
Digg this Post!Add Post to del.icio.usBookmark Post in TechnoratiTweet this Post!
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
 
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 30 : 09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir
ملتقى النخبة 2005