|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
هل الاضطراب يخلق إبداعاً؟
هل الاضطراب يخلق إبداعاً؟- علي الزهراني
https://www.al-jazirah.com/2022/20220121/cm22.htm هناك كتابٌ عن الشعراء الذين انتحروا كان الكتاب عنوانه «سيجيء الموت وستكون له عيناك» جمعت الشاعرة اللبنانية جمانة حداد حوالي 150 أديباً من مختلف العصور ومن جنسيات متعددة كان الأغلب أو كلهم حسب إحصائية الكتاب هو الانتحار، فالانتحار نهاية مؤلمة لمثقف أو أديب وعزاء القرّاء جمال ما يسطّرونه من إبداعات، منهم شاعر مثل البرتغالي «ماري دي ساو كارنيرو»، الذي انتحر وله من العمر 26 عاماً عن طريق تجرّع السم، الروائي الأمريكي الشهير أرنست همنجواي الذي كان يعاني اضطراباً وجدانياً ثنائي القطب وفي إحدى نوبات كآبته أمسك بندقية صيد وأطلق النار على رأسه ليسقط ميتاً بمنزله، أديب أمريكي آخر انتحر عام 1985م هو بيورك الذي ترك عدداً كبيراً من المخطوطات لروايات لم يتم نشرها لانتحاره. الآن سأخذك عزيزي القارئ إلى محورٍ آخر أظنّه مهما يتصل مباشرة بعنوان المقال (هل الاضطراب يخلق إبداعا؟). دعونا الآن نستعرض بعضاً من سير المضطربين والذين خلّدوا أدباً رفيعاً لا تملك - رغم اختلافنا في بعض النصوص - إلا أن تصفّق لجميل ما قرأته وإن بعض الأبيات أو المقولات صارت تردد على ألسنة الناس فعادت حِكَما وأمثلة ، مِن ذلك الشاعر الخطيئة، والذي صال وجال بأشعاره رغم اضطرابه نفسياً والسبب أُمٌه والتي شككته في نَسَبِه، فمرّة تقول له أخوالك من قبيلة كذا ومرات تقول إن أخواله من قبيلة ثانية وهكذا حتى خرج الشاعر العظيم مضطرباً نفسياً سبّبت عُقدة عاشت وكَبَرت معه وأثرّت على شخصيته ومع ذلك كانت نصوصه وقصائده من العجب العجاي جمالاً وتفرّداً رغم أن القليل منها أودعته السجن والقصة المعروفة التي بسسبها أخرجته ممّا كان فيه من ضيق: ماذا تَقولُ لِأَفراخٍ بِذي مَرَخٍ زُغْبَ الحَواصِلِ لا ماءٌ وَلا شَجَرُ أَلقَيتَ كاسِبَهُم في قَعرِ مُظلِمَةٍ فَاِغفِر عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ يا عُمَرُ أَنتَ الأَمينُ الَّذي مِن بَعدِ صاحِبِهِ أَلقَت إِلَيكَ مَقاليدَ النُّهى البَشَرُ لَم يوثِروكَ بِها إِذ قَدَّموكَ لَها لَكِن لِأَنفُسِهِم كانَت بِكَ الخِيَر الشاعر الآخر هو بشار بن برد ذلك المضطرب نفسياً فهو دميم خِلْقة، عاش يتيماً، فقيراً، مشكوك في نسبه أعربي أم مولى كما في قصته المشهورة حين قال له آخر لما سمع شِعْره وعرف أنه مولى: فقال ما للمولي وللشعر؟ وغضب وقال أبياتا في ذلك منها: أعاذل لا أنام علي اقتسار? ولا ألقي علي مولي ولا جار سأخبّر فاخر الأعراب عنّي? وعنه حين بارز للفخار أنا ابن الأکرمين أبّاً وأمّاً? تتنازعني المَرازب من طُخار? المهم عندي هنا هو شاعرية بشار واختياره لفن الهجو «الهجاء» وبرز فيه وتميّز لكن في المقابل له قصائد لها وقعها في النفس وباقية حكماً وأمثلة، وتسري بها الركبان منها على سبيل المثال: يا قَومِ أَذني لِبَعضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ وَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانا قالوا بِمَن لا تَرى تَهذي فَقُلتُ لَهُم الأُذنُ كَالعَينِ تُؤتي القَلبَ ما كانا هَل مِن دَواءٍ لِمَشغُوفٍ بِجارِيَةٍ يَلقَى بِلُقيانِها رَوحاً وَرَيحان. إذا بعد هذه النظرة في لمحة سعليّة متفحصة في اضطراب المبدع هل يخلق إبداعاً؟ ثبت من وجهة نظري إبداع الشاعرين الحطيئة وبشار بن برد محاولاً إثبات أنّ الكتابةَ علاجٌ وشفاء، انتماء للحرف وولاء للفكرة وليس هذا فحسب، بل ينطبع بداهةً للرسّام، والممثل وهكذا في شتّى الفنون، فكما للحرف متسعاً للحياة فكذلك الرسّام يرى بريشته منفذاً لبلوغ روحه، حتى الممثّل خصوصاً اللعبة المسرحية تساعد المرضى النفسيين شفاء وعافية، طول أمد وانفراج ألم بأمل الفنون والثقافة والفكر والأدب. سطر وفاصلة يقول الشاعر محمد خضر: أرتبُ قصيدة قديمة وجدتها مصادفة في جيب المعطف قصيدة تحكي عن حلم لايكتمل إلابك، عن أسئلةٍ شاخت ولم يعد بوسعها المشي بخفّة نحو الحياة عن موضع واحد لا يخلو من أسف وعن حنين نتوعدهُ بالمزيدِ من الثرثرة والأمنيات قصيدة لم تعد تشبهني الآن تقفز سطراً سطراً لتحيا في ديوان شاعر آخر بسلام ** ** - علي الزهراني (السعلي) https://www.al-jazirah.com/2022/20220121/cm22.htm
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|