خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء

العودة   ملتقى النخبة > ((((((بـــــــــــــــــــــــــــوابـــــــــــــــــــــــــة الملتقى))))) > سواليف كتاب الصحافة
.::||[ آخر المشاركات ]||::.
 

سواليف كتاب الصحافة مختارات مما ينشر في الصحف لبعض الكتاب من مواضيع مهمة ((مواضيع وليست اخبار صحفية))

إضافة رد
 
 
LinkBack أدوات الموضوع
  المشاركة رقم: 1  
قديم 20 / 02 / 2022, 38 : 08 PM
الصورة الرمزية SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : سواليف كتاب الصحافة
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,621 1.05 يوميا 394 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

الجدار الرابع

الجدار الرابع - منيف الضوِّي :
https://www.al-jazirah.com/2022/20220218/cm20.htm

ثمة جدار غير مرئي بين الممثلين على المسرح وبين الجمهور في القاعة، وهو ما يشير إليه مصطلح الجدار الرابع في فن المسرح، وهذا الجدار يُفترض أنه يحجب الرؤية للممثل؛ فلا يجب أن يرى الجمهور أثناء اندماجه في التمثيل، وفي تقمص الدور، وهو اتفاق غير معلن ولكنه متفق عليه بين الاثنين، ويستطيع الجمهور أن يروا كل شيء على المسرح من خلال هذا الجدار الرابع.

وفيما بعد ظهر مفهوم (كسر الجدار الرابع)، ويُقصد به خرق الاتفاقية الوهمية بين الممثلين والجمهور؛ فبعض الممثلين يدخل إلى خشبة المسرح من القاعة وليس من غرفة الكواليس كما هو متعارف عليه، وبعضهم يتحدث مباشرة مع الجمهور، وبعضهم يخرج عن النص ويذكر أن هذه مسرحية ليس إلا ويكون ذلك على سبيل الإضحاك وخلق أجواء تفاعلية مع جمهوره.

وثمة جدار رابع ـ مُتفق عليه أيضاً ـ بين الناس والناس؛ فالناس لا يحبون أن يَرى منهم الآخرون إلا الصورة المسرحية التي يرغبون في رؤيتها؛ والبيوت أسرار ـ كما يقولون ـ والناس عورات، ولكل إنسان ما يُخفيه.

وهذا الجدار الرابع يكون أيضاً بين الإنسان ونفسه ـ وهذا هو أصعبها على الإطلاق ـ، إذا يفشل الإنسان في التصالح مع نفسه، والتعايش مع طبيعته على حقيقتها؛ فهو لا يرى نفسه، أو لا يرغب أن يراها كذلك؛ وهذا يُفضي ـ بكل أسف ـ إلى الهرب من الذات عبر تغييب العقل مؤقتاً باستخدام المخدرات أو الكحول أو الانتحار ووضع حد لحياة تكشفت حُجُبها، وبانت حقيقتُها خلف هذا الجدار الوهمي.


ويُوجد ـ عادةً ـ بين الناس نقبٌ (فتحة) في الجدار الرابع بينهما، وبقدر اتساع هذا النقب تكون صراحة الإنسان ووضوحه وتصالحه مع من حوله، والناس أمام هذا النقب ينقسمون إلى قسمين؛ بعضهم يكشف سيرته الذاتية، بل ويلجأ كثير من الأدباء والعلماء إلى نشر يومياتهم وكتابة سيرتهم الشخصية وهم أحياء، وترتقي أهمية ما يكتبون بحسب صدقهم وصراحتهم وكشفهم المستور الذي يرغب الناس بمعرفته خلف الجُدر، وبعضهم لا شجاعة لديه فهو يوصي بنشر سيرته بعد وفاته؛ لأنه لا قِبَلَ له بنقد الجمهور للحقائق والمعلومات الشخصية الواردة في سيرته.

أعتقد جازماً أن أعظم الشخصيات في العالم هي التي استطاعت كسر هذا الجدار الرابع بينها وبين ذاتها أولاً، فهي ترى بوضوح مكنوناتها وقدراتها ومواهبها؛ فتحولت بمرور الوقت إلى شخصيات (كارزموية) مؤثرة، وتأثيرها بقي حتى بعد موتها؛ فالكاريزما لا تموت بموت صاحبها.

ويأتي في الدرجة الثانية الشخصيات التي حطمت هذا الجدار الرابع بينها وبين المجتمع؛ فهي شخصيات قدمت خدماتها لمجتمعها، وكانت على درجة عالية من الشفافية والصدق والوضوح مما جعل تأثيرها الإيجابي ملموساً وبارزاً.

حطموا ـ ما استطعتم إلى ذلك سبيلاً ـ هذا الجدار الرابع؛ ورغم أن الناس لا يحبون أن يروا الحقيقة عارية؛ فيعمدون إلى تغطيتها بثياب ساترة، ولكن لا عليكم؛ فمن أجل حياة إيجابية حطموا جدرانكم الوهمية بمعول الصدق، وتأكدوا أن بعض الهدم بناء.

** **

- منيف الضوِّي







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
Digg this Post!Add Post to del.icio.usBookmark Post in TechnoratiTweet this Post!
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
 
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الخيار المشروط SALMAN مقالات صحفية 2011-2019 0 18 / 05 / 2020 04 : 11 AM


الساعة الآن 54 : 02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir
ملتقى النخبة 2005