|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مذكرات زوجات المشاهير
مذكرات زوجات المشاهير - منيف الضوي :
https://www.al-jazirah.com/2022/20220304/cm28.htm لو قُدر لزوجتك أن تكتب مذاكراتها بعد وفاتك، ترى ماذا تتوقع أن تكتُب؟! هل سيتبادر إلى ذهنك مبدأ (يكفُرنَ العشير)؟ أم أنها ستركز على تضحياتها مع رجل أرهقها من أمرها عُسرا؟ بل ربما تكون منصفةً _لمَ لا_ وتتحدث عن منجزاتِك وخدماتِك لها وللبشرية، وتُعدّد مزاياك، وتُشير إلى عيوبك. أما الاحتمال الأخير فهو أنها تُنكر ذاتِها وتُذيب شخصيتها في كيانِ زوجها، وتُكرس مذكراتها له وكأنها لم تُكن شيئاً مذكوراً. ومن هذا النوع الأخير تبدو مذكران سوزان بريسو زوجه عميد الأدب العربي طه حسين، الذي صحبته مايُقارب ?? عاماً، كانت خلالها عينه التي يُبصر بها، ويده ولسانه وذائقته، وحينما صدر كتابها عن ذكرياتها مع زوجها أسمته «معك»، وهي إشارة واضحة لمضمونه الذي خصصته عن حياة زوجها وذكرياته ومعاركه الأدبية. أما زوجة الأديب الروسي العظيم دستويفسكي فقد كتبت في مقدمة مذكراتها التي صدرت بعنوان «مذكرات آنا غريغوريفنا، زوجة الكاتب فيدوردستويفسكي»، قائلة: لم أفكر يوماً في كتابة المذكرات؛ فأنا أفتقر للموهبة الأدبيَّة، وكنت طوال عمري مشغولة بإصدار مؤلفات الراحل زوجي، وتمضي قائلة: إلاّ أن صحتي تدهورت، وعهدت لآخرين بمتابعة طبع مؤلفاته، وتبرر سبب كتابة هذه المذكرات بأنها عاشت في وحدة مطبقة فقررت أن تملأ الفراغ بكتابة ما وجدته في يوميّاتها ويوميّات زوجها. كانت آنا هي الزوجة الثانية لدستويفسكي الذي فقد زوجته الأولى، و»آنا» تصغره بسنوات، وجاءت لتكتُب له رواية «القمار»، فأحبّت أديبها الذي شغفها إعجاباً قبل أن تراه، ورغم مرض عينه وديونه وتخلي الأصحاب عنه؛ إلّا أنها كرَّست حياتها له، وهذه مفارقة غريبة تُشبه إلى حد ما قصة حب طه حسين بزوجته التي كان يُملي عليها وكانت تقرأ له، وهذا ما حدث بين دستويفسكي وآنا. هل إعجاب الفتيات بالأدباء يصنع المعجزات التي تتجاوز الفقر وفارق السنون؟ وكانت «آنا» تُشير بوضوح إلى طيبة زوجها المُتناهية وإلى غيرته الشديدة عليها؛ حتى أنها بدت تُلاحظ تصرفاتها مع الغرباء حتى لا تُثير غضبه الذي سريعاً ما ينفجر كبركان، وبدت تحتمل حياةً قاسيةً مع رجل فقير مدمن قمار، يبكي على كل فلس يخسره، وكانت رحلتها معه رحلة حب وشفقة وتضحية؛ حيث فارق الحياة ويده في يدها. أما زوجة ليف تولستوي فقد كتبت عن حياة الشقاء مع زوجها، ولم تكن راضية عن ظلام عيش هذا الأديب الذي أنار الدنيا، بل إنها احتجَّت على بعض ما ورد في يوميّاته عنها، في الوقت الذي تصور نفسها ملاكاً تزوَّج شيطاناً. وجاء كتاب «أيامي مع جورج طرابيشي، اللحظة الآتية» للكاتبة هنرييت عبودي زوجة المفكر السوري الراحل جورج طرابيشي، في السياق ذاته، ولأن الكاتبة أديبة فقد أبدَعتْ بموضوعيَّة بسرد حياة زوجها الشخصية والمهنيَّة، وتناولت تفاصيل حياته بلسان المراقب، وكانت من النوع الذي أمسك القلم من المنتصف. وما كتبته فرنسو أزجيلو عشيقة بيكاسو لمدة ?? عاماً لا يختلف عن النسق ذاته الذي يصور الزوجة صابرة ومُضحيَّة بينما يُصور الزوج على أنه مشغول بما تراه تافهاً، وهذا التافة هو الأدب أو الفن الذي خلَّده التاريخ رغم أنف الزوجة غير المنصفة. ومبدأ الحياد والموضوعية غير وارد في كثير من مذكرات زوجات المشاهير باستثناء القلّة القليلة منهن، وهذه المذكرات في مجملها ينطبق عليها المثل المحلي «إمَّا سراجين أو ظلما». ** ** - منيف الضوي
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|