12 / 02 / 2006, 02 : 08 PM
|
ضيف عزيز
|
المنتدى :
اقلام صحفية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
06 / 05 / 2005 |
84 |
25 |
0.00 يوميا |
|
|
239 |
10 |
|
|
|
|
المشكلة في (كيف)!!
ليس ثمة ما يفيد إذا قال اب لابنه: (خلك مثل أخوك) أو (خلك مثل ولد عمك) أو (خلك رجال).. وكذلك الحال عندما تؤكد الأم على ابنتها أن تكون مثل فلانة من الناس التي ظهر تميزها، ولا يفيد طلابه ذلك المعلم الذي يقول لتلاميذه: (ضروري تكونون متميزين) ولا يفيد كلام المصلحين إذا أكثر فيه (ينبغي عليكم، ويجب، ولا بد) ولا يفيد كلام مدرب كرة القدم إذا قال فريقه قبل نزولهم الملعب: (شدوا حيلكم). هذه الجمل بهذه الصيغة، لا تفيد أحداً من الناحية العملية، ولا تحفز الأبناء ولا توضح الطريق.. لسبب بسيط جداً.. لأن كل واحد من هؤلاء: الآباء، الأمهات، المعلمين، المصلحين، لا يستطيع أن يجيب عن سؤال (كيف؟).. فلو سأل الابنُ أباه: كيف أصبح مثل أخوي المميز؟ لن يستطيع الأب الإجابة، ولو سألت البنتُ أمَها: (كيف) أصير مثل بنت عمي المتميزة في دروسها؟ فلن تستطيع الأم إعطاء إجابة كافية شافية، ولو سأل التلميذ معلمه (كيف) أُصبِحُ طالباً ممتازاً؟ لن يجيب المعلم بإجابة تتوافق مع ملامح شخصية هذا الطالب، وربما أعطاه إجابة عامة تصلح لجميع طلاب الكرة الأرضية، وكذلك مدرب كرة القدم لن يفيد فريقه بجملة (شدوا حيلكم) لأنها جملة لا تفصل في (كيف نشد حيلنا؟) فالمشكلة تكمن في (كيف) التي تواجهنا عندما نريد أن نصنع شاباً متميزاً أو فتاةً متميزةً، لأننا وبكل بساطة لا نعرف أن نعطيهم (الأدوات) و (الطريقة) و(المنهجية) التي بها يكونون متميزين، وهذا الخطأ ليس خطأً فردياً بقدر ماهو خطأ (ثقافي)، فالبيئة لدينا لم تتنبه إلى (الكيفية) التي يمكن أن نقدمها للآخرين غير الكلام والكلام والكلام.
رجاء العتيبي
|