إبتهالات : الأمل العظيم
********************
يا من أبدع لكل الخلق صنعته ..
وأخفى عن أعين الورى نور طلعته
تأبى النفس الا طمعا فى رحمته ..
فراحت تخشع وجلة لجلال عزته
القلب بحبه قد اشتعلت لوعته ..
فما زاد الروح شوقا الا لرؤيته

وصل كل الأحبة ينتهى بالممات ..
و وصلك أنت له ضياء غير منقطعات
نور السماوات يا من أشرقت لك الظلمات ..
و سبحت بحمد علاك كل الكائنات
عجز المنطق عن مناجاتك بالكلمات ..
فان يك دمى مدادا فأنى لى بالبينات

رب مناى رؤيا وجهك الكريم ..
و دون ذلك سيان عندى كالجحيم
حتى و ان قدرتنى بجنه الفردوس مقيم ..
فاننى أطمع بحضرتك المقام العظيم
سبيلى اليك هو صراطك المستقيم ..
فهل يقينى بك يقينى العذاب الأليم

أكرمتنى برؤيا المصطفى الهادى الآمين ..
و برويا من عندك رب العرش مكين
يا رب فأجمعنى بهما يوم الدين ..
و اكشف لى لى كل حجاب حصين
ثبت أللهم فؤادى بالهدى و اليقين ..
و اجعلنى يوم لقائك من أهل اليقين

عفوا الهى لعبدك الضعيف الفقير ..
اجترأ فخاطب ربه وهو العلى الكبير
ولم ينس يا مولاى قدره من القدير ..
و أنت به يا سيدى عليم خبير
ان كنت عبتدك فى عصيان أو تقصير ..
فأملى العظيم برحمتك منقطع النظير
فإنك يا مولاى تعفو عن كثير ..
و برحمتك تجبر القلب الكسير

العبد الطامع فيما عند مولاه / عز الدين محمود
____________

أشكرك أخي

على كل ماكتبت وجمعنا الله واياك وكل المسلمين

في جنان الفردوس


وثبتنا على الصراط المستقيم

أسجل أعجابي هنا

أيمن الردادي
الراسي

تعجز الكلمات ان تعبر عن الشوق لله

بارك الله فيك

وسيكون لى عودة باذن الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ عز الدين محمود السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...... وبعد :

أريد أن أكتب للقصيدة نقدا أدبيا في ضوء الإسلام ..... فهل القصيدة من إنشائك ؟ .......... أم هي منقولة ؟

أرجو الإجابة قبل أن أصيغ النقد لها

بسم الله

الأخ محمود

السلام عليكم ورحمة لله

لقد خشيت أن تتأخر علي بالرد فيضيع مني ما أردت من نقد هذه المقطوعة ، أو أنسى رابطها فلا أراها مرة أخرى .

لذلك فإليك بعض الملاحظات على هذه المقطوعة ، وأرجو أن تتقبلها بصدر رحب .

يسم الله الرحمن الرحيم

1 – إن هذه المقطوعة الأدبية نوع من النثر الذي يدل على أن قائله يحب الله ويطلب رحمته وليس فيها من الشعر شيء أبدا ،فلا وزن لها ، ولا يوجد تشابها بين أشطارها في المقاطع الصوتية ، وهذه التقفية التي تغلب عليها هي نوع من السجع فقط ، ويمكن تسميتها : ابتهالات ، أو : مناجاة .

2 – قولك : ( العشق الإلهي ) قول فيه محذور شرعي ، لأن العشق يدل على لزوم والتصاق ، ولذلك يقول العرب عن الأشياء المتداخلة بأنها معشقة ، فيقال للزجاج الملون المتداخل ( زجاج معشق ) وهذا لا يصح بين العبد وربه ، والأهم من هذا إن العلاقة بين العبد وربه لا تكون إلا ضمن الإطار الذي شرعه الله ، ووفق التسمية الواردة في الشرع ، ولم يرد في القرآن أو السنة شيء يسمى ( عشقا إلهيا) ، فلا يغرك ما ذكر عن المتصوفة في هذا الباب ، وليكن اسمها : ( ابتهالات محب لله ) .

يتبع

بسم الله الرحمن الرحيم

وهذه التتمة ... وبارك الله بك


يا من أبدع لكل خلق صنعته ..

العبارة توهم غير الذي تريد إظهاره .
لذلك كان عليك أن تقول : يا من أبدع في كل الخلق صنعته ..

وأخفى عن الورى نور طلعته

لو قلت ( العيون ) بدل كلمة ( الورى ) لكان أفضل .


فما زاد الروح شوقا الا لرؤيته

هل تقصد : أنك مشتاق فقط لرؤيته ولست مشتاقا لجنته و رحمته ورضاه .
وصل كل الأحبة ينتهى بالممات ..

و وصلك أنت له ضياء غير منقطعات

عبارة ركيكة جدا ، فلم تتم المقارنة التي تريد ، كما أنك جعلت الصفة ( منقطعات ) جمعا مؤنثا ، صفة ل ( الضياء ) وهو مفرد مذكر .


فان يك دمى مدادا فأنى لى البينات

ذكرت ( دمي ) في سياق كان يلزمك أن تذكر البحر ، ولو أردت بقاء كلمة ( دمي ) يلزمك أن تقول : ( فأنى لي مزيد التضحيات ) أو تقول ( فإني إذا قليل التضحيات )

رب مناى رؤيا وجهك الكريم ..

و دون ذلك سيان عندى كالجحيم

حتى و ان قدرتنى بجنه الفردوس مقيم ..

هذا كلام يتوافق مع ما نسب إلى بعض المتصوفة الذين خالفوا السنة ، وهو متناقض مع قولك : (فهل يقينى بك يقينى العذاب الأليم )


أكرمتنى برؤيا المصطفى الهادى الآمين ..

في هذا الكلام تخبر أنك رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في منامك وهذا نوع من العجب يحبط العمل و يتنافى مع ما قدمت من ابتهال .

و برويا من عندك رب العرش مكين

يا رب فأجمعنى بهما يوم الدين ..

كلام غير واضح ، ما الذي رأيته في المنام وتريد أن يجمعك الله به؟

و اكشف لى لى الحجاب الحصين .

هذا طلب ربما تقصد به درجة من التصوف تأمل أن تصل إليها ، أي حجاب تريد أن يرفعه الله .


ان كنت عبدك بعصيان و تقصير ..

كلمة ( عبدك ) هنا موقعها سيء جدا ولعلك تقصد ( عبدتك ) فهو اللائق هنا .

أملى العظيم برحمتك منقطع النظير

من الذي أخبرك أنه منقطع النظير ؟