10 / 08 / 2006, 45 : 11 PM
|
ضيف
|
المنتدى :
الثقافة الاسلامية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
01 / 08 / 2006 |
2248 |
3 |
0.00 يوميا |
|
|
223 |
10 |
|
|
|
|
الله يدافع عن نفسه في كتابه العزيز
بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله
والصلاة على محمد الأمين وعلى آله الميامين والتسليم لله رب العالمين
الله يدافع عن نفسه بكتابه العزيز
إن الفائدة الأولى والكبرى والأساس من كتاب الله هي في التعرف الى صفات الله سبحانه لأنه سبحانه لما أرسل الرسل مدافعين عنه لم يكتف بهم بل أنزل معهم كتبه لتكون دفاعاً مباشراً عن نفسه وتعريفاً منه سبحانه لنفسه .. وكان كتاب الله الحكيم الذي أنزل على خاتم الأنبياء محمد (ص) هو الكتاب الأكمل والأتم بوصف عظمة الله وحقيقة صفاته وغاياته ، فهو سبحانه إستخدم كثير من الحوادث الماضية ليعرضها لنا في كتابه كي تكون دليلاً الى معرفته سبحانه فعندما نقف أمام كتاب الله ونقرأه لا نحتاج الى مفسرين لأن القصص الواردة تكفي لتوصل النتيجة بمدى عظمة الله سبحانه ، فقصة يوسف مثلاً يقول لنا الله فيها أنظروا كم أنا قوي ومحيط فبعد كل ما حدث لهذا الولي الصالح من مصائب الدنيا ومن فتن ومؤامرات فقد وصلت به الى الغاية التي أردتها ، فبقصة يوسف لا نتعرف الى يوسف والى سيرة حياته بل نتعرف الى مدى عظمة الله وقدرته وإحاطته ونعرف أنه سبحانه بالغ أمره مهما كان كيد الماكرين ، فإذا قرأنا قصة يوسف ودخلنا في كل الجزئيات والتفاصيل وإسترشدنا بكل المفسرين ليشرحوها لنا ثم لم نخرج بالنتيجة الأولى البسيطة وهي أن الله بالغ أمره فنحن لم نحصل على الثمرة الحقيقية لأننا نكون قد عرفنا كل شيء عن يوسف وإخوته وعن زليخة وعن العزيز ، لكننا لم نعرف ما هو أهم ، لم نعرف أن الله سبحانه يقول لنا وببساطة إني أنا المحيط المهيمن وإني أنا القوي المدبر .. وهكذا عندما نقرأ سورة تتكلم لنا عن أنبياء ورسل أنجاهم الله هم والذين آمنوا معهم فماذا نصل الى نتيجة سوى أن الله يقول لنا وبشكلٍ عملي إني لم أتخلى عن الذين يدافعون عني ويؤمنون بعظمتي وسلطاني ، وهكذا نتعرف الى الله ربنا .. وعندما يقول لنا سبحانه ألم ترَ كيف فعل ربك بأصحاب الفيل فهو يقول إنتبهوا ألم تشاهدوا كيف دافعت عن بيتي ولم أحتج الى أحد ولم تكن قوة وجبروت أصحاب الفيل إلا في تباب ، وهو يقول لنا بذلك سبحانه إذا جاء أي أصحاب فيل يريدون المساس ببيتي وديني وأوليائي فإني قادرٌ على تدميرهم ..
بهذه الطريقة من القراءة البسيطة لكتاب الله يصبح كل مؤمن قادراً على أن يتعرف على الله وعلى صفاته الحقة من غير حاجة الى أباطرة اللغة ومن غير حاجة الى تعقيدات المفسرين الذين يتصورون أنهم يبسطون الأمور وفي الحقيقة أنهم يعقدونها .. ففي كتاب الله آيات بينات بمعنى أن أبسط الناس قادر على الإستفادة منها والوصول بالنتيجة المطلوبة لمجرد القراءة الأولى أو الإستماع بتفكر وبخشوع وبإنصات ، فالله سبحانه جعل كتابه الوسيلة الأسهل في التعرف إليه لكن الناس إتخذوا هذا الكتاب مهجورا ولم يتخذوه للقيام بثورة للدفاع عن الله سبحانه .. فإننا يجب أن نفهم أن الغاية الأولى في كتاب الله هي أن نتعرف الى الله وهي غاية يستطيع كل مؤمن مهما كان بسيطاً أن يصل إليها من خلال كتاب الله ، ويجب أن نفهم أن كتاب الله أنزل الى الأرض ليُدافع عن الله وعن صفاته الحقة وليؤسس نهج الثورة الدائمة للدفاع عنه سبحانه .. يعرفنا بعظمته سبحانه ويؤكد لنا تدخله سبحانه ويكشف لنا سُنته سبحانه ، ويجعلنا نثق بهيمنته وسلطانه .. ويعرفنا بأن ربنا لا يحب الظالمين وأنه سبحانه يحب الصابرين وأنه سبحانه ينجي المؤمنين وأنه سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض وهو القوي المهيمن الذي يهزم الكافرين ويمكر بهم ولا يتخلى أبداً عن أولياءه .
والحمد لله رب العالمين
|