|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
هكذا يفعل الإيمان
هكذا يفعل الإيمان
عن محمد بن حسن البرجلانى عن جعفر بن معاذ قال : أخبرنى أحمد بن سعيد العابد عن أبيه قال : كان عندنا فى الكوفة شاب يتعبد ملازماً المسجد الجامع لا يكاد يخلو منه ، وكان حسن الوجه ، حسن القامة ، حسن السمات فنظرت إليه امرأة ذات جمال وعقل فشغفت به وطال ذلك عليها . فلما كان ذات يوم وقفت له على طريقه وهو يريد المسجد ، فقالت له : يا فتى اسمع منى كلمات أكلمك بها ثم افعل ما شئت ، فمضى ولم يكلمها ، ثم وقفت له بعد ذلك على طريقه وهو يريد منزله ، فقالت له : يا فتى اسمع منى كلمات أكلمك بها . فأطرق فقال لها : هذا موقف تهمة وأنا أكره أن أكون للتهمة موضعاً ، فقالت له : والله ما وقفت موقفى هذا جهالة منى بأمرك ، ولكن معاذ الله أن يتشوف العباد إلى مثل هذا منى ، والذى حملنى على أن لقيتك فى هذا الأمر بنفسى معرفتك أن القليل من هذا عند الناس كثير ، وأنتم معاشر العباد فى مثال القوارير أدنى شىء يعيبه ، وجملة ما أكلمك به أن جوارحى كلها مشغولة بك ، فالله الله فى أمرى وأمرك . قال : فمضى الشاب إلى منزله ، فأراد أن يصلى فلم يعقل كيف يصلى ، فأخرج قرطاساً وكتب كتاباً ثم خرج من منزله ، فإذا بالمرأة واقفة فى موضعها ، فألقى إليها الكتاب ورجع إلى منزله ، وكان فى الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم اعلمى أيتها المرأة أن الله تبارك وتعالى إذا عُصِى حَلم ، فإذا عاود العبد المعصية ستر، فإذا لبس لها ملابسها غضب الله لنفسة غضبة تضيق منها السماوات والأرض والجبال والشجر والدواب ، فمن ذا الذى يطيق غضبه ؟ فإذا كان ما ذكرتِ باطلاً فإنى أذكرك ( يوم تكون السماء كالمُهل ، وتكون الجبال كالعهن ) وتجثو الأمم لصولة الجبار العظيم وإنى والله قد ضعفت عن إصلاح نفسى فكيف بصلاح غيرى ؟ وإن كان ما ذكرتِ حقاً فإنى أدلك على طبيب هذا وولى الكلوم الممرضة والأوجاع المرمضة ، ذلك رب العالمين ، فاقصديه على صدق المسألة ، فإنى متشاغل عنكِ بقوله عز وجل ( وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ، يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور والله يقضى بالحق ) فأين المهرب من هذه الآية ؟ ثم جاءت بعد ذلك بأيام فوقفت على طريقه ، فلما رآها من بعيد ، أراد الرجوع إلى منزله لئلا يراها ، فقالت : يا فتى لا ترجع ، فلا كان الملتقى بعد هذا أبداً إلا بين يدى الله عز وجل ، وبكت بكاءً كثيراً ، ثم قالت : اسأل الله عز وجل الذى بيده مفاتيح قلبك أن يسهل ما قد عسر من أمرك ، ثم تبعته فقالت : امنن علىَّ بموعظة أحملها عنك ، وأوصنى بوصية أعمل عليها ، فقال لها الفتى : أوصيكِ بحفظ نفسك من نفسك ، وأذكرك قول الله عز وجل ( وهو الذى يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ) قال : فأطرقت وبكت بكاء أشد من بكائها الأول ، ثم أفاقت فقالت : والله ما حملت أنثى ولا وضعت أنثى كمثلك فى أحيائى ، وذكرت أبياتاً آخرها لا ألبسن لهذا الأمر مدرعة ولا ركنت إلى لذات دنيايا ثم لزمت بيتها فأخذت بالعبادة ، قال : فكانت إذا أجهدها الأمر تدعو بكتابه فتضعه على عينها ، فيقال لها : وهل يغنى هذا شيئاً ؟ فتقول : وهل لى دواء غيره ؟ وكانت إذا جن عليها الليل قامت إلى محرابها فإذا خلت قالت وانظر إلى خلتى يا مشتكى حزنى بنظرة منك تجلو كل أحزانى فلم تزل على ذلك حتى ماتت كمداً ، وكان الفتى يذكرها بعد موتها ثم يبكى عليها ، فيقال له : مِم بكاؤك وأنت قد آيستها ؟ فيقول : إنى ذقت طعمها منى فى أول أمرها ، وجعلت قطعها ذخيرة لى عند الله عز وجل وإنى لأستحى من الله عز وجل أن أسترد ذخيرة ذخرتها عنده
|
المشاركة رقم: 2
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: هكذا يفعل الإيمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا اخي يحي
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|