انثر على مسمعي دُراً لتخبرني
عن قصة حدثت في سالفِ الزمنِ
هي جميلةٌ ، سطر التاريخ لها مجداً عظيماً ... وبنى لها المجدُ صرحاً كريماً ... واصطفَّت إلى جوار النجومِ دهراً رقيماً ... فارتفعت إلى ذُرى العزِ و الكرمِ ... و سمت في فضاءِ الحُسن و القيمِ ...
مدخل قصر الحمراء بغرناطة
غرناطةٌ سُرةُ الأرضِ التي قُتلت
فلم تجد غير قلبِ المجدِ من كفنِ
هي سُرةُ الأرضِ و رحيقُ زهرها ... و درةُ الأكوانِ و جميل نحرها ... قد ازدانت بروائع النُدرةِ ... و ارتفعت إلى صوائبِ الفكرةِ ... فلها من فنون الجمال ضُروب .. و من اساطير الخيالِ قصصاً و دروب .. فهي حقاً صفوةُ الصفوة .. و البعدُ عنها في الهوى شقوة.
مغانٍ و ديار ... ظلالٌ و أنهار .. قصورٌ و ورودٌ و أشجار
كريمةٌ غالها الأعداءُ إذا كرُمت
وليس عدل قياسُ اللؤمِ بالكرمِ
تلكمُ التى روى التارخُ عنها أروع القصصِ .. و ترنمً الزمانُ بها فما وفاها بل انتقص .. حسناء غرها حُسن الحياةِ و جمال مظهرها .. و جميلة ارتمت في حضنِ قاتلها .. و حدقت بها ريبُ الزمان فما درت عنها .. حسناء ما ألقت بالاً لِما حلَّ بدارها من صُروفِ الزمان و دول الأيام ... فغادتها تلك الحَية .. و تكالب عليها من الزمان غيّة ... فما أبقوا لها من ملجأ أو مهرب ... و ما تركوا لها على عُبابِ الموج مركب ... فالتقمها من اليمِ أردأهُ ... و أغرقها من ظليلِ الموج أسوأه ... فدفعوا بها إلى قلبٍ ثلاثي الظُلم .. فما عادت على الحياةِ قادرة .. و لم تجد للنجاة ثمة بادرة .. أو مركباً أو باخرة.
في قلب الجامع الكبير أقيمت كاتدرائيتان بعد سقوط قرطبة في أيدي ملوك الأسبان
فارتعدت و ارتجفت .. ثم بكت و انتحبت .. فما وجدت لنحيبها جدوى و لا في قلب حبيبها رجوى .. ثم صرخت و نادت .. فما كان لصوتها من مُجيب و لا مأوى .. فقتلتها ظُلمة اليم بعد أن حَكمت عليها محكمة الزمان بالرحيل و الهلاك ... وسيء الأخلاق.
أحكي لكم قصة الأمجاد حين هوت
و استبدلت قيع الوديان بالقمم
فإن تراءت على الحمراء ألوية
حمراء أو لونت أنوارها بدمي
قإن غرناطة الأبطال قد سكتت
و ناب منظرها الدامي عن الكلم
من أعمدة قصر الحمراء
نفديـك بالأنفس يــا أرض أندلـسِ
يا منبع النور هـ ل لديـكِ من قبـسِ
فأنت أنت الأمـل في ظُـلمةِ الغـلسِ
و هنا توقف قلمي عن الصرير ... فاستنشدته أن يكتب فمازال في قلبي الكثير ... لكنه أبى إلا أن يصمت .. و التزم الصمت و الأنين..
غرناطة
طليطلة