23 / 12 / 2006, 10 : 09 PM
|
|
مؤسس الموقع
|
المنتدى :
الركن الخامس |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
الدولة |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
14 / 03 / 2005 |
1 |
المكتبة |
7,618 |
1.06 يوميا |
|
|
393 |
10 |
|
|
|
|
الحج موسم الكون
موسم ديني عظيم لم ينقطع منذ مئات السنين، قام به آدم - عليه السلام - وأدَّاه الأنبياء والمرسلون، وحينما أقام إبراهيم قواعد البيت في موقعه الأصلي وبنى الكعبة بمساعدة ابنه إسماعيل، فإنما نفَّذ بذلك أمر الله الذي أراد أن يعيد لهذا البيت مكانته إلى أن تقوم الساعة.
بيت مقصود من المؤمنين بربهم المسلمين له على مرِّ العصور، بيت محرَّم مكرَّم، حرَّمه الله وكرَّمه، ورفع مقامه وجعله مثابةً للناس وأمنا، موسم مبارك يشهده هذا البيت الحرام، وما حوله من المشاعر المباركة، موسم سنوي تجتمع فيه وفود الحجيج من كل فجٍ عميق لأداء فريضة إسلامية وركنٍ مهمٍّ من أركان الدين، موسم يسعى إليه الناس بقلوب مفعمة بالشوق، ونفوس توَّاقة إلى الأجر والمغفرة والرحمة، لا يجبرهم عليه أحد، ولا تسوقهم إليه قوَّة بشرية، وإنما تسوقهم قوَّة الإيمان بالله الذي شرع الحج وحثَّ عليه، وأمر عبده إبراهيم - عليه السلام - أن يؤذِّن به في الناس من أعلى جبل أبي قبيس أذاناً أسمعه الله كلَّ من كان على وجه الأرض.
إنه موسم الكون حقاً، شهدتْه أفواج من البشر على مرِّ العصور في أزمانٍ مختلفة من حيث الوسائل والأوضاع الأمنية والسياسية، ومنها أزمانٌ كانت فيها معاناة الحجيج صعبةً بسبب ما يتعرضون له من مَشاقِّ الرحلة، ووعورة الطرق، وتقلُّب الأجواء، واعتداءات اللصوص وقطَّاع الطرق، وقراصنة البحار، وفي كتب الرَّحلات من صور معاناة الحجيج ما يثير الدَّهشة، ويجعلنا نحمد الله على ما يسَّر لعباده في هذا العصر من الوسائل التي لم يكن يحلم بها أحدٌ قبل تيسيرها.. لقد كانت القوافل تسلك طرقاً متعدِّدة إلى هذه البقاع الطاهرة، فقد كانت القافلة الشامية تسلك الطريق التجاري القديم من دمشق أو الاستانة مخترقة ما وراء نهر الأردن، مارةً بمعان ثم مدائن صالح وصولاً إلى المدينة المنورة، ومنها إلى مكة المكرمة، وتعد القافلة الشامية أكبر القوافل حيث كان يصل عدد أفرادها إلى ستة آلاف شخص، كما هو شأن القافلة الشامية التي ذهبت إلى الحج 1296هـ حسب ما ذكرته دائرة المعارف الإسلامية، وكان معها (المحمل)، وكانت (الخانات) أو (المعاقل) تقام على امتداد طريق القوافل لتوفير الغذاء والماء والراحة للحجاج، وكانت الرحلة من الشام إلى المدينة تستغرق ثلاثين يوماً.
وكانت القافلة المصرية تنطلق بمحملها ومعها الكسوة الجديدة للكعبة خارجة من القاهرة في الأسبوع الأخير من شوال وتصل إلى مكة بعد سبعة وثلاثين يوماً من العناء والتعب سالكة الطريق المحاذي للساحل، أما القافلة التي تخرج من العراق فكانت تخترق جزيرة العرب في رحلةٍ مشحونة بالتعب والمعاناة، وكذلك جميع القوافل القادمة من اليمن ومن إفريقيا وغيرها من البلدان التي يحج منها المسلمون إلى بيت الله الحرام، وقد أشار بن جبير وغيره من الرحَّالة إلى صور عجيبة من المعاناة التي كان من أصعبها على الحجاج اعتراض قطاع الطرق واللصوص والاعتداء على أموالهم وعلى نفوسهم أحياناً.
ومن طرائف أعداد الحجاج، أن أحد من كتبوا عن تاريخ الحج قد أشار إلى العدد الكبير غير المتوقع لحجاج عام 1814م الذي بلغ حوالي مائة وعشرة آلاف حاج مشيراً إلى أنه عدد قياسي إذا قيس بغيره من السنوات السابقة، يا ترى لو حضر ذلك المؤرخ موسم هذا العام الذي يتوقع أن يزيد عدد الحجاج فيه على مليونين، ماذا سيقول إذن؟.
ولعل من أهم ما يميِّز موسم الحج المبارك منذ توحيد الملك عبد العزيز - رحمه الله - لهذه البلاد، هو الأمن، والخدمات التي تتطور عاماً بعد عام بصورة تؤكد الدراسات الموضوعية أنها فريدة في تطورها وسعتها وشمولها، فحمداً لله الذي هيَّأ لبلادنا أن تكون صاحبة هذا الشرف العظيم في خدمة حجاج بيت الله، وزادها الله أمناً واستقراراً
منقووووووووووووووووووول
توقيع : SALMAN |
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر
الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد
حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@ |
|