شاع في دمشق وغيرها انتشار التزيينات الكهربائية في شهر المولد النبوي وليالي رمضان وغيرها على شرفات البيوت تقليدا للنصارى في احتفالهم بأعيادهم وذلك بعد شيوع هذه الظاهرة في عديد من المساجدكمسجد زيد بن ثابت رضي الله عنه وغيره،حيث يوضع العديد من حبال المصابيح الكهربائية المتوهجة من أعلى المئذنة إلى الأسفل ، فما حكم ذلك ؟ وهل إقرار بعض أهل العلم له يجعله مشروعا؟
حكم تنوير المآذن والشرفات في ليال معينة كليالي رمضان والمولد ونصف شعبان وغيرها
ألف الناس هذا العمل حتى حسب أمرا مشروعا ، وهذا هو وجه الخطر فيه وفي غيره من البدع الملصقة بالدين، وإن فقهاء الملةقد أولوه اهتمامهم وأنكروه على فاعليه قديما وحديثا من حيث إنه بدعة سيئة فيها متابعة للمجوس المولعين بالنار الموقدة والنور الساطع ، ومتابعة للنصارى في تزيينهم لأعيادهم المختلفة في عصرنا..
وهو من وجه آخر إتلاف للمال في غير جدوى ، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال،وإن كان من ريع وقف المسجد كان المتولي مؤاخذا شرعا بهذا التصرف السيء . لأن الغاية من الوقف إحياء الشعائر الإسلامية وإقامتها فيه ، وهذه التنويرات ليست منها
في شىء .وإن كانت من غير مال الوقف بل من بيت المال أو من مؤسسة الكهرباء في زماننا كان عدوانا على الحق العام والإسلام يؤاخذ به أكثر من مؤاخذته بالحق الخاص .
وإليك أيها القارىء نصوص العلماء والفقهاء في إنكار هذا السوء من العمل :
1-قال العلامة الفقيه ابن عابدين في أواخر الجزء الثاني من تنقيح الفتاوى الحامدية ناقلا عن الإمام النووي رحمه الله : فائدة : من البدع المنكرة ما يفعل في كثير من البلاد من إيقاد القناديل الكثيرة العظيمة السرف في ليال معروفة من السنة كليلة النصف من شعبان يحصل بذلك مفاسد كثيرة منها مضاهاة المجوس في الاعتناء بالنار في الاكثار منها ، ومنها إضاعة المال في غير وجهه، ومنها مايترتب على ذلك من المفاسد من اجتماع الصبيان وأهل البطالة ولعبهم ورفع أصواتهم وامتهانهم المساجد وانتهاك حرمتها . من شرح المهذب للنووي رحمه الله .
ثم قال ابن عابدين :وصرح أئمتنا الأعلام رضي الله عنهم أنه لايجوز أن يزاد على سراج المسجد سواء كان في رمضان أو غيره لأن فيه إسرافا . كما في الذخيرة وغيرها . انتهى كلام ابن عابدين .
2- قال الشيخ الإمام شهاب الدين المعروف بأبي شامة الشافعي رحمه الله في كتابه الباعث على إنكار البدع والحوادث : ومما أحدثه المبتدعون وخرجوا به عما رسمه المتشرعون ، وجروا فيه على سنن المجوس واتخذوا دينهم لهوا ولعبا الوقيد ليلة النصف من شعبان، ولم يصح فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شىء ولا نطق بالصلاة فيها والإيقاد ، وما أحدثه المتلاعب بالشريعة المحمدية راغب في دين المجوسية لأن النار معبودهم وأول ما حدث ذلك في زمن البرامكة فأدخلوا في دين الإسلام ما يموهون به على الطغام وهو جعلهم الإيقاد في شعبان كأنه من سنن الإيمان ، ومقصودهم عبادة النيران ، وإقامة دينهم وهو أخسر الأديان ، حتى إذا صلى المسلمون وركعوا وسجدوا كان ذلك إلى النار التي أوقدوا ، ومضت على ذلك سنون وأعصار تبعت بغداد سائر الأمصار ، هذا مع ما يجتمع في تلك الليلة من الرجال والنساء واختلاطهم ، فالواجب على السلطان منعهم وعلى العالم ردعهم .
3-وقال الإمام ابو عبد الله العبدري الشهير بابن الحاج رحمه الله في كتابه المدخل : ألا ترى إلى مافعلوه
من زيادة الوقود الخارج الخارق حتى لا يبقى في الجامع قنديل ولا شيء مما يوقد إلا أوقدوه ، حتى إنهم جعلوا الحبال في الأعمدة والشرفات وعلقوا فيها القناديل وأوقدوها، وقد تقدم التعليل الذي لأجله كره العلماء رحمهم الله تعالى التمسح بالمصحف والمنبر و الجدران إلى غير ذلك ، إذ إن ذلك كله كان السبب في ابتداء عبادة الأصنام . وزيادة الوقود فيه تشبه بعبدة النار في الظاهر ، وإن لم يعتقدوا ذلك ،لأن عبدة النار يوقدونها حتى إذا كانت في قوتها وشعشعتها اجتمعوا إليها بغية عبادتها .

وقد حث الشارع صلوات الله عليه على ترك تشبه المسلمين بفعل أهل الأديان الباطلة حتى في زيهم المختص بهم . انتهى ملخصا من : ردود على أباطيل للعلامة المجاهد الشيخ محمد الحامد رحمه الله القسم الثاني ص /157 /وبه يعلم حكم ما شاع في هذا العصر من حبال الزينة الكهربائية التي توضع على المآذن وفي شرفات البيوت في أيام مخصوصة من العام . ولا عبرة بالعمل بهذا الأمر في بعض المساجد التي يشرف عليها بعض العلماء والشيوخ كمسجد زيد بن ثابت وغيره في دمشق لأن الشريعة حجة على العلماء وليس عمل العلماء حجة على الشريعة ، بل هذا ما يزيد في شناعة هذه البدعة وعظم المصيبة فيهالاغترار العامة بسكوت العلماء
وصدق من قال :
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة أو كنت تدري فالمصيبة أعظم

لا حول ولا قوة الا بالله

والله يهدي صار التقليد بكل شيء اعمى

يزاج الله خيراً

لاحول ولا قوة الا بالله الله يرحمنا برحمته

الف شكر لك على هذه الفتوى