عادة تنتقل الامراض المعدية من شخص مريض الى شخص سليم بطرق لا إرادية حيث إن العدوى تنتقل

عن طريق التنفس أو الملامسة غير المقصودة، لذا سعت الهيئات الصحية إلى عمل لقاحات عديدة منها

ما هو إجباري ومنها ما هو اختياري للحد من انتشار كثير من الأمراض المعدية. وكثيرا ما يسألني

الكثيرون عما إذا كانت هناك أمصال أو طرق للوقاية من الأمراض التناسلية وكان الجواب بأنه لا توجد

وقاية لمرض يسعى من أجله الإنسان ويطلب الحصول عليه عن طريق ممارسة جنسية غير شرعية

وغير سليمة، وليس هناك طريق للوقاية الا وجود الوازع الديني الذي يمنع الشخص من ممارسة مثل هذا الخطأ.

ومعظم الأمراض التناسلية لها عواقب خطيرة إذا لم يتم تشخيصها ومعالجتها في وقت مبكر، وغالبية هذه


الأمراض لها أعراض وظواهر يسهل بها تشخيصها.

وفيما يلي نعرض لأهم الأمراض التناسلية:



1-الزهري


وهو من أقدم الامراض التناسلية اكتشافا، وكان كذلك من أكثرها انتشارا، وإن كانت الاصابة به قد قلت إلى

حد ما في الفترة الأخيرة نتيجة سهولة علاجه بعقار البنسلين.

وتنتج الإصابة بمرض الزهري نتيجة دخول بكتيريا ذات شكل حلزوني إلى الجسم عن طريق الاتصال

الجنسي أو عن طريق نقل الدم (يتم فحص أي دم من المتبرع للتأكد من خلوه من ميكروب الزهري

كذلك فيروس الكبد الوبائي والايدز) وهذا الميكروب ضعيف ولا يتحمل الهواء والماء والصابون

ولا يقوى أن يعيش خارج الجسم لذا فهذا المرض لا ينتقل بالملامسة العابرة أو عن طريق المناشف

في الحمامات العامة.

أعراض الإصابة بالزهري



للزهري ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: عبارة عن قرحة صلبة غير مؤلمة على الأعضاء التناسلية أو فتحة الشرج أو اللسان.

وتظهر بعد الاتصال الجنسي بحوالي 15-60 يومًا. المرحلة الثانية: وتظهر على هيئة تورم في الغدد الليمفاوية

وظهور طفح جلدي على الجسم، وكذلك تقرحات على الشفاه وأورام تشبه الثآليل على الأعضاء التناسلية

وفتحة الشرج وتبدأ بعد 6 أشهر من الإصابة.

المرحلة الثالثة: وقد تظهر بعد عدة سنوات وتؤثر على الجهاز العصبي أو الدوري أو الجلد وقد تؤدي

إلى الوفاة إذا لم يتم العلاج.



العلاج

يعالج الزهري بحقن البنسلين حيث يعطي نتائج رائعة في العلاج، ويتابع المريض بعمل تحاليل معينة ليتم

التأكد من خلو المريض من الإصابة.



2- السيلان

وهو التهاب جرثومي تناسلي تسببه نوع من البكتيريا العنقودية وينتقل عن طريق الاتصال الجنسي وربما

الجرثومة تعيش خارج الجسم إلا أن العدوى نادراً جداً ما تتنتقل عن طريق الحمامات والمناشف.

وتظهر أعراض المرض بعد فترة حضانة تتراوح من 3-7 أيام وهي كالتالي:

- التهاب شديد في مجرى البول واحساس بحرقان عند التبول.

- خروج إفراز صديدي كثيف من مجرى البول على مدار اليوم ويكثر في الصباح.

- أحيانا تورم الغدد الليمفاوية الأربية.

-إذا لم يتم التشخيص والعلاج المبكر يمتد الالتهاب ليصيب القناة المنوية والبروستاتا وقد يؤدي المرض

إلى العقم.

ويتم التشخيص للمرض بأخذ عينة من الإفراز وفحصها ميكروسكوبيا حيث يسهل اكتشاف الجرثومة

المسببة للمرض.



العلاج

ويعالج السيلان بإعطاء المريض أنواع معينة من المضادات الحيوية ثم يعاد فحص أي افرازات بعد اسبوع

للتأكد من خلو العينة من جرثومة السيلان.



3- التهاب مجرى البول غير المحدد

وهي مجموعة من الميكروبات التي تسبب التهاب مجرى البول وخروج إفرازات قليلة من مجرى البول مع التهاب

وحرقان أثناء خروج البول ولكن لا يوجد ميكروب السيلان في التحليل ولكن توجد مجموعة أخرى من ا

لميكروبات مثل الكلاميديا.

وهذه المجموعة من التهابات مجرى البول تحدث أيضاً نتيحة الاتصال الجنسي وتكون بداية الأعراض بعد

فترة حضانة أطول من السيلان وتعالج بمضادات حيوية معينة.



4- الهربس التناسلي

لقد أصبح الهربس التناسلي الأكثر انتشاراً في الوقت الحالي بعد تراجع نسبة الإصابة بالزهري والسيلان،

وتنتقل العدوى عن طريق الاتصال الجنسي، ويسبب المرض الإصابة بفيروس الهربس النوع الثاني، ولو أنه

لوحظ حديثاً أن بعض الإصابات قد يسببها فيروس الهربس النوع الأول الذي يصيب منطقة الفم والأنف،

وعادة تكون الإصابه بالهربس التناسلي في منطقة الأعضاء التناسلية (القضيب والأعضاء التناسلية للمرأة وكذلك عنق الرحم).

الأعراض


وتبدأ الأعراض على هيئة حكة أو حرقان بالجلد يتبعها ظهور بثور مائية صغيرة في مجموعات على الجلد

مع احمرار في الجلد في المنطقة المصابة وسرعان ما تزول البثور تاركة تقرحات سطحية على سطح الجلد

وتتكرر الإصابة بصفة دورية حسب مناعة الجسم للفيروس فربما تظهر الإصابة في فترات متقاربة أو متباعدة

وربما يكمن الفيروس في الخلايا العصبية لمدة سنوات، ويظهر من جديد ويعاود الظهور من فترة لأخرى.

وعادة ما يتم تشخيص المرض إكلينيكيا في العيادة وكذلك يتم التأكد من وجود الفيروس بالطرق المخبرية.

وينصح بعدم ممارسة الجنس أثناء ظهور الأعراض أو استخدام واق أثناء الممارسة الجنسية.


العلاج

ويتم العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات، وهو يستخدم بجرعة معينة أثناء الإصابة، كذلك إذا كانت الإصابة

متكررة وعلى فترات متقاربة، يتم تعاطي هذه الأدوية بصورة وقائية وذلك لعدم تكرار الإصابة. أما بالنسبة

للمرأة المصابة بهذا المرض، فلا مانع من الحمل ولكن يجب المتابعة الجيدة خاصة عند قرب الولادة حتى لا تكون

هناك إصابة ظاهرة أثناء تلك الفترة، والإصابة بالهربس التناسلي يعد من الأمراض المزمنة جدا التي يصعب التخلص

منها؛ لذا فالوقاية خير من العلاج والتحرز من الإصابة بعدم ممارسة الاتصال الجنسي غير المشروع أمر مطلوب بشدة.


5-الإيدز

هذه الكلمة اختصار لمرض نقص المناعة المكتسب، وهو يعتبر آخر الامراض التناسلية المكتشفة، حيث اكتشف في أوائل

الثمانينيات في الولايات المتحدة وأول ما اكتشف في المثليين (ذوي العلاقة الجنسية الشاذة)، وهذا الفيروس يؤثر على

الكريات البيضاء في الدم؛ ما يؤدي إلى قتلها وبالتالي يكون الجسم عرضة لكثير من الامراض التي تؤدي في النهاية

إلى موت المصاب.


وينتقل الإيدز عن طريق


1- اللواط.

2- الاتصالات الجنسية المتعددة غير الشرعية.

3- متعاطو المخدرات حيث يتم استعمال حقن ملوثة.

4- نقل الدم (وكما سبق وذكرنا لا بد من فحص أي دم قبل التبرع به)

5- الأطفال المولودين لامهات مصابات بالفيروس.

ويجب أن نعلم أن الإيدز لا ينتقل بالملامسة العادية ولا بالمشاركة في الحمامات ودورات المياه، وعلاوة على أن الإيدز

يسبب نقصًا في المناعة، فإنه يؤدي إلى الاصابة بأمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي المزمنة وغير القابلة

للعلاج، كذلك فإن له أعراض على الجلد نوجزها فيما يلي:



- ورم كابوسي وهو نوع من السرطان يصيب حوالي 20% من مرضى الايدز وعادة ما يظهر على الأطراف على هيئة حبوب حمراء أو بنية.

- كثير من الالتهابات البكتيرية والفيروسية التي تجد طريقًا لها للجلد نظراً لنقص المناعة.

- التهابات فطرية مزمنة يستعصى علاجها على العلاجات العادية ويحاول العلماء بشتى الطرق التوصل الى علاجات

فاعلة ومتاحة في نفس الوقت لجميع المرضى حيث إن المرض ينتشر وبأعداد كبيرة في أنحاء مختلفة من العالم خاصة

في افريقيا.



6- الثآليل والثآليل المائية


إذا ظهرت هذه الإصابات في المناطق التناسلية، فيعزى سبب ظهورها في هذه الأماكن كنتيجة للاتصالات الجنسية،

ولكن ربما يكون ظهورها لانتشار الفيروس من مكان مصاب في الجسم إلى الأماكن التناسلية. ووجود الإصابة بالثآليل

العادية في المرأة يتطلب فحص الأعضاء التناسلية جيداً خاصة منطقة عنق الرحم لأن الإصابة بالثآليل قد تؤدي إلى

الإصابة بسرطان عنق الرحم فيما بعد.



العلاج

وعلاج الثآليل والثآليل المائية يتم عن طريق الكي بالأدوية أو الكحت أو استخدام الكي الكهربائي أو بالتبريد.

7-الجرب وقمل العانة

سنتحدث عنهما سويا باعتبارهما أمراض طفيلية معدية تنتقل من المصاب إلى السليم عن طريق الملامسة اللصيقة الطويلة.

يتميز الجرب بحكة شديدة تصيب الجسم كله وتزداد سوءًا أثناء الليل، كذلك ظهور بثور على أماكن معينة من الجسم.

وطفيل الجرب لا يظهر بالعين المجردة ولكن يمكن التعرف عليه ميكروسكوبياً.



أما قمل العانة فينتقل عادة بالممارسة الجنسية ويسبب حكة شديدة في مكان الإصابة، وتظهر بقع دم جافة على

الملابس الداخلية للشخص المصاب. وعادة نجد الطفيل - وهو قمل العانة - ملتصقا بالجلد في المناطق المصابة، ويمكن

نزعه من الجلد والتعرف عليه بالعين المجردة، ويتم علاج الحالات بأدوية موضعية مضادة لهذه الطفيليات.


8- الالتهاب الكبدي



ثبت علميا أن الالتهاب الكبدي (ب) ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي خاصة بين المثليين (الشواذ جنسياً) ومتعددي

العلاقات الجنسية.

وصدق الله العظيم حيث قال: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (4)

وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (5) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ(6) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (

7) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}.



د. يسري الشعراوي