|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
بيت القصيد 2005-2010 الشعر النبطي والفصيح وجميع مايتعلق بالشعر هنا |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
روائع الشاعر محمود درويش 2
حــــالة حصـــار محمود درويش - فلسطين هنا، عند مُنْحَدَرات التلال، أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ، نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ، وما يفعل العاطلون عن العمل: نُرَبِّي الأملْ! بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر. صرنا أَقلَّ ذكاءً لأَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر: لا لَيْلَ في ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ في حلكة الأَقبية هنا، بعد أَشعار أَيّوبَ لم ننتظر أَحداً سيمتدُّ هذا الحصارُ إلي أن نعلِّم أَعداءنا نماذجَ من شِعْرنا الجاهليّ أَلسماءُ رصاصيّةٌ في الضُحى بُرْتقاليَّةٌ في الليالي. وأَمَّا القلوبُ فظلَّتْ حياديَّةً مثلَ ورد السياجْ هنا، لا أَنا هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ... يقولُ على حافَّة الموت: لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ: حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي. سوف أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي، وأولَدُ حُرّاً بلا أَبَوَيْن، وأختارُ لاسمي حروفاً من اللازوردْ... في الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ بين تذكُّرِ أَوَّلها. ونسيانِ آخرِها. هنا، عند مُرْتَفَعات الدُخان، على دَرَج البيت، لا وَقْتَ للوقت. نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلى الله: ننسي الأَلمْ. الألمْ هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل صباحاً، وأنْ تكتفي بنظافة هذا العَلَمْ. لا صدىً هوميريٌّ لشيءٍ هنا. فالأساطيرُ تطرق أبوابنا حين نحتاجها. لا صدىً هوميريّ لشيء. هنا جنرالٌ يُنَقِّبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ تحت أَنقاض طُرْوَادَةَ القادمةْ يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ بمنظار دبّابةٍ... نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ. أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا، واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ فقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا. أَيها الواقفون على عتبات البيوت! اُخرجوا من صباحاتنا، نطمئنَّ إلى أَننا بَشَرٌ مثلكُمْ! نَجِدُ الوقتَ للتسليةْ: نلعبُ النردَ، أَو نَتَصَفّح أَخبارَنا في جرائدِ أَمسِ الجريحِ، ونقرأ زاويةَ الحظِّ: في عامِ أَلفينِ واثنينِ تبتسم الكاميرا لمواليد بُرْجِ الحصار. كُلَّما جاءني الأمسُ، قلت له: ليس موعدُنا اليومَ، فلتبتعدْ وتعالَ غداً ! أُفكِّر، من دون جدوى: بماذا يُفَكِّر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ على قمَّة التلّ، منذ ثلاثةِ آلافِ عامٍ، وفي هذه اللحظة العابرةْ؟ فتوجعنُي الخاطرةْ وتنتعشُ الذاكرةْ عندما تختفي الطائراتُ تطيرُ الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ، تغسِلُ خَدَّ السماء بأجنحةٍ حُرَّةٍ، تستعيدُ البهاءَ وملكيَّةَ الجوِّ واللَهْو. أَعلى وأَعلى تطيرُ الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ. ليت السماءَ حقيقيّةٌ قال لي رَجَلٌ عابرٌ بين قنبلتين الوميضُ، البصيرةُ، والبرقُ قَيْدَ التَشَابُهِ... عمَّا قليلٍ سأعرفُ إن كان هذا هو الوحيُ... أو يعرف الأصدقاءُ الحميمون أنَّ القصيدةَ مَرَّتْ، وأَوْدَتْ بشاعرها إلي ناقدٍ: لا تُفسِّر كلامي بملعَقةِ الشايِ أَو بفخِاخ الطيور! يحاصرني في المنام كلامي كلامي الذي لم أَقُلْهُ، ويكتبني ثم يتركني باحثاً عن بقايا منامي شَجَرُ السرو، خلف الجنود، مآذنُ تحمي السماءَ من الانحدار. وخلف سياج الحديد جنودٌ يبولون ـ تحت حراسة دبَّابة ـ والنهارُ الخريفيُّ يُكْملُ نُزْهَتَهُ الذهبيَّةَ في شارعٍ واسعٍ كالكنيسة بعد صلاة الأَحد... نحبُّ الحياةَ غداً عندما يَصِلُ الغَدُ سوف نحبُّ الحياة كما هي، عاديّةً ماكرةْ رماديّة أَو مُلوَّنةً.. لا قيامةَ فيها ولا آخِرَةْ وإن كان لا بُدَّ من فَرَحٍ فليكن خفيفاً على القلب والخاصرةْ فلا يُلْدَغُ المُؤْمنُ المتمرِّنُ من فَرَحٍ ... مَرَّتَينْ! قال لي كاتبٌ ساخرٌ: لو عرفتُ النهاية، منذ البدايةَ، لم يَبْقَ لي عَمَلٌ في اللٌّغَةْ |
المشاركة رقم: 2
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
إلي قاتلٍ: لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ
وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ إلى قاتلٍ آخر: لو تَرَكْتَ الجنينَ ثلاثين يوماً، إِذَاً لتغيَّرتِ الاحتمالاتُ: قد ينتهي الاحتلالُ ولا يتذكَّرُ ذاك الرضيعُ زمانَ الحصار، فيكبر طفلاً معافي، ويدرُسُ في معهدٍ واحد مع إحدى بناتكَ تارِيخَ آسيا القديمَ. وقد يقعان معاً في شِباك الغرام. وقد يُنْجبان اُبنةً (وتكونُ يهوديَّةً بالولادةِ). ماذا فَعَلْتَ إذاً ؟ صارت ابنتُكَ الآن أَرملةً، والحفيدةُ صارت يتيمةْ ؟ فماذا فَعَلْتَ بأُسرتكَ الشاردةْ وكيف أَصَبْتَ ثلاثَ حمائمَ بالطلقة الواحدةْ ؟ لم تكن هذه القافيةْ ضَرُوريَّةً، لا لضْبطِ النَغَمْ ولا لاقتصاد الأَلمْ إنها زائدةْ كذبابٍ على المائدةْ الضبابُ ظلامٌ، ظلامٌ كثيفُ البياض تقشِّرُهُ البرتقالةُ والمرأةُ الواعدة. الحصارُ هُوَ الانتظار هُوَ الانتظارُ على سُلَّمٍ مائلٍ وَسَطَ العاصفةْ وَحيدونَ، نحن وحيدون حتى الثُمالةِ لولا زياراتُ قَوْسِ قُزَحْ لنا اخوةٌ خلف هذا المدى. اخوةٌ طيّبون. يُحبُّوننا. ينظرون إلينا ويبكون. ثم يقولون في سرِّهم: ليت هذا الحصارَ هنا علنيٌّ.. ولا يكملون العبارةَ: لا تتركونا وحيدين، لا تتركونا. خسائرُنا: من شهيدين حتى ثمانيةٍ كُلَّ يومٍ. وعَشْرَةُ جرحى. وعشرون بيتاً. وخمسون زيتونةً... بالإضافة للخَلَل البُنْيويّ الذي سيصيب القصيدةَ والمسرحيَّةَ واللوحة الناقصةْ في الطريق المُضَاء بقنديل منفي أَرى خيمةً في مهبِّ الجهاتْ: الجنوبُ عَصِيٌّ على الريح، والشرقُ غَرْبٌ تَصوَّفَ، والغربُ هُدْنَةُ قتلي يَسُكُّون نَقْدَ السلام، وأَمَّا الشمال، الشمال البعيد فليس بجغرافيا أَو جِهَةْ إنه مَجْمَعُ الآلهةْ قالت امرأة للسحابة: غطِّي حبيبي فإنَّ ثيابي مُبَلَّلةٌ بدَمِهْ إذا لم تَكُنْ مَطَراً يا حبيبي فكُنْ شجراً مُشْبَعاً بالخُصُوبةِ، كُنْ شَجَرا وإنْ لم تَكُنْ شجراً يا حبيبي فكُنْ حجراً مُشْبعاً بالرُطُوبةِ، كُنْ حَجَرا وإن لم تَكُنْ حجراً يا حبيبي فكن قمراً في منام الحبيبة، كُنْ قَمرا هكذا قالت امرأةٌ لابنها في جنازته أيَّها الساهرون ! أَلم تتعبوا من مُرَاقبةِ الضوءِ في ملحنا ومن وَهَج الوَرْدِ في جُرْحنا أَلم تتعبوا أَيُّها الساهرون ؟ واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هنا. ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون. ومن بعده نحن مُخْتَلِفُونَ على كُلِّ شيء: علي صُورة العَلَم الوطنيّ (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ يا شعبيَ الحيَّ رَمْزَ الحمار البسيط). ومختلفون علي كلمات النشيد الجديد (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ أُغنيَّةً عن زواج الحمام). ومختلفون علي واجبات النساء (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ). مختلفون على النسبة المئوية، والعامّ والخاص، مختلفون على كل شيء. لنا هدف واحد: أَن نكون ... ومن بعده يجدُ الفَرْدُ مُتّسعاً لاختيار الهدفْ. قال لي في الطريق إلى سجنه: عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ كهجاء الوطنْ مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ ! قَليلٌ من المُطْلَق الأزرقِ اللا نهائيِّ يكفي لتخفيف وَطْأَة هذا الزمانْ وتنظيف حَمأةِ هذا المكان على الروح أَن تترجَّلْ وتمشي على قَدَمَيْها الحريريّتينِ إلى جانبي، ويداً بيد، هكذا صاحِبَيْن قديمين يقتسمانِ الرغيفَ القديم وكأسَ النبيذِ القديم لنقطع هذا الطريق معاً ثم تذهب أَيَّامُنا في اتجاهَيْنِ مُخْتَلِفَينْ: أَنا ما وراءَ الطبيعةِ. أَمَّا هِيَ فتختار أَن تجلس القرفصاء على صخرة عاليةْ إلى شاعرٍ: كُلَّما غابَ عنك الغيابْ تورَّطتَ في عُزْلَة الآلهةْ فكن ذاتَ موضوعك التائهةْ و موضوع ذاتكَ. كُنْ حاضراً في الغيابْ :يَجِدُ الوقتَ للسُخْرِيَةْ هاتفي لا يرنُّ ولا جَرَسُ الباب أيضاً يرنُّ فكيف تيقَّنتِ من أَنني !لم أكن ههنا :يَجدُ الوَقْتَ للأغْنيَةْ في انتظارِكِ، لا أستطيعُ انتظارَكِ لا أَستطيعُ قراءةَ دوستويفسكي ولا الاستماعَ إلى أُمِّ كلثوم أَو ماريّا كالاس وغيرهما في انتظارك تمشي العقاربُ في ساعةِ اليد نحو اليسار... إلي زَمَنٍ لا مكانَ لَهُ في انتظارك لم أنتظرك، انتظرتُ الأزَلْ يَقُولُ لها: أَيّ زهرٍ تُحبِّينَهُ فتقولُ: القُرُنْفُلُ .. أَسودْ يقول: إلى أَين تمضين بي، والقرنفل أَسودْ ؟ تقول: إلى بُؤرة الضوءِ في داخلي وتقولُ: وأَبْعَدَ ... أَبْعدَ ... أَبْعَدْ سيمتدُّ هذا الحصار إلى أَن يُحِسَّ المحاصِرُ، مثل المُحَاصَر، أَن الضَجَرْ صِفَةٌ من صفات البشرْ لا أُحبُّكَ، لا أكرهُكْ ـ قال مُعْتَقَلٌ للمحقّق: قلبي مليء بما ليس يَعْنيك. قلبي يفيض برائحة المَرْيَميّةِ قلبي بريء مضيء مليء، ولا وقت في القلب للامتحان. بلى، لا أُحبُّكَ. مَنْ أَنت حتَّى أُحبَّك؟ هل أَنت بعضُ أَنايَ، وموعدُ شاي، وبُحَّة ناي، وأُغنيّةٌ كي أُحبَّك؟ لكنني أكرهُ الاعتقالَ ولا أَكرهُكْ هكذا قال مُعْتَقَلٌ للمحقّقِ: عاطفتي لا تَخُصُّكَ. عاطفتي هي ليلي الخُصُوصيُّ... ليلي الذي يتحرَّكُ بين الوسائد حُرّاً من الوزن والقافيةْ جَلَسْنَا بعيدينَ عن مصائرنا كطيورٍ تؤثِّثُ أَعشاشها في ثُقُوب التماثيل أَو في المداخن، أو في الخيام التي نُصِبَتْ في طريق الأمير إلي رحلة الصَيّدْ... على طَلَلي ينبتُ الظلُّ أَخضرَ والذئبُ يغفو علي شَعْر شاتي ويحلُمُ مثلي، ومثلَ الملاكْ بأنَّ الحياةَ هنا ... لا هناكْ الأساطير ترفُضُ تَعْديلَ حَبْكَتها رُبَّما مَسَّها خَلَلٌ طارئٌ ربما جَنَحَتْ سُفُنٌ نحو يابسةٍ غيرِ مأهولةٍ، فأصيبَ الخياليُّ بالواقعيِّ، ولكنها لا تغيِّرُ حبكتها. كُلَّما وَجَدَتْ واقعاً لا يُلائمها عدَّلَتْهُ بجرَّافة. فالحقيقةُ جاريةُ النصِّ، حَسْناءُ بيضاءُ من غير سوء ... إلي شبه مستشرق: ليكُنْ ما تَظُنُّ لنَفْتَرِضِ الآن أَني غبيٌّ، غبيٌّ، غبيٌّ ولا أَلعبُ الجولف لا أَفهمُ التكنولوجيا، ولا أَستطيعُ قيادةَ طيّارةٍ! أَلهذا أَخَذْتَ حياتي لتصنَعَ منها حياتَكَ؟ لو كُنْتَ غيرَكَ، لو كنتُ غيري، لكُنَّا صديقين يعترفان بحاجتنا للغباء. أَما للغبيّ، كما لليهوديّ في تاجر البُنْدُقيَّة قلبٌ، وخبزٌ، وعينان تغرورقان؟ في الحصار، يصير الزمانُ مكاناً تحجَّرَ في أَبَدِهْ في الحصار، يصير المكانُ زماناً تخلَّف عن أَمسه وَغدِهْ هذه الأرضُ واطئةٌ، عاليةْ أَو مُقَدَّسَةٌ، زانيةْ لا نُبالي كثيراً بسحر الصفات فقد يُصْبِحُ الفرجُ، فَرْجُ السماواتِ، جغْرافيةْ ! أَلشهيدُ يُحاصرُني كُلَّما عِشْتُ يوماً جديداً ويسألني: أَين كُنْت ؟ أَعِدْ للقواميس كُلَّ الكلام الذي كُنْتَ أَهْدَيْتَنِيه، وخفِّفْ عن النائمين طنين الصدى الشهيدُ يُعَلِّمني: لا جماليَّ خارجَ حريتي. الشهيدُ يُوَضِّحُ لي: لم أفتِّشْ وراء المدى عن عذارى الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ علي الأرض، بين الصُنَوْبرِ والتين، لكنني ما استطعتُ إليها سبيلاً، ففتَّشْتُ عنها بآخر ما أملكُ: الدمِ في جَسَدِ اللازوردْ. الشهيدُ يُحاصِرُني: لا تَسِرْ في الجنازة إلاّ إذا كُنْتَ تعرفني. لا أُريد مجاملةً من أَحَدْ. الشهيد يُحَذِّرُني: لا تُصَدِّقْ زغاريدهُنَّ. وصدّق أَبي حين ينظر في صورتي باكياً: كيف بدَّلْتَ أدوارنا يا بُنيّ، وسِرْتَ أَمامي. أنا أوّلاً، وأنا أوّلاً ! الشهيدُ يُحَاصرني: لم أُغيِّرْ سوى موقعي وأَثاثي الفقيرِ. وَضَعْتُ غزالاً على مخدعي، وهلالاً على إصبعي، كي أُخفِّف من وَجَعي ! سيمتدُّ هذا الحصار ليقنعنا باختيار عبوديّة لا تضرّ، ولكن بحريَّة كاملة!!. أَن تُقَاوِم يعني: التأكُّدَ من صحّة القلب والخُصْيَتَيْن، ومن دائكَ المتأصِّلِ: داءِ الأملْ. وفي ما تبقَّى من الفجر أَمشي إلى خارجي وفي ما تبقّى من الليل أسمع وقع الخطي داخلي. سلامٌ على مَنْ يُشَاطرُني الانتباهَ إلي نشوة الضوءِ، ضوءِ الفراشةِ، في ليل هذا النَفَقْ. سلامٌ على مَنْ يُقَاسمُني قَدَحي في كثافة ليلٍ يفيض من المقعدين: سلامٌ على شَبَحي. إلي قارئ: لا تَثِقْ بالقصيدةِ ـ بنتِ الغياب. فلا هي حَدْسٌ، ولا هي فِكْرٌ، ولكنَّها حاسَّةُ الهاويةْ. إذا مرض الحبُّ عالجتُهُ بالرياضة والسُخْريةْ وَبفصْلِ المُغنِّي عن الأغنيةْ أَصدقائي يُعدُّون لي دائماً حفلةً للوداع، وقبراً مريحاً يُظَلِّلهُ السنديانُ وشاهدةً من رخام الزمن فأسبقهم دائماً في الجنازة: مَنْ مات.. مَنْ ؟ الحصارُ يُحَوِّلني من مُغَنٍّ الى . . . وَتَرٍ سادس في الكمانْ! الشهيدةُ بنتُ الشهيدةِ بنتُ الشهيد وأختُ الشهيدِ وأختُ الشهيدةِ كنَّةُ أمِّ الشهيدِ حفيدةُ جدٍّ شهيد وجارةُ عمِّ الشهيد الخ ... الخ .. ولا نبأ يزعج العالَمَ المتمدِّن، فالزَمَنُ البربريُّ انتهى. والضحيَّةُ مجهولَةُ الاسم، عاديّةٌ، والضحيَّةُ ـ مثل الحقيقة ـ نسبيَّةٌ الخ ... الخ ف هدوءاً، هدوءاً، فإن الجنود يريدون في هذه الساعة الاستماع إلي الأغنيات التي استمع الشهداءُ إليها، وظلَّت كرائحة البُنّ في دمهم، طازجة. هدنة، هدنة لاختبار التعاليم: هل تصلُحُ الطائراتُ محاريثَ ؟ قلنا لهم: هدنة، هدنة لامتحان النوايا، فقد يتسرَّبُ شيءٌ من السِلْم للنفس. عندئذٍ نتباري على حُبِّ أشيائنا بوسائلَ شعريّةٍ. فأجابوا: ألا تعلمون بأن السلام مع النَفْس يفتح أبوابَ قلعتنا لِمقَامِ الحجاز أو النَهَوَنْد ؟ فقلنا: وماذا ؟ ... وَبعْد ؟ الكتابةُ جَرْوٌ صغيرٌ يَعَضُّ العَدَمْ الكتابةُ تجرَحُ من دون دَمْ.. فناجينُ قهوتنا. والعصافيرُ والشَجَرُ الأخضرُ الأزرقُ الظلِّ. والشمسُ تقفز من حائط نحو آخرَ مثل الغزالة. والماءُ في السُحُب اللانهائية الشكل في ما تبقَّي لنا من سماء. وأشياءُ أخرى مؤجَّلَةُ الذكريات تدلُّ على أن هذا الصباح قويّ بهيّ، وأَنَّا ضيوف على الأبديّةْ. رام الله ـ يناير 2002 |
المشاركة رقم: 3
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
By Mahmoud Darwish I long for my mother's bread My mother's coffee Her touch Childhood memories grow up in me Day after day I must be worth my life At the hour of my death Worth the tears of my mother. And if I come back one day Take me as a veil to your eyelashes Cover my bones with the grass Blessed by your footsteps Bind us together With a lock of your hair With a thread that trails from the back of your dress I might become immortal Become a God If I touch the depths of your heart. If I come back Use me as wood to feed your fire As the clothesline on the roof of your house Without your blessing I am too weak to stand. I am old Give me back the star maps of childhood So that I Along with the swallows Can chart the path Back to your waiting nest. إلـى أمّــي محمود درويش - فلسطين أحنُّ إلى خبزِ أمّي وقهوةِ أمّي ولمسةِ أمّي وتكبرُ فيَّ الطفولةُ يوماً على صدرِ يومِ وأعشقُ عمري لأنّي إذا متُّ أخجلُ من دمعِ أمّي خذيني، إذا عدتُ يوماً وشاحاً لهُدبكْ وغطّي عظامي بعشبِ تعمّد من طُهرِ كعبكْ وشدّي وثاقي.. بخصلةِ شَعر.. بخيطٍ يلوّحُ في ذيلِ ثوبكْ عساني أصيرُ إلهاً إلهاً أصير.. إذا ما لمستُ قرارةَ قلبكْ! ضعيني، إذا ما رجعتُ وقوداً بتنّورِ ناركْ وحبلِ الغسيلِ على سطحِ دارِكْ لأني فقدتُ الوقوفَ بدونِ صلاةِ نهارِكْ هرِمتُ، فرُدّي نجومَ الطفولة حتّى أُشارِكْ صغارَ العصافيرِ دربَ الرجوع.. لعشِّ انتظاركْ.. |
المشاركة رقم: 4
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
فراغ فسيح محمود درويش - فلسطين فراغ فسيح. نحاس. عصافير حنطيَّة اللون. صفصافَة. كَسَل. أفق مهْمَل كالحكايا الكبيرة. أَرض مجعَّدة الوجه. صَيْف كثير التثاؤب كالكلب في ظلِّ زيتونة يابس . عرَق في الحجارة. شمس عمودية. لا حياة ولا موت حول المكان . جفاف كرائحة الضوء في القمح لا ماء في البئر و القلب . لا حبَّ في عَمَل الحبِّ... كالواجب الوطنيِّ هو الحبّ. صحراء غير سياحيَّةٍ، غير مرئيَّةٍ خلف هذا الجفاف. جفاف كحرية السجناء بتنظيف أعلامهم من براز الطيور. جفاف كحقِّ النساء بطاعة أزواجهنَّ وهجر المضاجع. لا عشب أَخضر، لا عشب أَصفر. لا لون في مَرَض اللون. كلّ الجهات رمادٌية لا انتظارٌ إذاً للبرابرة القادمين إلينا غداة احتفالاتنا بالوطنْ! |
المشاركة رقم: 5
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
طباق إلى إدوارد سعيد محمود درويش - فلسطين نيويورك، نوفمبر، الشارع الخامس
الشمس صحن من المعدن المتطاير فوضى لغات زحام على مهرجان القيامة هاوية كهربائية بعلو السماء قصائد ويتمان تمثال حرية لا مبال بزوّاره جامعات مسارح قداس جاز متاحف للغد لا وقتَ في الوقت قلت لنفسي الغريبة: هل هذه بابل، أم سدوم؟ هناك التقيت بإدوارد قبل ثلاثين عاما وكان الزمان أقلَّ جموحا من الآن قال كلانا: إذا كان ماضيك تجربة فاجعل الغد معنىً ورؤيا لنذهب إلى غدنا واثقين بصدق الخيال ومعجزة العشب لا أتذكر أنّا ذهبنا إلى السينما في المساء ولكنْ سمعت هنودا قدامى ينادونني لا تثق بالحصان ولا بالحداثة لا ضحية تسأل جلادها: هل أنا أنتَ لو كان سيفي أكبرَ من وردتي هل تسأل إن كنت أفعل مثلك سؤال كهذا يثير فضول الروائي في مكتب من زجاج يطل على زنبق في الحديقة حيث تكون يد الفرضية بيضاء مثل ضمير الروائي حين يصفّي الحساب مع نزعة البشرية لا غدَ في الأمس فلتتقدمْ إذا قد يكون التقدم جسر الرجوع إلى البربرية نيويورك إدوارد يصحو على جرس الفجر يعزف لحنا لموتسارت يركض في ملعب التنس الجامعي يفكر في رحلة الفكر عبر الحدود وفوق الحواجز يقرأ نيويورك تايمز يكتب تعليقه المتوتر يلعن مستشرقا يرسل الجنرال إلى نقطة الضعف في قلب شرقية يستحمّ ويختار بذلته بأناقة ديك ويشرب قهوته بالحليب ويصرخ في الفجر: لا تتلكأ على الريح يمشي وفي الريح يعرف من هو لا سقف للريح لا بيت للريح والريح بوصلة لشمال الغريب يقول: أنا من هناك أنا من هنا ولست هناك ولست هنا ليَ اسمان يلتقيان ويفترقان ولي لغتان نسيت بأيهما كنت أحلم لي لغة إنجليزية للكتابة طيّعة المفردات ولي لغة من حوار السماء مع القدس فضية النبر لكنها لا تطيع مخيلتي والهوية قلت قال دفاع عن الذات إن الهوية بنت الولادة لكنها في النهاية إبداع صاحبها لا وراثة ماض أنا المتعدد في داخلي خارجي المتجدد لكنني أنتمي لسؤال الضحية لو لم أكن من هناك لدربت قلبي على أن يربي غزال الكناية فاحمل بلادك أنّى ذهبت وكن نرجسيَ السلوك لكي يعرفوك إذا لزم الأمر منفى هو العالم الخارجي ومنفى هو العالم الباطني فمن أنت بينهما؟ لا أعرّف نفسي لئلا أضيّعها وأنا ما أنا وأنا آخري في ثنائية تتناغم بين الكلام وبين الإشارة ولو كنت أكتب شعرا لقلت: أنا اثنان في واحد كجناحيْ سنونوة إن تأخر فصل الربيع اكتفيت بنقل الإشارة يحب بلادا ويرحل عنها هل المستحيل بعيد؟ يحب الرحيل إلى أي شيء ففي السفر الحر بين الثقافات قد يجد الباحثون عن الجوهر البشري مقاعد جاهزة للجميع هنا هامش يتقدّم أو مركز يتراجع لا الشرق شرق تماماً ولا الغرب غرب تماماً فإن الهوية مفتوحة للتعدد لا صَدَفا أو خنادق كان المجاز ينام على ضفة النهر لولا التلوث لاحتضن الضفة الثانية هل كتبت الرواية؟ حاولت حاولت أن أستعيد بها صورتي في مرايا النساء البعيدات لكنّهن توغلن في ليلهن الحصين وقلنَ: لنا عالم مستقل عن النص لن يكتب الرجل المرأة اللغز والحلم لن تكتب المرأة الرجل الرمز والنجم لا حب يشبه حباً ولا ليل يشبه ليلاً فدعنا نعدد صفات الرجال ونضحك وماذا فعلت؟ ضحكت على عبثي ورميتُ الرواية في سلة المهملات المفكر يكبح سرد الروائي والفيلسوف يشرّح ورد المغني يحب بلاداً ويرحل عنها أنا ما أقول وما سأكون سأصنع نفسي بنفسي وأختار منفاي موسوعة لفضاء الهوية منفاي خلفية المشهد الملحمي أدافع عن حاجة الشعراء إلى الغد والذكريات معاً |
المشاركة رقم: 6
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
وأدافع عن شجر ترتديه الطيورُ
بلاداً ومنفى وعن قمر لم يزل صالحاً لقصيدة حب أدافع عن فكرة كسرتها هشاشة أصحابها وأدافع عن بلد خطفته الأساطير هل تستطيع الرجوع إلى أي شيْ؟ أمامي يجرّ ورائي ويسرع لا وقت في ساعتي لأخط سطوراً على الرمل لكنني أستطيع زيارة أمس كما يفعل الغرباء إذا استمعوا في المساء الحزين إلى الشاعر الرعوي: فتاة على النبع تملأ جرتها بدموع السحاب وتبكي وتضحك من نحلة لسعت قلبها في مهب الغياب هل الحب ما يوجع الماء أم مرض في الضباب ..إلى آخر الأغنية إذا قد يصيبك داء الحنين حنيني إلى الغد أبعد أعلى وأبعد حلمي يقود خطاي ورؤياي تجلس حلمي على ركبتيّ كقط أليف هو الواقعي الخيالي وابن الإرادة في وسعنا أن نعدّل حتمية الهاوية والحنينُ إلى أمس عاطفة لا تخص المفكرَ إلا ليفهم شوق الغريب إلى أدوات الغياب وأما أنا فحنيني صراع على حاضر يمسك الغد من خصيتيه ألم تتسلل إلى الأمس حين ذهبت إلى البيت بيتك في القدس في حارة الطالبية؟ هيأت نفسي لأن أتمدد في تخت أمي كما يفعل الطفل حين يخاف أباه وحاولت أن أستعيد ولادة نفسي وحاولت أن أتحسس جلد الغياب ورائحة الصيف من ياسمين الحديقة لكنّ ضبع الحقيقة فرّقني عن حنين تلفت كاللص حولي أخفت؟ وماذا أخذت؟ لا أستطيع لقاء الخسارة وجها لوجه وقفت على الباب كالمتسوّل هل أطلب الإذن من غرباء ينامون فوق سريري أنا في زيارة نفسي لخمس دقائق هل أنحني باحترام لسكان حلمي الطفولي هل يسألون: من السائل الأجنبي الفضولي هل أستطيع الكلام عن السلم والحرب بين الضحايا وبين ضحايا الضحايا بلا كلمات إضافية وبلا جملة اعتراضية هل يقولون لي: لا مكان لحلمين في مخدع واحد لا أنا أو هو ولكنه قارئ يتساءل عما يقول لنا الشعر في زمن الكارثة دم ودم ودم في بلادك باسمي وباسمك في زهرة اللوز في قشرة الموز في لبن الطفل في اللون في الظل في حبة القمح في علبة الملح قناصة بارعون يصيبون أهدافهم بامتياز دما ودما ودما هذه الأرض أصغر من دم أبنائها الواقفين على عتبات القيامة مثل القرابين هل هذه الأرض حقا مباركة أم معمّدة بدم ودم ودم لا تجففه الصلوات ولا الرمل لا عدّ في صفحات الكتاب المقدس يكفي لكي يفرح الشهداء بحرية المشي فوق الغمام دم في النهار دم في الظلام دم في الكلام يقول: القصيدة قد تستضيف الخسارة خيطا من الضوء يلمع في قلب غيتارة أو مسيحا على فرس مثخن بالمجاز الجميل فليس الجمالي إلا حضور الحقيقي في الشكل. في عالم لا سماء له تصبح الأرض هاوية والقصيدة إحدى هِبات العزاء وإحدى صفات الرياح جنوبية أو شمالية لا تصف ما ترى الكاميرا من جروحك واصرخ لتسمع نفسك واصرخ لكي تعلم أن الحياة على هذه الأرض ممكنة فاخترع أملا للكلام ابتكر جهة أو سرابا يطيل الرجاء وغنّ فإن الجمالي حرية أقول: الحياة التي لا تعرّف إلا بضد هو الموت ليست حياة يقول: سنحيا ولو تركتنا الحياة إلى شأننا فلنكن سادة الكلمات التي سوف تجعل قراءها خالدين على حد تعبير صاحبك الفذ ريتسوس وقال: إذا متّ قبلكَ أوصيك بالمستحيل سألت: هل المستحيل بعيدٌ؟ فقال: على بعد جيل سألت: فإن متّ قبلك قال: أعزّي جبال الجليل وأكتب: ليس الجمالي إلا بلوغ الملائم والآن، لا تنس إن متّ قبلكَ أوصيك بالمستحيل عندما زرته في سدومَ الجديدة في عام ألفين واثنين كان يقاوم حرب سدوم على أهل بابل والسرطان معا كان كالبطل الملحمي الأخير يدافع عن حق طروادة في اقتسام الرواية نسر يودع قمته عاريا عاريا فالإقامة فوق الأولمب وفوق القممْ تثير السأم وداعا وداعا وداعا لشعر الألم |
المشاركة رقم: 7
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
لماذا تركت الحصان وحيداً..؟
محمود درويش - فلسطين إلى أين تأخذني يا أبي؟ إلى جهة الريح يا ولدي … … وهما يخرجان من السهل ، حيث أقام جنود بونابرت تلاً لرصد الظلال على سور عكا القديم ـ يقول أبٌ لابنه: لا تخف. لا تخفْ من أزيز الرصاص ! التصقْ بالتراب لتنجو! سننجو ونعلو على جبل في الشمال ، ونرجع حينَ يعود الجنود إلى أهلهم في البعيدِ ـ ومن يسكن البيت من بعدنا يا أبي ؟ ـ سيبقى على حاله مثلما كان يا ولدي ! تحسس مفتاحه مثلما يتحسس أعضاءه ، واطمئن. وقال لهُ وهما يعبران سياجاً من الشوك : يا ابني تذكّرْ! هنا صلب الإنجليزُ أباك على شوك صبارة ليلتين، ولم يعترف أبداً. سوف تكبر يا ابني، وتروي لمن يرثون بنادقهم سيرة الدم فوق الحديدِ … ـ لماذا تركت الحصان وحيداً؟ ـ لكي يؤنس البيت ، يا ولدي ، فالبيوت تموت إذا غاب سكانها … تفتح الأبدية أبوابها من بعيدٍ ، لسيارة الليل. تعوي ذئاب البراري على قمر خائف. ويقول أب لابنه: كن قوياً كجدّك! واصعد معي تلة السنديان الأخيرة يا ابني، تذكّر: هنا وقع الانكشاريّ عن بغلة الحرب ، فاصمد معي لنعودَ ـ متى يا أبي ؟ ـ غداً. ربما بعد يومين يا ابني! وكان غدٌ طائشٌ يمضغ الريح خلفهما في ليالي الشتاء الطويلة وكان جنود يهوشع بن نون يبنون قلعتهم من حجارة بيتهما. وهما يلهثان على درب (قانا): هنا مر سيدنا ذات يوم. هنا جعل الماء خمراً. وقال كلاماً كثيراً عن الحب، يا ابني تذكّر غداً. وتذكر قلاعاً صليبية قضمتها حشائش نيسان بعد رحيل الجنود … |
المشاركة رقم: 8
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
عندما يبتعد
محمود درويش - فلسطين للعدوّ الذي يشرب الشاي في كوخنا فرسٌ في الدخان. وبنتٌ لها حاجبان كثيفان. عينان بنّيتان. وشعرٌ طويلٌ كليل الأغاني على الكتفين. وصورتها لا تفارقه كلّما جاءنا يطلب الشاي. لكنّه لا يحدّثنا عن مشاغلها في المساء، وعن فرسٍ تركته الأغاني على قمّة التلّ... ... في كوخنا يستريح العدوّ من البندقيّة، يتركها فوق كرسيّ جدّي. ويأكل من خبزنا مثلما يفعل الضيف. يغفو قليلاً على مقعد الخيزران. ويحنو على فرو قطّتنا. ويقول لنا دائمًا: لا تلوموا الضحيّة! نسأله: من هي ؟ فيقول: دمٌ لا يجفّفه الليل.../ ... تلمع أزرار سترته عندما يبتعد عم مساءً! وسلّم على بئرنا وعلى جهة التين. وامش الهوينى على ظلّنا في حقول الشعير. وسلّم على سرونا في الأعالي. ولا تنس بوّابة البيت مفتوحةً في الليالي. ولا تنس خوف الحصان من الطائرات، وسلّم علينا، هناك إذا اتّسع الوقت.../ هذا الكلام الذي كان في ودّنا أن نقول على الباب... يسمعه جيّدًا جيّدًا، ويخبّئه في السّعال السريع ويلقي به جانبًا. فلماذا يزور الضحيّة كلّ مساءٍ ؟ ويحفظ أمثالنا مثلنا، ويعيد أناشيدنا ذاتها، عن مواعيدنا ذاتها في المكان المقدّس ؟ لولا المسدس لاختلط الناي في الناي ... ... لن تنتهي الحرب ما دامت الأرض فينا تدور على نفسها! فلنكن طيّبين إذًا. كان يسألنا أن نكون هنا طيّبين. ويقرأ شعرًا لطيّار (ييتس): أنا لا أحبّ الذين أدافع عنهم، كما أنني لا أعادي الذين أحاربهم... ثم يخرج من كوخنا الخشبيّ، ويمشي ثمانين مترًا إلى بيتنا الحجريّ هناك على طرف السّهل.../ سلّم على بيتنا يا غريب. فناجين قهوتنا لا تزال على حالها. هل تشمّ أصابعنا فوقها ؟ هل تقول لبنتك ذات الجديلة والحاجبين الكثيفين إنّ لها صاحبًا غائبًا، يتمنّى زيارتها، لا لشيءٍ... ولكن ليدخل مرآتها ويرى سرّه: كيف كانت تتابع من بعده عمره بدلاً منه؟ سلّم عليها إذا اتّسع الوقت... هذا الكلام الذي كان في ودّنا أن نقول له، كان يسمعه جيّدًا جيّدًا، ويخبّئه في سعالٍ سريع، ويلقى به جانبًا، ثم تلمع أزرار سترته، عندما يبتعد... |
المشاركة رقم: 9
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
أنا من هناك
محمود درويش - فلسطين أنا من هناك. ولي ذكرياتٌ . ولدت كما تولد الناس. لي والدة وبيتٌ كثير النوافذِ. لي إخوةٌ. أصدقاء. وسجنٌ بنافذة باردهْ. ولي موجةٌ خطفتها النوارس. لي مشهدي الخاص. لي عشبةٌ زائدهْ ولي قمرٌ في أقاصي الكلام، ورزقُ الطيور، وزيتونةٌ خالدهْ مررتُ على الأرض قبل مرور السيوف على جسدٍ حوّلوه إلى مائدهْ. أنا من هناك. أعيد السماء إلى أمها حين تبكي السماء على أمها، وأبكي لتعرفني غيمةٌ عائدهْ. تعلّمتُ كل كلام يليقُ بمحكمة الدم كي أكسر القاعدهْ تعلّمتُ كل الكلام، وفككته كي أركب مفردةً واحدهْ هي: الوطنُ...
|
المشاركة رقم: 10
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
يطير الحمام .. يحطُّ الحمام محمود درويش - فلسطين يطير الحمام يحطّ الحمام
أعدّي لي الأرض كي أستريح فإني أحبّك حتى التعب صباحك فاكهةٌ للأغاني وهذا المساء ذهب ونحن لنا حين يدخل ظلٌّ إلى ظلّه في الرخام وأشبه نفسي حين أعلّق نفسي على عنقٍ لا تعانق غير الغمام وأنت الهواء الذي يتعرّى أمامي كدمع العنب وأنت بداية عائلة الموج حين تشبّث بالبرّ حين اغترب وإني أحبّك، أنت بداية روحي، وأنت الختام يطير الحمام يحطّ الحمام أنا وحبيبي صوتان في شفةٍ واحده أنا لحبيبي أنا. وحبيبي لنجمته الشارده وندخل في الحلم، لكنّه يتباطأ كي لا نراه وحين ينام حبيبي أصحو لكي أحرس الحلم مما يراه وأطرد عنه الليالي التي عبرت قبل أن نلتقي وأختار أيّامنا بيديّ كما اختار لي وردة المائده فنم يا حبيبي ليصعد صوت البحار إلى ركبتيّ ونم يا حبيبي لأهبط فيك وأنقذ حلمك من شوكةٍ حاسده ونم يا حبيبي عليك ضفائر شعري، عليك السلام يطير الحمام يحطّ الحمام رأيت على البحر إبريل قلت: نسيت انتباه يديك نسيت التراتيل فوق جروحي فكم مرّةً تستطيعين أن تولدي في منامي وكم مرّةً تستطيعين أن تقتليني لأصرخ إني أحبّك كي تستريحي أناديك قبل الكلام أطير بخصرك قبل وصولي إليك فكم مرّةً تستطيعين أن تضعي في مناقير هذا الحمام عناوين روحي وأن تختفي كالمدى في السفوح لأدرك أنّك بابل، مصر، وشام يطير الحمام يحطّ الحمام إلى أين تأخذني يا حبيبي من والديّ ومن شجري، من سريري الصغير ومن ضجري، من مراياي من قمري، من خزانة عمري ومن سهري، من ثيابي ومن خفري إلى أين تأخذني يا حبيبي إلى أين تشعل في أذنيّ البراري تحمّلني موجتين وتكسر ضلعين، تشربني ثم توقدني، ثم تتركني في طريق الهواء إليك حرامٌ... حرام يطير الحمام يحطّ الحمام - لأني أحبك، خاصرتي نازفه وأركض من وجعي في ليالٍ يوسّعها الخوف مما أخاف تعالى كثيرًا، وغيبي قليلاً تعالى قليلاً، وغيبي كثيرًا تعالى تعالى ولا تقفي، آه من خطوةٍ واقفه أحبّك إذ أشتهيك أحبّك إذ أشتهيك وأحضن هذا الشعاع المطوّق بالنحل والوردة الخاطفه أحبك يا لعنة العاطفه أخاف على القلب منك، أخاف على شهوتي أن تصل أحبّك إذ أشتهيك أحبك يا جسدًا يخلق الذكريات ويقتلها قبل أن تكتمل أحبك إذ أشتهيك أطوّع روحي على هيئة القدمين - على هيئة الجنّتين أحكّ جروحي بأطراف صمتك.. والعاصفه أموت، ليجلس فوق يديك الكلام يطير الحمام يحطّ الحمام لأني أحبّك (يجرحني الماء) والطرقات إلى البحر تجرحني والفراشة تجرحني وأذان النهار على ضوء زنديك يجرحني يا حبيبي، أناديك طيلة نومي، أخاف انتباه الكلام أخاف انتباه الكلام إلى نحلة بين فخذيّ تبكي لأني أحبّك يجرحني الظلّ تحت المصابيح، يجرحني طائرٌ في السماء البعيدة، عطر البنفسج يجرحني أوّل البحر يجرحني آخر البحر يجرحني ليتني لا أحبّك يا ليتني لا أحبّ ليشفى الرخام يطير الحمام يحطّ الحمام - أراك، فأنجو من الموت. جسمك مرفأ بعشر زنابق بيضاء، عشر أنامل تمضي السماء إلى أزرقٍ ضاع منها وأمسك هذا البهاء الرخاميّ، أمسك رائحةً للحليب المخبّأ في خوختين على مرمر ثم أعبد من يمنح البرّ والبحر ملجأ على ضفّة الملح والعسل الأوّلين سأشرب خرّوب ليلك ثم أنام على حنطةٍ تكسر الحقل، تكسر حتى الشهيق فيصدأ أراك، فأنجو من الموت. جسمك مرفأ فكيف تشرّدني الأرض في الأرض كيف ينام المنام يطير الحمام يحطّ الحمام حبيبي، أخاف سكوت يديك فحكّ دمي كي تنام الفرس حبيبي، تطير إناث الطيور إليك فخذني أنا زوجةً أو نفس حبيبي، سأبقي ليكبر فستق صدري لديك ويجتثّني من خطاك الحرس حبيبي، سأبكي عليك عليك عليك لأنك سطح سمائي وجسمي أرضك في الأرض جسمي مقام يطير الحمام يحطّ الحمام رأيت على الجسر أندلس الحبّ والحاسّة السادسه على وردة يابسه أعاد لها قلبها وقال: يكلفني الحبّ ما لا أحبّ يكلفني حبّها ونام القمر على خاتم ينكسر وطار الحمام رأيت على الجسر أندلس الحب والحاسّة السادسه على دمعةٍ يائسه أعادت له قلبه وقالت يكلفني الحبّ ما لا أحبّ يكلفني حبّه ونام القمر على خاتم ينكسر وطار الحمام وحطّ على الجسر والعاشقين الظلام يطير الحمام يطير الحمام |
المشاركة رقم: 11
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
نسرٌ على ارتفاع منخفض محمود درويش - فلسطين قال المسافر في القصيدة للمسافر في القصيدة: كم تبقَّى من طريقك؟ -كله -فاذهب إذاً، واذهب كأنك قد وصلت...ولم تصل -لولا الجهات، لكان قلبي هدهداً -لو كان قلبك هدهداً لتبعته -من أنت؟ ما اسمك؟ -لا اسم لي في رحلتي -أأراك ثانية؟ -نعم. في قمتي جبلين بينهما صدى عال وهاوية... أراك -وكيف نقفز فوق هاوية ولسنا طائرين؟ -إذن نغني: من يرانا لا نراه ومن نراه لا يرانا -ثم ماذا؟ -لا نغني -ثم ماذا؟ -ثم تسألني وأسأل: كم تبقى من طريقك؟ -كله -هل كله يكفي لكي يصل المسافر؟ -لا. ولكني أرى نسراً خرافياً يحلق فوقنا... وعلى ارتفاع منخفض! |
المشاركة رقم: 12
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
السروة انكسرت محمود درويش - فلسطين ألسروةُ إنكسَرَتْ كمئذنةٍ، ونامت في الطريق على تَقَشُّف ظِلِّها، خضراءَ، داكنةً، كما هِيَ. لم يُصَبْ أَحدٌ بسوء. مَرّت العَرَباتُ مُسْرِعَةًعلى أغصانها. هَبَّ الغبارُ على الزجاج... ألسروةُ انكسرتْ، ولكنَّ الحمامة لم تغيِّر عُشَّها العَلَنيَّ في دارٍ مُجَاورةٍ. وحلّق طائران مهاجران على كَفَاف مكانها، وتبادلا بعضَ الرموز. وقالت امرأةٌ لجارتها: تُرَى، شأهَدْتِ عاصفةً؟ فقالت: لا، ولا جرَّافةً... والسروةُ انكسرتْ. وقال العابرون على الحُطام: لعلَّها سَئِمَتْ من الإهمال أَو هَرِمَتْ من الأيّام، فَهْيَ طويلةٌ كزرافةٍ، وقليلةُ المعنى كمكنسةِ الغبار، ولا تُظَلِّلُ عاشِقَيْن. وقال طفلٌ: كنتُ أَرسمها بلا خطأ، فإنَّ قوامَها سَهْلٌ. وقالت طفلةٌ: إن السماءَ اليوم ناقصةٌ لأن السروةٌ انكسرت. وقال فتىً: ولكنَّ السماءَ اليوم كاملةٌ لأن السروةَ انكسرتْ. وقُلْتُ أَنا لنفسي: لا غُموضَ ولا وُضُوحَ، السروة انكسرتْ، وهذا كُلُّ ما في الأمرِ: إنَّ السروة انكسرتْ |
المشاركة رقم: 13
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
ليس للكردي إلا الريح محمود درويش - فلسطين يتذكر الكرديُّ حين أزوره ، غده ..
فيبعده بمكنسة الغبار : إليك عني ! فالجبال هي الجبال. ويشرب الفودكا لكي يبقى الخيال على الحياد: أنا المسافر في مجازي، و الكراكيّ الشقية إخوتي الحمقى. وينفض عن هويته الظلال: هويتي لغتي. أنا.. و أنا. أنا لغتي. أنا المنفي في لغتي. وقلبي جمرة الكردي فوق جباله الزرقاء ../ كل مدينة أخرى. على دراجة حمل الجهات، وقال: أسكن أينما وقعت بي الجهة الأخيرة. هكذا اختارَ الفراغ ونام. لم يحلم بشيء منذ حل الجن في كلماته، (كلماته عضلاته. عضلاته لكمانه) فالحالمون يقدسون الأمسَ، أو يرشون بواب الغد الذهبي.. لا غد لي ولا أمس. الهنيهة ساحتي البيضاء../ منزله نظيف مثل عين الديك .. منسيّ كخيمة سيد القوم الذين تبعثروا كالريش. سجاد من الصوف المجعد. معجمٌ متآكل. كتب مجلدة على عجل. مخدات مطرزة بإبرة خادم المقهى. سكاكين مجلخة لذبح الطير و الخنزير. فيديو للاباحيات. باقات من الشوك المعادل للبلاغة. شرفة مفتوحة للاستعارة. ها هنا يتبادل الأتراك والإغريق أدوار الشتائم. تلك تسليتي وتسلية الجنود الساهرين على حدود فكاهة سوداء../ ليس مسافرا هذا المسافر، كيفما اتفق.. الشمال هو الجنوب، الشرق غربٌ في السراب. ولا حقائب للرياح، ولا وظيفة للغبار. كأنه يخفي الحنين الى سواه، فلا يغني .. لا يغني حين يدخل ظله شجر الأكاسيا، أو يبلل شعره مطر خفيف.. بل يناجي الذئب، يسأله النزال : تعال يا ابن الكلب نقرع طبل هذا الليل حتى نوقظ الموتى. فإن الكرد يقتربون من نار الحقيقة، ثم يحترقون مثل فراشة الشعراء/ يعرف ما يريد من المعاني. كلها عبثٌ. وللكلمات حيلتها لصيد نقيضها، عبثاً. يفضّ بكارة الكلمات ثم يعيدها بكراً الى قاموسه. ويسوس خيل الأبجدية كالخراف الى مكيدته، ويحلق عانة اللغة : انتقمت من الغياب. فعلتُ ما فعل الضبابُ بإخوتي. وشويت قلبي كالطريدة. لن أكون كما أريد. ولن أحب الأرض أكثر أو أقل من القصيدة. ليس للكردي إلا الريح تسكنه ويسكنها. وتدمنه ويدمنها، لينجو من صفات الأرض والأشياء ../ كان يخاطب المجهول: يا ابني الحر ! يا كبش المتاه السرمدي. إذا رأيتَ أباك مشنوقاً فلا تنزله عن حبل السماء، ولا تكفنه بقطن نشيدك الرعوي. لا تدفنه يا ابني، فالرياح وصية الكردي للكردي في منفاه، يا ابني .. و النسور كثيرة حولي وحولك في الأناضول الفسيح. جنازتي سرية رمزيةٌ، فخذ الهباءَ الى مصائره، وجر! سماءك الأولى الى قاموسك السحري. واحذر لدغة الأمل الجريح، فإنه وحشٌ خرافيٌ. وأنت الآن .. أنت الآن حرّ، يا ابن نفسك، أنت حرَ من أبيك ولعنة الأسماء../ باللغة انتصرتَ على الهوية قلتُ للكردي، باللغة انتقمتَ من الغياب فقال : لن أمضي الى الصحراء قلت ولا أنا.. ونظرتُ نحو الريح/ - عمتَ مساء - عم مساء! |
المشاركة رقم: 14
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
يختارني الإيقاعُ ، يشرقُ بي محمود درويش - فلسطين
أنا رَجْعُ الكمان، ولستُ عازِفَهُ أنا في حضرة الذكرى صدى الأشياء تنطقُ بي ...فأنطقُ كُلَّما أصغيتُ للحجرِ استمعتُ الى هديلِ يَمامةٍ بيضاءَ تشهَق بي: أخي! أنا أُخْتُكَ الصُّغْرى، فأَذرف باسمها دَمْعَ الكلامِ وكُلَّما أَبْصَرْتُ جذْعَ الزّنْزَلخْتِ على الطريق الى الغمامِ، سمعتُُ قلبِ الأُمِّ يخفقُ بي: أنا امرأة مُطلَّقةٌ، فألعن باسمها زيزَ الظلامِ وكُلَّما شاهدتُ مرآةً على قمرٍ رأيتُ الحبّ شيطاناً يُحَمْلِقُ بي: أنا ما زلْتُ موجوداً ولكن لن تعود كما تركتُك لن تعود، ولن أعودَ فيكملُ الإيقاعُ دَوْرَتَهُ ويشرَقُ بي... |
المشاركة رقم: 15
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
لي حكمة المحكوم بالإعدام محمود درويش - فلسطين
ليَ حكمةُ المحكوم بالإعدامِ: لا أشياءَ أملكُها لتملكني، كتبتُ وصيَّتي بدمي: "ثِقُوا بالماء يا سُكّان أُغنيتي!" ونِمْتُ مُضرّجاً ومتوَّجاً بغدي... حلِمْتُ بأنّ قلب الأرض أكبرُ من خريطتها، وأوضحُ من مراياها ومِشْنَقتي. وهِمْتُ بغيمةٍ بيضاء تأخذني الى أعلى كأنني هُدْهُدٌ، والريحُ أجنحتي. وعند الفجر، أَيقظني نداءُ الحارس الليليِّ من حُلْمي ومن لغتي: ستحيا ميتةً أخرى، فعدِّلْ في وصيّتك الأخيرة، قد تأجَّل موعدُ الإعدام ثانيةً سألت: الى متى؟ قال: أنتظر لتموت أكثر قلتُ: لا أشياء أملكها لتملكني كتبتُ وصيّتي بدمي: "ثِقُوا بالماء يا سُكّان أغنيتي!" وأنا، وإن كنت الأخير وأنا، وإن كُنْتُ الأخيرَ، وجدْتُ ما يكفي من الكلماتِ... كلُّ قصيدةٍ رسمٌ سأرسم للسنونو الآن خارطةَ الربيعِ وللمُشاة على الرصيف الزيزفون وللنساء اللازوردْ... وأنا، سيحمِلُني الطريقُ وسوف أحملُهُ على كتفي الى أن يستعيدَ الشيءُ صورتَهُ، كما هي، واسمَه الأصليّ في ما بعد/ كلُّ قصيدة أُمٌّ تفتش للسحابة عن أخيها قرب بئر الماء: "يا ولدي! سأعطيك البديلَ فإنني حُبْلى..."/ وكُلُّ قصيدة حُلمٌ: "حَلِمْتُ بأنّ لي حلماً" سيحملني وأحملُهُ الى أن أكتب السطر الأخيرَ على رخام القبرِ: "نِمْتُ... لكي أطير" ... وسوف أحمل للمسيح حذاءَهُ الشتويَّ كي يمشي، ككُلِّ الناس، من أعلى الجبال... الى البحيرة |
المشاركة رقم: 16
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
في بيت أمي محمود درويش - فلسطين
في بيت أُمِّي صورتي ترنو إليّ ولا تكفُّ عن السؤالِ: أأنت، يا ضيفي، أنا؟ هل كنتَ في العشرين من عُمري، بلا نظَّارةٍ طبيةٍ، وبلا حقائب؟ كان ثُقبٌ في جدار السور يكفي كي تعلِّمك النجومُ هواية التحديق في الأبديِّ... (ما الأبديُّ؟ قُلتُ مخاطباً نفسي) ويا ضيفي... أأنتَ أنا كما كنا؟ فمَن منا تنصَّل من ملامحِهِ؟ أتذكُرُ حافرَ الفَرَس الحرونِ على جبينكَ أم مسحت الجُرحَ بالمكياج كي تبدو وسيمَ الشكل في الكاميرا؟ أأنت أنا؟ أتذكُرُ قلبَكَ المثقوبَ بالناي القديم وريشة العنقاء؟ أم غيّرتَ قلبك عندما غيّرتَ دَربَكَ؟ قلت: يا هذا، أنا هو أنت لكني قفزتُ عن الجدار لكي أرى ماذا سيحدث لو رآني الغيبُ أقطِفُ من حدائقِهِ المُعلَّقة البنفسجَ باحترامً... ربّما ألقى السلام، وقال لي: عُدْ سالماً... وقفزت عن هذا الجدار لكي أرى ما لا يُرى وأقيسَ عُمْقَ الهاويةْ |
المشاركة رقم: 17
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
لا ينظرون وراءهم محمود درويش - فلسطين
لا ينظرون وراءهم ليودِّعوا منفى، فإنَّ أمامهم منفى، لقد ألِفوا الطريق الدائريَّ، فلا أمام ولا وراء، ولا شمال ولا جنوب. "يهاجرون" من السياج الى الحديقة. يتركون وصيةً في كل مترٍ من فناء البيت: "لا تتذكروا من بعدنا إلا الحياة"... "يسافرون" من الصباح السندسي الى غبارٍ في الظهيرة، حاملين نُعوشَهُم ملأى بأشياء الغياب: بطاقة شخصية، ورسالةٍ لحبيبةٍ مجهولةِ العنوانِ: "لا تتذكري من بعدنا إلا الحياة" و"يرحلون" من البيوت الى الشوارع، راسمين إشارة النصر الجريحة، قائلين لمن يراهُمْ: "لم نَزَلْ نحيا، فلا تتذكّرونا"! يخرجون من الحكاية للتنفُّس والتشمُّس. يحلُمون بفكرةِ الطيرانِ أعلى... ثم أعلى. يصعدون ويهبطون. ويذهبون ويرجعون. ويقفزون من السيراميك القديم الى النجوم. ويرجعون الى الحكاية... لا نهاية للبدايةِ. يهربون من النعاس الى ملاك النوم، أبيضَ، أحمرَ العينين من أثر التأمُّل في الدم المسفوك: "لا تتذكروا من بعدنا إلا الحياة"... |
المشاركة رقم: 18
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
هو هادئٌ ، وأنا كذلك محمود درويش - فلسطين
هوَ هادئٌ، وأنا كذلك يحتسي شاياً بليمونٍ، وأشربُ قهوةً، هذا هو الشيءُ المغايرُ بيننا. هوَ يرتدي، مثلي، قميصاً واسعاً ومُخططاً وأنا أطالعُ، مثلَهُ، صُحُفَ المساءْ. هو لا يراني حين أنظرُ خلسةً، أنا لا أراه حين ينظرُ خلسةً، هو هادئٌ، وأنا كذلك. يسألُ الجرسون شيئاً، أسألُ الجرسونَ شيئاً... قطةٌ سوداءُ تعبُرُ بيننا، فأجسّ فروةَ ليلها ويجسُّ فروةَ ليلها... أنا لا أقول لَهُ: السماءُ اليومَ صافيةٌ وأكثرُ زرقةً. هو لا يقول لي: السماءُ اليوم صافيةٌ. هو المرئيُّ والرائي أنا المرئيُّ والرائي. أحرِّكُ رِجْليَ اليُسرى يحرك رجلَهُ اليُمنى. أدندنُ لحن أغنيةٍ، يدندن لحن أغنية مشابهةٍ. أفكِّرُ: هل هو المرآة أبصر فيه نفسي؟ ثم أنظر نحو عينيه، ولكن لا أراهُ... فأتركُ المقهى على عجلٍ. أفكّر: رُبَّما هو قاتلٌ، أو رُبما هو عابرٌ قد ظنَّ أني قاتلٌ هو خائفٌ، وأنا كذلك! |
المشاركة رقم: 19
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
الظل محمود درويش - فلسطين
الظلُّ، لا ذَكرٌ ولا أنثى رماديٌّ، ولو أشعلْتُ فيه النارَ... يتبعُني، ويكبرُ ثُمَّ يصغرُ كنت أمشي. كان يمشي كنت أجلسُ. كان يجلسُ كنت أركضُ. كان يركضُ قلتُ: أخدعُهُ وأخلعُ معطفي الكُحْليَّ ...قلَّدني، وألقي عنده معطفَهُ الرماديَّ... استدَرْتُ الى الطريق الجانبيةِ .فاستدار الى الطريق الجانبية. قلتُ: أخدعُهُ وأخرجُ من غروب مدينتي فرأيتُهُ يمشي أمامي ...في غروب مدينةٍ أخرى... فقلت: أعود مُتّكئاً على عكازتين فعاد متكئاً على عكازتين ،فقلت: أحمله على كتفيَّ، ...فاستعصى... فقلتُ: إذنْ، سأتبعُهُ لأخدعهُ سأتبعُ ببغاء الشكل سخريةً أقلِّد ما يُقلِّدني لكي يقع الشبيهُ على الشبيه فلا أراهُ، ولا يراني. |
المشاركة رقم: 20
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
وأنت تعدّ فطورك محمود درويش - فلسطين لا تنس قوت الحمام وأنت تخوض حروبك فكّر بغيرك لا تنس من يطلبون السلام وأنت تسدّد فاتورة الماء، فكّر بغيرك من يرضعون الغمام وانت تعود إلى البيت ، بيتك ، فكّر بغيرك لا تنس شعب الخيام وأنت تنام و تحصي الكواكب ، فكّر بغيرك ثمّة من لم يجد حيّزاً للمنام وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكّر بغيرك من فقدوا حقّهم في الكلام وأنت تفكّر بالآخرين البعيدين ، فكّر بنفسك قل: ليتني شمعةٌ في الظلامْ |
المشاركة رقم: 21
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
لم ينتظر أحداً محمود درويش - فلسطين لم ينتظر احداً،
ولم يشعر بنقص في الوجود، أمامه نهرٌ رماديٌ كمعطفه، ونور الشمس يملأ قلبه بالصحو والاشجار عاليةٌ/ ولم يشعر بنقصٍ في المكان، المقعد الخشبي، قهوته، وكأس الماء والغرباء، والاشياء في المقهى كما هي، والجرائد ذاتها: أخبار أمس، وعالمٌ يطفو على القتلى كعادته/ ولم يشعر بحاجته إلى أملٍ ليؤنسه كأن يخضوضرالمجهول في الصحراء أو يشتاق ذئب ما إلى جيتارةٍ فلن يقوى على التكرار...أعرف آخر المشوارمنذ الخطوة الأولى- يقول لنفسه- لم أبتعد عن عالمٍ، لم أقترب من عالم لم ينتظر أحداً..ولم يشعر بنقص في مشاعره. فما زال الخريف مضيفه الملكي، يغريه بموسيقى تعيد إليه عصر النهضة الذهبيّ...والشعر المقفى بالكواكب والمدى لم ينتظر أحداً أمام النهر/ في اللا انتظار أصاهر الدوريّ في اللا انتظار أكون نهراً-قال- لا أقسو على نفسي، ولا أقسو على أحد، وأنجو من سؤال فادح: ماذا تريد ماذا تريد؟ |
المشاركة رقم: 22
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
حين تطيل التأمل محمود درويش - فلسطين حين تطيل التأمل في وردةٍ جرَحَت حائطاً، وتقول لنفسكَ : لي أملٌ في الشفاء من الرمل / يخضر قلبُكَ... حين ترافق أنثى إلى السيرك ذات نهار جميل كأيقونة ... وتحلًّ كضيف على رقصة الخيل / يحمر قلبُكَ... حين تعُدُّ النجوم وتخطئ بعد الثلاثة عشر، وتنعس كالطفل في زرقة الليل / يبيض قلبُكَ... حين تسير ولا تجد الحلم يمشي أمامك كالظل / يصفر قلبُكَ... |
المشاركة رقم: 23
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
إن مشيت على شارع ٍ محمود درويش - فلسطين إن مشيت علي شارع لا يؤدي إلى هاوية قل لمن يجمعون القمامة: شكراً! إن رجعت إلي البيت، حياً، كما ترجع القافية بلا خللٍ، قل لنفسك: شكراً! إن توقعت شيئاً وخانك حدسك، فاذهب غداً لتري أين كنت وقل للفراشة: شكراً! إن صرخت بكل قواك، ورد عليك الصدى (من هناك؟) فقل للهوية: شكراً! إن نظرت إلي وردة دون أن توجعك وفرحت بها، قل لقلبك: شكراً! إن نهضت صباحاً، ولم تجد الآخرين معك يفركون جفونك، قل للبصيرة: شكراً! إن تذكرت حرفاً من اسمك واسم بلادك كن ولداً طيباً! ليقول لك الربُّ: شكراً ... |
المشاركة رقم: 24
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
مقهى وأنت مع الجريدة محمود درويش - فلسطين مقهى، وأنت مع الجريدة جالس لا، لست وحدك. نصف كأسك فارغ والشمس تملأ نصفها الثاني ... ومن خلف الزجاج تري المشاة المسرعين ولا تُرى [إحدي صفات الغيب تلك: ترى ولكن لا تُرى] كم أنت حر أيها المنسي في المقهى! فلا أحدٌ يرى أثر الكمنجة فيك، لا أحدٌ يحملقُ في حضورك أو غيابك، أو يدقق في ضبابك إن نظرت إلى فتاة وانكسرت أمامها.. كم أنت حر في إدارة شأنك الشخصي في هذا الزحام بلا رقيب منك أو من قارئ! فاصنع بنفسك ما تشاء، إخلع قميصك أو حذاءك إن أردت، فأنت منسي وحر في خيالك، ليس لاسمك أو لوجهك ههنا عمل ضروريٌ. تكون كما تكون ... فلا صديق ولا عدو يراقب هنا ذكرياتك / فالتمس عذرا لمن تركتك في المقهى لأنك لم تلاحظ قَصَّة الشَّعر الجديدة والفراشات التي رقصت علي غمازتيها / والتمس عذراً لمن طلب اغتيالك، ذات يوم، لا لشيء... بل لأنك لم تمت يوم ارتطمت بنجمة.. وكتبت أولى الأغنيات بحبرها... مقهى، وأنت مع الجريدة جالسٌ في الركن منسيّا، فلا أحد يهين مزاجك الصافي، ولا أحدٌ يفكر باغتيالك كم انت منسيٌّ وحُرٌّ في خيالك! |
المشاركة رقم: 25
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
هو لا غيره محمود درويش - فلسطين هو، لا غيره، من ترجل عن نجمة لم تصبه بأيّ أذى. قال: أسطورتي لن تعيش طويلاً ولا صورتي في مخيلة الناس / فلتمتحني الحقيقة قلت له: إن ظهرت انكسرت، فلا تنكسر قال لي حُزْنُهُ النَّبٌَّوي: إلي أين أذهب؟ قلت إلى نجمة غير مرئية أو إلى الكهف/ قال يحاصرني واقع لا أجيد قراءته قلت دوّن إذن، ذكرياتك عن نجمة بعُدت وغد يتلكأ، واسأل خيالك: هل كان يعلم أن طريقك هذا طويل؟ فقال: ولكنني لا أجيد الكتابة يا صاحبي! فسألت: كذبت علينا إذاً؟ فأجاب: على الحلم أن يرشد الحالمين كما الوحي / ثم تنهد: خذ بيدي أيها المستحيل! وغاب كما تتمنى الأساطير / لم ينتصر ليموت، ولم ينكسر ليعيش فخذ بيدينا معاً، أيها المستحيل ! |
المشاركة رقم: 26
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
برتقالية محمود درويش - فلسطين برتقالية، تدخل الشمس في البحر /
والبرتقالة قنديل ماء على شجر بارد برتقالية، تلد الشمس طفل الغروب الإلهيَّ / والبرتقالة خائفة من فم جائع برتقالية، تدخل الشمس في دورة الأبدية / والبرتقالة تحظى بتمجيد قاتلها: تلك الفاكهة مثل حبة الشمس تقَشرُ باليد والفم، مبحوحة الطعم ثرثارة العطر سكرى بسائلها... لونها لا شبيه له غيرها، لونها صفة الشمس في نومها لونها طعمها: حامض سكري، غني بعافية الضوء والفيتامين c.. وليس على الشعر من حرج إن تلعثم في سرده، وانتبه إلى خلل رائع في الشبه |
المشاركة رقم: 27
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
درس من كاما سوطرا محمود درويش - فلسطين بكأس الشراب المرصّع باللازرود انتظرها، على بركة الماء حول المساء وزهر الكولونيا انتظرها، بصبر الحصان المعدّ لمنحدرات الجبال انتظرها، بسبع وسائد محشوة بالسحاب الخفيف انتظرها، بنار البخور النسائي ملء المكان انتظرها، برائحة الصندل الذكرية حول ظهور الخيول انتظرها، ولا تتعجل فإن اقبلت بعد موعدها فانتظرها، وإن أقبلت قبل موعدها فانتظرها، ولا تُجفل الطير فوق جدائلها وانتظرها، لتجلس مرتاحة كالحديقة في أوج زينتها وانتظرها، لكي تتنفس هذا الهواء الغريب على قلبها وانتظرها، لترفع عن ساقها ثوبها غيمة غيمة وانتظرها، وخذها إلى شرفة لترى قمراً غارقاً في الحليب انتظرها، وقدم لها الماء، قبل النبيذ، ولا تتطلع إلى توأمي حجل نائمين على صدرها وانتظرها، ومسّ على مهل يدها عندما تضع الكأس فوق الرخام كأنك تحمل عنها الندى وانتظرها، تحدث اليها كما يتحدث ناي إلى وتر خائف في الكمان كـأنكما شاهدان على ما يعد غد لكما وانتظرها ولمّع لها ليلها خاتما خاتما وانتظرها إلى ان يقول لك الليل: لم يبق غيركما في الوجود فخذها، برفق، إلى موتك المشتهى وانتظرها!... |
المشاركة رقم: 28
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
سوناتا محمود درويش - فلسطين إذا كنت آخر ما قاله الله لي، فليكن
نزولك نون ال "أنا" في المثنى. وطوبى لنا لقد نور اللوز بعد خطى العابرين، هنا على ضفتيك، ورف عليك القطا و اليمام بقرن الغزال طعنت السماء، فسال الكلام ندى في عروق الطبيعة. ما اسم القصيدة أمام ثنائية الخلق و الحق، بين السماء البعيدة وأرز سريرك، حين يحن دم لدم، ويئن الرخام؟ ستحتج أسطورة للتشمس حولك. هذا الرخام الهات مصر وسومر تحت النخيل يغيرن أثوابهن و أسماء أيامهن، ويكملن رحلاتهن إلى آخر القافية وتحتاج أنشودتي للتنفس : لا الشعر شعر ولا النثر نثر . حلمت بأنك آخر ما قاله لي الله حين رأيتكما في المنام، فكان الكلام |
المشاركة رقم: 29
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
هكذا قالت الشجرة المهملة محمود درويش - فلسطين خارج الطقس ، أو داخل الغابة الواسعة وطني. هل تحسّ العصافير أنّي لها وطن ... أو سفر ؟ إنّني أنتظر ... في خريف الغصون القصير أو ربيع الجذور الطويل زمني. هل تحسّ الغزالة أنّي لها جسد ... أو ثمر ؟ إنّني أنتظر ... في المساء الذي يتنزّه بين العيون أزرقا ، أخضرا ، أو ذهب بدني هل يحسّ المحبّون أنّي لهم شرفة ... أو قمر ؟ إنّني أنتظر ... في الجفاف الذي يكسر الريح هل يعرف الفقراء أنّني منبع الريح ؟ هل يشعرون بأنّي لهم خنجر ... أو مطر ؟ أنّني أنتظر ... خارج الطقس ، أو داخل الغابة الواسعة كان يهملني من أحب و لكنّني لن أودّع أغصاني الضائعة في رخام الشجر إنّني أنتظر ... *** |
المشاركة رقم: 30
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: روائع الشاعر محمود درويش 2
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا أتوقف عن ادراج القصائد لان مرجعي قد نفذ من محتواه ولكن لن ينفذ حبنا لوطننا من قلوبنا كما لم ينفذ من قصائد الشاعر محمود درويش لكم مني سلام وفي قلبي محبة واحترام أخوكم الصغير |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
روائع الشاعر محمود درويش | abo aziz | بيت القصيد 2005-2010 | 30 | 01 / 12 / 2009 31 : 08 PM |
وعود من العاصفة -محمود درويش | abo aziz | بيت القصيد 2005-2010 | 8 | 01 / 12 / 2009 11 : 05 PM |