|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
سواليف مطاوعة مواضيع دينية على مذهب أهل السنة والجماعة |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
البَرَد بين العلم والقرآن
البرَد هو أحد الظواهر الأكثر تعقيداً والتي بحثها العلماء طويلاً، ولم يزل هنالك الكثير مما نجهله حول هذه الظاهرة الجميلة، فكيف تناول القرآن هذه الظاهرة؟ وهل يتطابق مع العلم الحديث؟....
في إحدى عواصف البرد في عام 2000 قُتل أحد الناس عندما سقطت عليه حبَّة برد بحجم حبة التفاح! وفي عام 1981 سببت عاصفة رعدية نزل فيها البرد بكميات كبيرة في الولايات المتحدة خسارة أكثر من 100 مليون دولار. وأكبر حبة برد سقطت كانت في ولاية كنساس عام 1970 وتزن 750 غراماً. يتجلَّى تعقيد هذه الظاهرة من خلال العمليات بالغة التعقيد التي ترافق تشكل البرَد، لأن تشكل البرَد يتم أثناء العواصف الرعدية، والتي تصل فيها سرعة التيار الهوائي المتجه لأعلى الغيمة إلى 160 كيلو متراً في الساعة أو أكثر. ويقوم العلماء اليوم باستخدام الرادارات التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وكذلك الأقمار الاصطناعية لدراسة أسرار هذه الظاهرة المعقدة. لقد نُسجت الأساطير قديماً حول الظواهر الكونية المخيفة مثل كسوف الشمس والبرق والرعد وظاهرة البرَد، فكان للناس معتقدات ينسبون فيها هذه الظواهر إلى الآلهة، فالكسوف يعني غضب الآلهة أو موت زعيم عظيم، والبرق هو العصا التي يستخدمها بعض الآلهة في الحرب، وغير ذلك من الأساطير التي لا تقوم على أي أساس علمي. لقد نزل القرآن العظيم في القرن السابع الميلادي، وفي ذلك العصر كانت الأساطير تملأ معتقدات البشر. ولكن كيف عالج القرآن هذه الظاهرة وماذا يقول عنها، وهل صحيح ما يدَّعيه بعض الملحدين أن القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم؟؟! إن المنطق العلمي يفرض كما في جميع الكتب البشرية أن المؤلف عندما يتحدث عن ظاهرة كونية تجده ينقل لنا الأساطير التي تأثر بها، وتجد في ذلك الكتاب ثقافة ذلك العصر. والسؤال: هل تأثر القرآن فعلاً بثقافة القرن السابع الميلادي؟ وهل صحيح ما ينادي به بعضهم اليوم من أن القرآن نص تاريخي يقبل التبديل والتغيير بما يتناسب مع علوم كل عصر؟؟ لنطلع أولاً على ما يقوله علماء القرن الحادي والعشرين حول أسرار البرَد والعمليات الفيزيائية المعقدة لتطور حبَّة البرَد، وسوف ننقل المعلومات من أهم المواقع العالمية المتخصصة في هذا المجال. وبعد ذلك سوف نطلع على ما جاء في القرآن حول تشكل البرَد، ونتأمل ونتساءل: هل يوجد أي اختلاف أو تناقض بين العلم والقرآن؟ فإذا جاء كلام القرآن حول هذه الظاهرة الدقيقة مطابقاً لأحدث الحقائق العلمية اليقينية كان القرآن كتاب الله تعالى، لأنه يستحيل أن يأتي رجل مهما بلغ من العلم ويتحدث عن حقائق علمية صحيحة في ذلك العصر نرى في هذا الشكل الغيمة المناسبة لتشكل البرد، حيث تبدأ التيارات الهوائية بدفع الغيوم للأعلى وتجميعها حتى تصبح على شكل برج ترتفع عدة كيلو مترات. إن مجموعة من هذه الغيوم سوف تتآلف لتشكل الغيوم الركامية. أما إذا وجدنا كلام القرآن هو كلام عادي ولا يتفق مع معطيات العلم، أو وجدنا أدنى اختلاف بين العلم والقرآن، كان هذا دليلاً على أن القرآن هو كتاب من عند غير الله! وهذا ما نجده واضحاً في كتاب الله تعالى عندما أمرنا أن نتدبَّر القرآن لنستيقن بأنه كتاب الله، يقول تعالى مخاطباً كل ملحد وكل مؤمن: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]. مراحل تشكل البرَد حسب أحدث الحقائق العلمية في البداية تبدأ التيارات الهوائية بدفع وسوق الغيوم المتفرّقة باتجاه الأعلى. فحبات البرَد الصغيرة يتطلب تشكيلها تياراً هوائياً سرعته وسطياً 45 كيلو متراً في الساعة، أما حبات البرد المتوسطة فتتطلب تياراً هوائياً بسرعة 88 كيلو متراً في الساعة تقريباً، حبات البرد الكبيرة تتطلب تياراً هوائياً سرعته 160 كيلو متراً في الساعة تقريباً. ثم تبدأ هذه الغيوم بالتجمع والتآلف، ثم بعد ذلك تتراكم الغيوم فوق بعضها البعض مشكِّلة ما يشبه الأبراج العالية التي تمتد لعدة كيلو مترات في الغلاف الجوي! في هذه الغيوم سوف تبدأ قطرات المطر بالتشكل، وكل مليون قطيرة ماء باردة سوف تتجمع لتشكل قطرة مطر واحدة!! في هذه الغيمة نلاحظ خط الصفر (الخط الأحمر المتقطع) والذي يمثل درجة الحرارة صفر، وفوق هذا الخط يبدأ تشكل البرَد. أي أن البرد لا يتشكل في أسفل الغيمة إنما في أعلاها وأوسطها. وتظهر الأسهم الصفراء وهي تمثل تيارات الرياح التي تسوق السحب باتجاه الأعلى لتكوين السحاب الركامي بعد تجمع الغيوم تبدأ مرحلة تراكم هذه الغيوم فوق بعضها بفعل التيارات الهوائية، وهذه المرحلة ضرورية لتشكل البرد، لأن البرد يتشكل في الأجزاء العليا من الغيمة، ولذلك يجب أن تكون الغيوم مرتفعة كالجبال! والآن يبدأ تشكل البرَد عندما تكون درجة الحرارة منخفضة جداً، دون الصفر، حيث تتجمع قطيرات الماء الصغيرة والشديدة البرودة لتتجمد وتشكل حبة البرَد. ويقول العلماء: إن حبة البرد الواحدة والصغيرة يستغرق تشكلها زمناً 5-10 دقائق، وتحتاج لمئات الملايين من قطيرات الماء التي تتجمع لتشكيل حبَّة برد واحدة!! وقد يصل أحياناً قطر حبة البرد إلى 15 سنتمتراً، وتصطدم بالأرض بسرعة 180 كيلو متراً. يتشكل البرد على ارتفاعات عالية تصل إلى 18 كيلو متراً. رسم يمثل طريقة تشكل البرد، ونلاحظ أن المطر يخرج من جميع أجزاء الغيمة، بينما البرَد يتشكل ضمن منطقة محددة تشبة الجبل (المنطقة الخضراء) ويخرج من مناطق محددة. يتشكل البرد حول قطرات الماء المجمدة، أو حول ذرات الثلج الصغيرة وقد يحوي البرَد في داخله بعض الغبار والأتربة العالقة أو الحشرات الصغيرة التي ساقها التيار الهوائي في الجو بين الغيوم. ويؤكد العلماء على أن الغيمة الأطول تملك فرصة أكبر في تشكل البرَد بسبب ملامستها لطبقات الجو العليا شديدة البرودة. والتيارات القوية من الهواء مطلوبة لتأمين تشكل البرَد، وحمله والتغلب على قوى الجاذبية الأرضية خصوصاً إذا كانت حبات البرَد كبيرة، وهذه التيارات هي ما يسبب تشكل أبراج من الغيوم الركامية كما يقول العلماء!!! كلما كان التيار الهوائي المتجه للأعلى قوياً كانت حبات البرَد أكبر، وعندما يعجز التيار الهوائي عن حمل حبات البرَد فإن البرَد سيسقط. لذلك عندما نقطع حبَّة البَرَد إلى نصفين نلاحظ عدداً من الحلقات على شكل طبقات متعددة تماماً كحلقات البصلة، وهذا يعني أن حبة البرد تتشكل على مراحل كل مرحلة تنمو فيها حلقة. وقد لاحظ العلماء أن المطر ينزل من كل الغيمة بينما البرد يسقط فقط من ممرات محددة من الغيمة وتدعى صفوف البرد. تظهر في هذا الشكل حبات برَد مقسومة إلى نصفين ونلاحظ وجود حلقات، مما يدل على أن البرد تشكل على مراحل متعاقبة، تتمثل في دوران حبة البرد دورات متعددة بسبب التيارات الهوائية، وفي كل دورة تتشكل طبقة. طبعاً جميع هذه المراحل والتي تسبق تشكل البرد ضرورية ولا يمكن أن يتشكل البرد بدونها. يتواجد البرد بشكل شبه دائم في أعالي الغيوم وأواسطها. وعلى كل حال إما أن تذوب حبة البرد قبل وصولها إلى الأرض أو تكون صغيرة الحجم فتذوب داخل التيار الهوائي في الغيمة. وقد تبين أن معظم البرد المتشكل في الغيمة (من 40-70 %) يذوب قبل وصوله إلى الأرض! وأخيراً يؤكد العلماء أن التيارات الهوائية المتجهة نحو الأعلى لا تقتصر مهمتها على تشكيل البرَد، بل إنها أيضاً مسؤولة عن دفع قمم الغيوم الركامية عالياً إلى طبقة التروبوسفير، مما يؤدي لخلق البيئة المناسبة لحدوث البرق إن تشكل البرَد في الأجزاء العالية من الغيوم يهيء البيئة المناسبة لحدوث البرق. إذن هنالك علاقة وثيقة بين البرَد والبرق لأن الظروف المناسبة لتشكل البرد هي ذاتها المناسبة لحدوث البرق. والآن وبعدما تعرّفنا على الحقائق العلمية اليقينية حول ظاهرة تشكل البرَد والتي هي محل اتفاق علماء الغرب، وبعد أن استمعنا إلى أهم الاكتشافات في هذا المجال، ماذا عن كتاب الحقائق-القرآن؟ وكيف تناول كتاب الله تعالى هذه الظاهرة وكيف وصفها؟ حقائق علمية من القرآن لقد تحدث القرآن عن البرَد في آية من آياته العظيمة، في هذه الآية جمع الله كل الحقائق العلمية التي رأيناها بمنتهى الدقة والإيجاز، وبنفس التسلسل العلمي. لقد بدأت الآية بقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا) [النور: 43]. وقد رأينا أن عملية تشكل البرد تبدأ بدفع التيارات الهوائية للغيوم وتجميعها والتآلف بينها، وكلمة (يُزْجِي) تعني في اللغة "يسوق ويدفع". وهذا ما نراه في أول مرحلة من مراحل تشكل البرد. ثم تأتي المرحلة الثانية بعد ذلك في قوله تعالى: (ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ)، أي يجمع بين السحُب، وهذه المرحلة رأيناها عندما تبدأ الغيوم بالتجمع. ثم تأتي المرحلة الأخيرة لتشكل الغيوم وهي الغيوم الركامية وهذه نجدها في قوله تعالى: (ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا) . وكلمة "رَكَمَ" في اللغة تعني "ألقى الأشياء بعضها فوق بعض"، وهذا ما يحدث تماماً في الغيوم الركامية حيت تدفعها التيارات الهوائية باتجاه الأعلى وتجمّعها باتجاه عالٍ يشبه الأبراج ذات القاعدة العريضة وتضيق كلما ارتفعنا للأعلى وتكوّن شكلاً يشبه "الجبل". وتأمل معي كيف يستخدم القرآن كلمة (ركاماً) وهي نفس الكلمة التي يستخدمها العلماء اليوم "الغيوم الركامية". وفي المرحلة التالية يبدأ تشكل المطر ونزوله وهذا ما تخبرنا عنه الآية بعد ذلك في قوله تعالى: (فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ) وقد ثبُت أن المطر الغزير وهو (الودْق) يخرج من جميع أجزاء الغيمة وهذا ما أشارت إليه الآية في عبارة (مِنْ خِلَالِهِ). تظهر في هذا الشكل حبة برَد عملاقة قطرها 15 سنتميراً، هذه الحبة تركبت من عشرات البلايين من قطيرات الماء الصغيرة تجمعت وتآلفت وشكلت هذه الحبة!! وتتم عملية تشكل هذه الحبة من البرَد وفق قوانين دقيقة ومحكمة بتقدير من الله تعالى. وفق مراحل تتوافق مئة بالمئة مع ما جاء في القرآن الكريم. والآن بعدما تشكلت قطيرات المطر أصبحت إمكانية تشكل البرد ممكنة، وذلك من خلال اجتماع ملايين القطيرات من الماء شديد البرودة لتشكيل حبات البرد والتي تتجمع في مناطق محددة في أعلى وأوسط الغيمة ويبدأ نزول البرد من مناطق محددة أيضاً، وهذا ما تحدثنا عنه الآية بعد ذلك: (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ)!! وهنا نلاحظ أن القرآن يستخدم كلمة (جبال) والعلماء يستخدمون كلمة "أبراج" من الغيوم، لأنهم وجدوا أن شكل الغيوم التي تحوي البرَد يشبه البرج. فتأمل التقارب الشديد بين الكلمة القرآنية والكلمة العلمية. ونلاحظ أيضاً كيف يراعي القرآن تسلسل المراحل. ويقول العلماء أيضاً إن البرد لا يوجد في جميع أجزاء الغيمة بل في مناطق محددة فيها، وينزل من مناطق محددة أيضاً وليس من الغيمة كلها، ولذلك لم يقل تعالى: وينزل البرَد، بل قال: (مِنْ بَرَدٍ) أي أن جبال الغيوم الركامية تحوي شيئاً من البرَد. ولكن العلماء وجدوا أن قسماً كبيراً من البرد المتشكل يذوب قبل وصوله إلى الأرض، وقسماً آخر يذوب داخل الغيمة. وهذا ما عبَّر عنه القرآن بقوله تعالى: (فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ). إذن الله تعالى يصيب بهذا البرد من يشاء فتجد أن حبات البرد تبقى متجمدة حتى تصل إلى الأرض، ويصرف الله تعالى هذا البرد عمن يشاء من خلال ذوبان الجزء الأكبر من حبات البرد وعدم وصولها إلى الأرض. ولكن بقي شيء مهم يحدثنا عنه العلماء كما رأينا وهو موضوع البرق وارتباطه بالبرد. فالبيئة المناسبة لتشكل البرد هي ذاتها المناسبة لحدوث ومضة البرق، وهذا أيضاً حدثنا عنه القرآن في نفس الآية في قوله تعالى: (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ)، فتأمل أخي القارئ هذا التسلسل العجيب!! حبات برد كبيرة أحدثت حفراً واضحة على التراب، إن الخسائر الاقتصادية التي يسببها البرد كل عام تقدّر بمئات الملايين من الدولارات. الإعجاز العلمي للآية لنكتب الآن الآية كاملة ونرى الحقيقة العلمية الكاملة لظاهرة تشكل البرد: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) [النور: 43]. إن الذي يتأمل هذه الآية الكريمة يدرك مباشرة التطابق والتوافق الكامل مع معطيات العلم الحديث، ويدرك أيضاً أنه لا اختلاف ولا تناقض بين الحقيقة العلمية اليقينية وبين النص القرآني. وفي هذا الدليل العلمي على أن القرآن إنما نزل بعلم الله عز وجل، وأنه لا ينبغي لبشر ولا يستطيع أبدأً أن يتحدث عن هذه الظاهرة المعقدة بكل الدقة العلمية التي رأيناها. والآن نلخص إعجاز الآية من خلال ذكرها لمراحل تشكل البرد: 1- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا: إشارة إلى التيارات الهوائية التي تدفع وتسوق السحب باتجاه الأعلى. 2- ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ: إشارة إلى تجميع الغيوم لتشكل تجمعات كبيرة من السحب. 3- ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا: إشارة إلى تشكل الغيوم الركامية، أي المتراكم بعضها فوق بعض. 4- فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ: إشارة إلى تشكل قطرات المطر وخروجها من أجزاء الغيمة. 5- وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ: إشارة الشكل الهندسي للغيوم الركامية، حيث تشبه الجبال في شكلها، وإشارة أيضاً إلى أماكن تشكل وتجمع البرَد في أجزاء محددة من الغيوم وليس في كلها. 6- فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ: إشارة إلى وصول جزء من البرَد إلى الأرض، وذوبان الجزء الآخر من البرَد وعدم وصوله إلى الأرض. 7- يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ: أي يكاد ضوء البرق يذهب بالأبصار، وفي هذا إشارة لحدوث البرق في هذه البيئة التي تشكَّل فيها البرَد. هذه المقاطع السبعة تشكل آية عظيمة تحدث فيها الله تعالى عن تشكل البرد ومراحله وعلاقته بالبرق بكلمات في قمة البلاغة والبيان، ولكن العلماء استغرقوا عشرات السنين من البحث والتجارب وبالنتيجة وصلوا إلى الحقائق ذاتها، والسؤال: أليس هذا إعجازاً واضحاً للآية الكريمة؟ إن هذه الحقائق دليل على أن القرآن كتاب الله ولو أن هذا القرآن من تأليف بشر لوجدنا فيه اختلافات كثيرة، وهنا يتجلى قوله تعالى: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا).
|
المشاركة رقم: 2
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: البَرَد بين العلم والقرآن
شكرا اخوي على الموضوع
دمت لنا بود
|
المشاركة رقم: 3
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: البَرَد بين العلم والقرآن
جزاك الله خيرا للتواصل
|
المشاركة رقم: 4
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: البَرَد بين العلم والقرآن
سبحان الله
مشكور اخوي موفق
|
المشاركة رقم: 5
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: البَرَد بين العلم والقرآن
جزاك الله خيرا للتواصل
|
المشاركة رقم: 6
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: البَرَد بين العلم والقرآن
سبحانك ما أعظم شأنك
سبحانك ما أعظم ما نرى من خلقك وما أصغر أي عظيمة في جنب قدرتك وما أهولَ ما نرى من ملكوتك وما أحقر ذلك فيما غاب عنا من سلطانك وما أسبغَ نعَمك في الدنيا وما أصغرها في نعم الآخرة الله يجزاك كل خير تقبل مرورى المتواضع تقديرى واحترامى |
المشاركة رقم: 7
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: البَرَد بين العلم والقرآن
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فمن أعماق البحر ومن قاعه وسطحه ورياحه إلى أسرار السحب في السماء فكما وصف القرآن سطح البحر ووسطه وقاعه فإن القرآن الكريم قد وصف لنا السحب التي تتكون منها الأمطار ، والسحب أنواع كثيرة ، والممطر منها ثلاثة أنواع فقط. جاء هذا الوصف القرآني للسحب الممطرة ،وجعل لكل سحاب وصفاً خاصاً لنفس المعالم التي يختلف بها عن غيره ، فكل سحاب يتكون بطريق معينة وتصاحبه ظواهر خاصة به، وينتج عنه نتائج معينة ونرى الوصف القرآني ينطبق تمام الإنطباق على كل حالة من هذه الحالات . ونتذكر أنَّ القرآن الكريم نزل قبل ألف وأربعمائة عام ، وأنَّه في ذلك الوقت كان الناس يتخيلون خيالات أُسطورية . فالصينيون مثلاً : كانوا يصفون البرق فيعللون حدوثه بأنَّ الآلهة بيدها مرايا تحركها مع الشمس فيكون ذلك البرق وأَما الرعد فكانوا يعللون حدوثه بأنَّ الآلهة تقرع الطبول. أمَّا اليونان فقد كانوا يتصورون آلهةً لكل مظهر من مظاهر الطبيعة فهناك آلهة تنفخ الرياح، وآلهة تكون السحب ، وهكذا أما العرب فما كان لهم انشغال بهذا فبلادهم صحراوية قليلة الأمطار وتقدم العلم وأخذ العلماء يدرسون الظواهر الطبيعية من حولهم ، ويكتشفون أسرار تلك الظواهر الكونية وأَسبابها وسننها، ويفتح عليها في هذا الأمر شيئا فشيئاً ، وبدأ الأمر بدارسة العلاقة بين الرياح والسحب ، ما الذي يكون السُّحب ؟ اعلموا أن البحر يتبخر ويصعد منه بخار الماء ، ولكنه غير مقطور(1) فتأتي الرياح وتسوقه ، رياح رأسية ترفعه وتنقله ورياح أفقية تسوقه فهذه الرياح تحمل بخار الماء فإذا انتقل بخار الماء من منطقة ساخنة كان فيها في صورة بخار إلى منطقة باردة فإنه يتكشف عند دخولها فتتكون نوايا القطرات ، فيصبح ذلك البخار الذي ما كان يرى مرئياً ومشاهداً ، فإن الرياح هي السبب في إظهار ذلك السحاب بسبب أنها تنقله من مكان ساخن إلى مكان بارد، وقد تكون الحركة برياح ساخنة لكنها تصطدم بكتلة باردة فعندما تدخل الرياح الساخنة المحملة ببخار الماء غير المنظور إلى منطقة باردة تبدأ السحاب بالظهور ، ونحن نرى في الأفق ذلك . نرى أن السحاب يدخل منطقة أمامنا ثم يبدأ في الظهور ، واستمرار الدفع لكميات بخار الماء إلى جسم السحابة يجعلها تنمو كما نرى في السحب دائماً في شكل قباب بسبب ذلك النمو فتهيج ، تهيج بنموِّها ذلك بما يدفع فيها من بخار مائي لا يُرى ، إذن الرياح تُظهر السحب وتهيِّجها وهناك لفظ في اللغة العربية يؤدي هذين المعنيين (الإظهار والتهييج) ولازلنا نستعمله إلى يومنا هذا ، أنت تقول للشخص أو عن شخص ما فلان أَثار مشكلةً ، بمعنى أظهر مشكلة لم تكن موجودة ولا ظاهرة, فأوجدها أي: أَظهرها . أو تقول لشخصٍ : لا تثرني بمعنى لا تهيجني . فأَثار جاءت لمعنيين : لمعنى إِظهار الشيء ولمعنى تهييج الشيء . فالعلاقة بين الرياح وبين السحب هو علاقة إِثارة بمعنى : إِظهار وتهييج ، وهذا هو اللفظ العربي الوحيد الجامع لهذين المعنيين والدال عليهما في آنٍ واحد، وهو اللفظ الذي استعمله القرآن لبيان العلاقة بين الرياح وبين السحب قال تعالى : ﴿اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً ﴾ [الروم: 48] فتثير أي تُظهر وتُهيج . قلنا إنَّ السحبَ التي تتكون أَنواع ثلاثة أي السحب الممطرة ثلاثة أَنواع ، مع السحب أنواع كثيرة ، لكن الممطر منها ثلاثة أنواع ، ولكل نوع منها طريقة في تكوينه، وظواهر تصاحبه ، ونتائج تنشأ عنه (صورة). وتعليق على الصورة . كيف تحركت السحاب من أسفل وارتفعت ثم امتدت فكونت طبقات من السحاب وهذا هو السحاب الطبقي وهو لا يكون ممطراً في بدايته ولكن عندما يكون طبقات وقِطع وطريقة تكونه تبدأ بسبب هبوب الرياح الساخنة فتحمل بخار الماء وترتفع إلى أَعلى فوق الكتلة الباردة، ثم تمتد وتنبسط ، فترى السماء كلها وكأنَها طبقة واحدة أو سبعة أثمانها قد غطيت بهذا السحاب ، وهذا السحاب يسميه العلماء السحاب الطبقي. كيف ينزل منه المطر ؟ ومتى ينزل منه المطر ؟ ينزل المطر عندما يكتمل تكوين القطع من السحب المتجاورات بعضها بجوار بعض ، وبعضها فوق بعض عند ذلك ينزل المطر والوصف القرآن هو الآتي: ﴿ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ ﴾[الروم:48 ] أي قطعاً متجاورة وقطع بعضها فوق بعض﴿ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾[الروم:48 ] ترى الودق أي قطرات المطر تخرج من خلال هذا السقف . إذن لا ينزل المطر إلا بعد تكون القطع المتراكبة حتى تكون البيئة من حول هذا السحاب مشبعة بالماء تسمح بتكوين القطر في الثقيلة فينزل المطر . وهذا النوع من المطر لا يصاحبه رعد ولا برق ، ولا صاعقة ولا برد ، ولا شيء من الأَشياء المؤذِية ، وإنما ينهمر باستمرار ، ولذلك عندما ينزل هذا المطر على منطقة فإن النَّاس يفرحون به ويشعرون أنَّ الله ساق لهم أمطاراً لم تزعجهم ولم تخفهم ، فيفرحون بما نزل عليهم من ذلك ، فالأثر هو الفرح والسرور والله سبحانه يصف المطر فيقول: ﴿ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾[الروم:48] بينما يصف النوع الآخر من السحاب وهو السحاب الرُّكامي الذي يركم بعضه فوق بعض (صورة) وتعليق. يبدأ هذا السحاب أول ما يبدأ في صورة قزع، وهذا القزع الصغير يتجمع في خط يسمونه خط تجمع السحاب . فإذن لدينا عمليات تتم بعد عملية التجمع هذه، فتأتي عملية الركم للسحاب فيركم بعضه فوق بعض إلى أن يصبح كالجبل. ويصفه الله جل وعلا: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴾[النور:43]"(2) ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ﴾ يزجي بمعنى يسوق برفق ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ﴾ يجمع بينه في خط تجمع السحاب، فهاتان عمليتان: أ= سوق برفق . ب= تأليف بينه وتجميع . ﴿ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً ﴾ وهذه مرحلة ثالثة الركم ، وهو رفع بخار الماء والسحاب الذي تكون من البخار إلى أن يصبح ركاماً ، وهناك تيارات داخلية وقوي تنشأ في جسم السحابة ترفعها وتحملها إلى أَعلى ، فإذا عجزت قوة الحمل ، وتكونت القطرات الثقيلة التي تعجز تلك القوى عن حملها نزل المطر . ونلاحظ في الآية استعمال حرفي عطف متغايرين (ثم‘ وفاء) ، ثم الذي يدل على الترتيب مع التراخي‘ والفاء الذي يدل على الترتيب مع التعقيب ، أنت تقول مثلاً: دخلت المكان ثم خرجت أي كان الخروج بعد وقت من الدخول ، بينما تقول: دخلت المكان فجلست أي كان الجلوس عقب الدخول مباشرة. فانظروا إلى استعمال حروف العطف في الآية الكريمة: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً ﴾[النور:43 ] "بين كل عملية وأخرى فترة زمنية ولذلك يعقبها بحرف العطف "ثمَّ" ولكن بعد أن يتم الركم وتعجز القوى عن الحمل قال : ﴿ فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ﴾ غيَّر حرف العطف إلى "الفاء"﴿ فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ ﴾ فلا بد أن يكون السحاب في شكل جبل ﴿ فِيهَا مِن بَرَدٍ ﴾ أي يكون في ذلك الشكل الجبلي شيء من البرد " ﴿ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ﴾[النور:43 ] دَرس العلماء هذه الظاهرة كيف يتكون البرد فوجدوا أنَّ السحاب الرُّكامي تختلف درجة الحرارة في قمته عن قاعدته فالقمة تكون باردة والقاعدة تكون أقل برودة فيتكون شيء من البرد في قمة السَّحاب ثم ينزل هذا البرد إلى وسط السحابة حيث الماء …..ص4 تحت درجة الصفر ، ولكنه سائل ، وكان من المفترض أن يتجمد لكنه بقي سائلاً صورة سائل، ولكن بمجرد نزول تلك النواة من البرد الذي في قمة السحابة إلى المنطقة الوسطى تتحول المنطقة إلى كمية هائلة من حبات البرد. المتوقع ماذا ؟ التوقع أن ينزل_ البرد شيء ثقيل ولابد أن تعجز السحابة عن حمله . ماذا وجد علماء الأرصاد ؟ بعد تكون حبة البرد تنزل وقد تصيب النَّاس ولكن في كثير من الأحيان تنزل حبة البرد ثم تعود مرة ثانية وتحدث دورة في جسم السحابة وتنزل بعد أن تصبح ثقيلة وقد أضيف إليها كتلة جديدة من البرد فتنزل ، ويقول علماء الأرصاد : الآن ستنفجر السحابة بالبرد وينزل هذا الكم الهائل من حبات البرد وقبل أن يصل إلى قاعدة السحابة وينزل يجد تياراً آخر صاعداً يرفعه ويعيده إلى وسط السحابة وهكذا تبقى حبة البرد تدور في جسم السحابة حتى يأذن الله لها فتنزل ، فقد صرفت وحين أذن لها نزلت وهذا هو الوصف القرآني : ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ﴾ [النور:43 ]. لقد قامت ثلاث دول هي أمريكا واليابان وأظن الثالثة هي استراليا بدراسة لمدة عشر سنوات لمعرفة ما هو سبب تكون البرق، ويعد الدراسة قرروا ما هو سبب تكوين البرق، فوجدوا أنَّ سبب تكوين البرق هو تكوين مواد صلبة يعني برَد في جسم السحابة في درجة حرارة معينة . وفي عام 1985م قُرر بصفةٍ أكيدة أنَّ البرد هو سبب تكوين البرق، لماذا؟ لأنه عندما يتحول الماء إلى مادة صلبة تتكون معه شحنات كهربائية تبقى في ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴾[ النور:43] جسم السحابة وبحركة البرد تتكون أقطاب كهربائية موجبة في أَعلى وسالبة في أَسفل ومع كثرة واستمرار شحن(3) هذه الأقطاب بالكهرباء يصبح البرَد نفسه في حركته موصل بين تلك الأقطاب فيكون البرق . تعالوا لنرى الوصف القرآني: ﴿ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ ﴾ – أي البرد – ﴿ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ﴾[النور:43]. فهذه طريقة أخرى في تكوين السحاب ووصف يختلف عن طريقة تكوين السحاب الطبقي . فهناك لم يذكر البرق ولا البرَد ولا الرعد ولا شيء من ذلك بل عقَّب عليه وقال : ﴿ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾[الروم :48 ] لكن هنا وصفه وصفاً آخر مطابقاً لحقيقة السحاب الرُّكامي . فمن علَّم محمداً – صلى الله عليه وسلم – هذه الفروق الدقيقة ، من علَّمه أنَّ البرَد هو سبب تكون البرق من علَّمه أن البرَد ينزل في جسم السَّحابة ثم يصرف؛ من علَّمه أنَّ طريقة تكوين السحاب الرَّكامي تختلف عن طريقة تكوين السحاب الطَّبقي ، لاشك أنه الله سبحانه وتعالى وهناك نوع ثالث يتكون بين جبهتين من السَّحاب بسبب لقاء تيارات هوائية متعاكسة تمثِّل دوامةً أو إعصاراً فتعصر، وبحركتها ترفع هذه إلى أعلى وتحمل بخار الماء من أسفل وترفعه وكلما ارتفعت كانت الفرصة لتكوين قطرات ثقيلة أكبر وهذه القطرات تنمو وتتسع مساحتها وحين تثقل تلك القطرات تنزل ، ثم ترفع كمية أخرى هذا النوع من السحاب لا ينزل دفعه واحدة وإنما ينزل متدفقاً ثجاجاً ﴿ وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجاً * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً* وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً ﴾[النبأ:14-16 ](4) (ثجاجاً) أي متدفقاً ينزل قطرة بعد قطرة﴿ لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً ﴾[ النبأ:15 ] " وهذه هي نتيجة هذا النوع من الأمطار ﴿ لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً ﴾ [النبأ:15 ] " هنا يذكر هذه الجنات الناتجة عن هذا المطر ويصفها بوصف ﴿ وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً ﴾ [النبأ:16 ] ومعناه بساتين وغابات أشجارها ملتفة بعضها على بعض من شدة الرطوبة الناشئة عن هذا النوع من الأمطار فهي مختلفة في نتيجتها وكذلك في طريقة تكوينها " ﴿ وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجاً ﴾ [النبأ:14 ] فطريقة تكوينها العصر، وليس ماءً مستمراً بل ثجاجاً فهو يختلف عن الطبقي والرُّكامي ووصفه مختلف فتأمل كيف يصف القرآن هذا الوصف الدقيق، من يستطيع معرفة كل هذه الأسرار زمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟ ما كان الإنسان يستطيع الطيران في السماء، إنما تمكن الإنسان من ذلك في وقت قريب، وكم من الآلات الحديثة والأجهزة والتقنيات المتقدمة استعملها الإنسان اليوم حتى وصل إلى كل هذه الأسرار . فمن أين لمحمد صلى الله عليه وسلم هذا العلم الذي جعل العلم الحديث يجري وراءه ويلاحقه ليأتي في نهاية المطاف ويقرر ما سبقه إليه القرآن والسنة قبل 1400عام . لاشك أنه الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . وهذا الإعجاز العلمي هو الذي ذكره سبحانه بقوله: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ [فصلت:53 ] أي أنَّ هذا القرآن هو الحق جاء بالحق لأنه نزل بعلم الله كما قال تعالى: ﴿ لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ﴾[النساء:166 ] . والحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم . الشيخ الفاضل عبد المجيد الزندانى |
المشاركة رقم: 8
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: البَرَد بين العلم والقرآن
سبحان من سبحت له السموات بأكنافها
وسبحان مَن سبحت له البحار بأمواجها وسبحان من سبحت له الجبال بأصدائها وسبحان من سبحت له الحيتان بلغاتها وسبحان من سبحت له النجوم في السماء بأبراجها وسبحان من سبحت له الأشجار بأصولها وثمارها وسبحان من سبحت له السموات السبع والأرضون السبع ومن فيهن ومن عليهن سبحان من سبح له كل شيء من مخلوقاته تباركت ربنا وتعاليت وتعاليت. سبحانك سبحانك يا حي يا قيوم، يا عليم، يا حليم. سبحانك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك تحيي وتميت، وأنت حي لا تموت، بيدك الخير وأنت على كل شيء قدير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما |
المشاركة رقم: 9
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: البَرَد بين العلم والقرآن
سبحان الله في عظمه
جزاك الله خير على الموضوع القيم
|
المشاركة رقم: 10
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: البَرَد بين العلم والقرآن
جزاك الله خيرا للتواصل
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أسباب إختيار الوان العلم لكل دوله | بحر الحنان | بحر الحنان للسفر والسياحة | 16 | 08 / 02 / 2008 42 : 11 PM |
تسلسل طلاب العلم من ابن عثيمين الى الرسول صله الله عليه وسلم | SALMAN | الثقافة الاسلامية 2005-2010 | 10 | 07 / 09 / 2006 55 : 04 PM |
الانفجار الكبير بين العلم والقرآن | عمرو عبده | الثقافة الاسلامية 2005-2010 | 3 | 06 / 01 / 2006 47 : 10 PM |
السرعة القصوى بين العلم والقرآن | عمرو عبده | الثقافة الاسلامية 2005-2010 | 9 | 16 / 12 / 2005 10 : 09 PM |
أهمية العلم الشرعي | دائرة مستقيمه | الثقافة الاسلامية 2005-2010 | 2 | 18 / 08 / 2005 05 : 09 PM |