|
خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء
|
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
سواليف كتاب الصحافة مختارات مما ينشر في الصحف لبعض الكتاب من مواضيع مهمة ((مواضيع وليست اخبار صحفية)) |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
المشاركة رقم: 1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
لماذا لغة التعميم في النقد؟! سعد بن محمد الموينع
جميع الأعمال التي يقوم بها البشر عُرضة للخطأ والنسيان والتقصير والخلل، ما عدا أعمال الأنبياء والرسل التي تتعلق بالنبوة والرسالة فهم معصومون ومبرؤون من الزلل والنقص والخطأ.
وإن قضية تحديد مستوى العمل تخضع لقضية إبداء الرأي من مجموعة من الملاحظين للعمل. إن النقد توجد له صور عديدة في القرآن الكريم وكذلك في سنة رسولنا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم -، وإن النقد الذي في الكتاب والسنة هو النقد البناء الهادف إلى تعديل سلوك سيئ لا يقصد به تجريح الأشخاص، وإنه النقد المتقيد بآداب النقد البناء، لذا فإنه يحقق نتائج طيبة في نفس الشخص المتعرض للنقد. لقد كان لأنبياء الله ورسله قصب السبق في قضية النقد البناء الذي يقصد به الإصلاح وذلك واضح من سياق الآية الكريمة على لسان نبي من الأنبياء: (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ). ويختلف النقد للأشخاص والأعمال من شخص إلى آخر، فمن الناس من يقصد بنقده النصيحة لا الفضيحة ويلتزم بآداب النصح، ويقطف ثمار نصحه ونقده ويكون له القبول بين الناس وفي المجتمع الذي يعيش فيه. ومن الناس من يقصد بنقده تصيّد الزلات والتشهير بأصحاب الخطأ، ولا يذكر المحاسن أبدا، وإنما تركيزه دائما على الزلات فقط دون الحسنات، ولا شك أن صاحب هذا المنهج يحتاج لنقد نفسه لكي تستقيم في قضية النقد للآخرين، وغالبا يكون نقد هذه الطائفة مبنيا على ترسبات قديمة ومواقف سالفة بينهم وبين الذين تعرضوا للنقد منهم، وإن تلك المواقف الحاصلة بين الرجل وأخيه المسلم ينبغي ألا تكون سبباً في نقدٍ يصل إلى درجة التشهير والفضائح ويصحب ذلك البهتان والتزييف المرفوض في الكتاب والسنة، بل الواجب على الرجل المنصف أن يذكر محاسن إخوانه في حالة نقده لهم وعليه أن يعدل في قوله (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى). إن الرجل الذي يكره النقد الذي يُقصد به النصح لديه جهل؛ إذ إن النقد البناء مطلوب ومهم في تعديل السلوك والمنهج الذي فيه خلل ونقص. ولقد كان في قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: (رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي) المثل الحسن في قضية قبول النقد البناء. إن لغة التعميم في النقد تدل إما على جهل الناقد أو وجود الرجل الحاقد الذي يتشفى من الآخرين من خلال تعميمه وقوع الخطأ على شريحة كبرى. إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يُكثر من النقد البناء ولكنه يستخدم لغة راقية في نقده بعيدة عن التجريح قريبة من الواقع، وكان يُكثر من قوله: (ما بال قوم يفعلون كذا وكذا)، و(يعمدُ أحدكم)، لا يُحدد شخصاً بعينه أو يعمم في نقده. إن الذي يرى النقد في هذه الأيام ليعجب من أهله الذين في الغالب بعضهم إما حاقدين أو جاهلين، حيث ترى بعض الكتاب يتحدثون عن جهاز الحسبة، ويصفون جميع العاملين في هذا القطاع المهم من الدولة بأنهم أصحاب أخطاء فادحة وأنهم لا يفقهون في قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويعدد الأخطاء ويسرد الأكاذيب الكثيرة، وقد يذكر خطأ وقع من عضو من أعضاء الهيئة ويعدد عشرات الأخطاء التي ليس لها أصل في الواقع ويُشبه بهذا الفعل مردة الجن الذين يسترقون السمع وتصلهم معلومة صحيحة ويذكرون عشر معلومات كاذبة، وكذلك بعض الذين ينتقدون الأئمة والخطباء يعممون النقد على الإمام أو الخطيب ولا يستخدمون لفظ (بعض) وإنما يستخدمون لفظ كل أو جميع، وكذلك الذين يتكلمون وينتقدون معلمي التربية الإسلامية فإنهم يطلقون لفظ التعميم ولا يذكرون أن الذي يقع منه الخطأ البعض وليس الجميع، وكذلك الذين ينتقدون حلقات تحفيظ القرآن الكريم فإن بعضهم يعمم في نقده ولا يوضح أن خطأ وقع في حلقة من الحلقات ويوضح ذلك الخطأ ليعالج. إن الذي لا يخفى على الجميع أن بعض الكتاب تفرغوا لنقد كل ما هو متعلق بالدين والموضوعات التي تخص الشريعة ويستخدم لغة التعميم في عباراته وكأنه بذلك يقول للناس: إن جميع المنتمين لتلك الجهة يقع منهم الخطأ والزلل، ولا أدري ماذا يهدف أولئك من هذا النقد الجائر ومن هذه الأساليب؟ يقع الخطأ من الطبيب وهذا الخطأ يُعد من الأخطاء الخطيرة، ويقع رجل المرور في أخطاء وتأتي الأخطاء الكثيرة من أفراد بعض القطاعات في الدولة فلا ترى أي نقد لأولئك المخطئين إلا ما قل وندر، أما الجهات التي تمثل الدين فترى النقد المستمر لها. لقد كان النقد الخالي من الواقعية والذي يقصد به أمر آخر موجوداً في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومن ذلك ما جاء في قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}، وفي قوله تعالى: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ}، وكما في قوله تعالى: {أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا}، وغيرها من الآيات التي تحدثت عن نقد المعادين لدين الله ورسله. إن أعداء الدين يتخيرون عبارات يستخدمونها في نقد دين الله والدعاة إليه ويحاولون تشويه صورة الدين النقية، ولكن الله لهم بالمرصاد وسيسخر من عباده من يقفون في وجههم ويردون عليهم بالحكمة والموعظة الحسنة. أختم بقوله تعالى: {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}. سعد بن محمد الموينع- الرياض -مدرسة حي السفارات الابتدائية
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
النقد , حي السفارات |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|